بعد موافقة كندا على دخوله.. من هو السوري «لاجئ المطار»؟

حسن القنطار
حسن القنطار

بين ليلة وضحاها، وجد نفسه شاردا محطما غير مستقر، لا يعلم وجهته، لا يعلم مصيره، لا يعلم شيء سوى رغبته في أرض آمنة تحضننه وتكون ملاذه وبديلا لوطنه المحطم الذي لم يعد آمنا على أحد، وبديلا كذلك لوطن آخر تواجد به بحثا عن لقمة العيش.

كان من الممكن أن يصبح «حسن القنطار» مثله كمثل الملايين من اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل نحو العيش بكرامة، إلا أن تطورات قصته جعلته وقصته محط اهتمام وجذبت إليه عدسات وأقلام المصورين والكتاب حول العالم ليتابعون مصيره الذي لم يحدد سوى من ساعات قليلة بعد قضاء 7 أشهر عالقا بمطار كوالالمبور يعاني الرفض من دولا عديدة.

بداية، ولد القنطار ابن سوريا في 13 يوليو عام 1981، مثله كمثل الآلاف من أبناء الوطن العربي، انتقل القنطار للعيش في دولة الإمارات حيث ذهب للعمل في مجال التسويق منذ عام 2007 إلا أن عقد عمله انتهى مع بدايات الاضطرابات بسوريا عام 2011.

فشل القنطار في تجديد جواز سفره لأنه لم يكمل الخدمة العسكرية في سوريا، كما أنه لم يرغب في العودة إلى سوريا لتجديد جواز السفر خوفا من التوقيف أو الانضمام إلى الجيش، الأمر الذي أجبره على المكوث بشكل غير قانوني في الإمارات، حتى تم توقيفه في عام 2016.

بحلول عام 2017 أراد القنطار الذهاب إلى ماليزيا التي تعد واحدة من أبرز البلدان التي تمنح السوريون تأشيرة الدخول مجانا ودون مقابل، حاول بعد ذلك السفر باتجاه الإكوادور ولكن موظفي الخطوط الجوية التركية منعوه من ذلك "لأسباب غير مفهومة" ثم حاولوا طرده بسبب عدم توفره على تذكرة للرحلة.

حاول القنطار بعد ذلك التوجه إلى كمبوديا، لكن السلطات هناك رفضت دخوله وعاودت إرساله مرة أخرى إلى كوالالمبور في ماليزيا؛ حينها كانت تأشيرته السياحية قد انتهت، فلم يسمح له لا بدخول البلاد ثم تقطعت به السبل في المطار وظل في وضعية «الفراغ القانوني».

في تلك الأثناء، عاش القنطار أياما صعبة، كان ينام تحت الكراسي وبمرور الوقت بدأت مدخراته في النفاذ شيئا فشيء حتى وصل به الحال إلى عدم القدرة على شراء الأكل، فبدأت صحته في التدهور نتيجة تغيرات الطقس وعدم تلقي الغذاء اللازم.

تسببت حالته في كسب تعاطف الجميع خاصة موظفي المطار، الذين اعتبروه واحدا منهم وباتوا يقدمون له وجبات الطعام ويسمحون له بدخول حماماتهم.

لم تقف المساعدات الموجهة له عند هذا الحد، بل بمجرد انتشار خبر وجوده «الغريب» بالمطار، قامت سيدة تعيش بكولومبيا البريطانية بتنظيم حملة لجمع التبرعات لصالحه، الأمر ذاته حدث في كندا حتى تم جمع مال يكفي القنطار للعيش لمدة سنة على الأقل، كما تدخلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحاولت تقديم المساعدة القانونية.

والآن، وبعد معاناة 7 أشهر في مطار بماليزيا، حصل القنطار على حق اللجوء لكندا، حيث وفرت منظمتان كنديتان، جمعية مسلمي كولومبيا البريطانية وجمعية كندا كارينج، الدعم له وساندتاه للحصول على حق اللجوء لهناك.