خاص| قاهر ريال مدريد يكشف كواليس هدفه التاريخي

إبراهيم حسن مع نيوشاتل السويسري
إبراهيم حسن مع نيوشاتل السويسري

«لم يكن أمامي سوى أن أقود سيارتي إلى جنيف في هذه الليلة للتخلص من الضغوط، كنت واثقًا من قداراتي، لكن فكرة أن أواجه ريال مدريد في مباراة رسمية بالبطولة الأوروبية لم تكن سهلة على الإطلاق».. بهذه الكلمات كشف إبراهيم حسن، نجم منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، كواليس ليلته التي قضاها قبل مواجهة فريقه نيوشاتل زاماكس السويسري مع ضيفه ريال مدريد الإسباني في إطار دور المجموعات لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي في مثل هذا اليوم قبل 27 عامًا وبالتحديد في العام 1991.

تشكيل ريال مدريد في العام 1991 كان يضم الأساطير جورجي هاجي، معجزة الكرة الرومانية، وإيميليو بوتراجينيو، أحد أبرز مهاجمي الكرة الإسبانية، ولويس إنريكي الصاعد آنذاك، وفيرناندو هييرو، قائد خط الدفاع، وهذه الأسماء كلها جذبت مشجعي نيوشاتل وغيرهم من المهتمين بكرة القدم في سويسرا للحضور على أمل الاستمتاع بسهرة كروية رائعة.

 

يقول إبراهيم حسن في تصريحاته الخاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»: "كنت أقود سيارتي على شاطئ بحيرة جنيف للهروب من الضغوط الكبيرة ليلة المباراة، المسافة كانت ساعة واحدة بين نيوشاتل وجنيف، وكانت واحدة من أفضل فتراتي أنا وحسام حسن وهاني رمزي في الملعب، خصوصًا بعد تجربتنا في كأس العالم، وتجربتي مع شقيقي حسام الدوري اليوناني مع باوك سالونيكي ومشاركتي للمرة الأولى في البطولة الأوروبية أمام إشبيلية الإسباني موسم 1990/91 مع باوك، تحت القيادة الفنية للهولندي روب ياكوب، ونلت شرف أن أكون أول لاعب مصري يشارك في البطولة الأوروبية بشكل رسمي، بعد أن غاب حسام للإصابة وشارك زميلنا مجدي طلبة في الشوط الثاني بسبب عدم اكتمال شفائه، وسجلت ركلة جزاء في مباراة العودة، بينما أهدر مجدي".

 

معجزة التوأم في نيوشاتل

 

وقع نيوشاتل في مواجهة فلوريانا المالطي في الدور التمهيدي الأول للبطولة ففاز بمجموع المباراتين 2-0، ليقص إبراهيم حسن شريط أهداف المصريين في البطولة الأوروبية للمرة الأولى في التاريخ بهدف من كرة رأسية، ثم تخطى الفريق السويسري، منافسه سيلتك الاسكتلندي العريق بخماسية مقابل هدف ذهابًا كان بطلها الأول حسام حسن برباعية سجلها بمفرده ليحقق إنجازًا لم يكرره أي لاعب عربي حتى الآن.

 

ويحكي ظهير أيمن منتخب مصر الأشهر: "كانت علاقتنا طيبة جدًا بالمدرب الإنجليزي روي هودجسون، ودخلنا المباراة بمعنويات مرتفعة بسبب «الكيميا» المميزة بيننا وبينه، فكان يعتمد علينا بشكل أساسي زاد من ثقتنا بعد التألق في الأدوار الأولى للبطولة، وسجلت هدفين في مرمى فلوريانا المالطي، احتسب الأول في مباراة الذهاب، وألغي الثاني في مباراة الإياب رغم أنه لم يكن تسلل كما احتسبه الحكم، بل كان هدفًا صحيحًا".

وعن قصة الهدف التاريخي قال إبراهيم حسن: "لعبت المباراة أساسيًا، وسددت كرة قوية من منتصف الملعب، لكنها مرت بجوار القائم، وشعرت باقتراب الهدف التاريخي، وعندما احتساب الحكم الهولندي ماريو فان دي إينده ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء ريال مدريد، لم أنظر إلى الحائط الذي كان مكونًا من أساطير النادي الملكي حينها، بل كان تركيزي كله منصب على المنطقة التي سددت فيها الكرة، بين القائم والعارضة في الناحية اليمنى، وبالفعل، جاء الهدف الغالي".

 

حضور الخطيب

وتابع:" انقلب الملعب بعدها، كانت المدرجات تتسع لـ 12 ألفًا فقط في ملعب لا دي مالاديير، ولكنهم قاموا بتوسعة الاستاد ليسع 20 ألفًا حضروا في هذا اليوم، وكان من بينهم بالمناسبة الكابتن محمود الخطيب، الرئيس الحالي للنادي الأهلي، والذي حضر بدعوة من صديقه كامل أبو علي، الذي كان يرتبط بعلاقة صداقة وطيدة معه ومع السويسري جيلبرت فاكينيتي، مالك نادي نيوشاتل".

وكشف إبراهيم حسن النقاب عن ما قاله له بيبو عقب اللقاء: "فوجئت بالخطيب يداعبني عقب المباراة وفوزنا على ريال مدريد بالهدف الذي سجلته وسألني مازحًا «هو أنت قاصد تحط الكورة دي كدة يا إبراهيم؟»".

 

حكم المباراة يتحدث للمرة الأولى

يتحدث الحكم الدولي الهولندي المعتز ماريو فان دير إينده للمرة الأولى عن ذكرياته في إدارة هذه المباراة بعد مرور 27 عامًا عليها وهو الحكم الشهير الذي أدار مباراة السوبر الأوروبي عام 1995 بين ميلان الإيطالي وأرسنال الإنجليزي، والذي شارك في تحكيم نهائيات كأس العالم 1994 و1998.

 

يقول فان دير إينده في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»: "أتذكر أن هذه المباراة أقيمت على ملعب صغير، ولكنها شهدت حضور 20000 ألف مشجع، وكانت النتيجة مفاجئة".

وأضاف الحكم الدولي الهولندي :"نيوشاتل زاماكس السويسري فاز بالمباراة على الرغم من مشاركة ريال مدريد بالقوام الأساسي له في هذا اللقاء، لقد سجل المصري إبراهيم حسن الهدف من ضربة ثابتة رائعة، لو أعيدت لم تكن لتسجل بهذا الكمال، إنها ذكريات طيبة لي في الملاعب".

 

أزمة شتيليكه

وعلى الرغم من الشعبية الجارفة التي اكتسبها التوأم حسن وخصوصًا إبراهيم مع جماهير نيوشاتل ومدربهم الإنجليزي روي هودجسون، إلا أن الأمور لم تستمر طويلاً على هذا المنوال، بسبب صفقة غريبة عقدها فاكينيتي مالك نادي نيوشاتل مع اتحاد الكرة السويسري.

 

يقول إبراهيم حسن :"وصلنا لأعلى مستوى فني وأصبحنا الأكثر شعبية مع مدربنا في نيوشاتل، ولكن كان الألماني أوليه شتيليكه، لاعبًا سابقًا بنادي نيوشاتل، ويرتبط بعلاقة طيبة مع فاكينيتي الذي كان يتكفل بمصاريف علاج نجل لاعبه السابق والذي اعتزل قبل عامين من انضمامنا للفريق".

وأضاف :"حالة الغضب على الاتحاد السويسري بعد فشل شتيليكه في تدريب منتخب مصر، دفعتهم لعقد صفقة مع فاكينيتي يتولى بموجبها روي هودجسون صاحب النتائج الرائعة معنا في نيوشاتل تدريب المنتخب السويسري، ويأتي شتيليكه لتولي القيادة الفنية لفريقنا، وكان عنصريًا بحق، يكره اللاعبين العرب، وتسببت موقفه من العرب في مضايقتنا أثناء وجودنا في نيوشاتل قبل العودة إلى الأهلي".

 

من أجل الأهلي

 

يروي إبراهيم حسن قصة عودة التوأم إلى الأهلي قائلاً :"فوجئنا بوجود الكابتن صلاح حسني في منزلنا عقب إحدى المباريات بعد زيارة للمايسترو صالح سليم لسويسرا، وتحدث الثنائي فيها مع كامل أبو علي بضرورة عودتي أنا وشقيقي حسام وكذلك هاني رمزي إلى الأهلي بسبب تدهور النتائج وصعوبة موقف الفريق في الدوري".

 

وأضاف :"بالفعل، وافقت ومعي حسام على العودة للأهلي احترامًا للمايسترو وحبًا في جماهير النادي، وحصلنا على وعد بالعودة لأوروبا مجددًا، لكنه لم ينفذ رغم وصول عرضين من ناديي سيلتك الاسكتلندي ولاتسيو الإيطالي للتعاقد معنا، فيما فضل رمزي البقاء في سويسرا".