الـ«PUBG».. شيطان قاتل على موبايلك

لعبة «PUBG»
لعبة «PUBG»

- طالب يطعن معلمته بسبب اللعبة.. وبطولات وهمية للفوز بقلوب البنات


- أستاذ علم الاجتماع: تزيد العنف والانعزال داخل الأطفال والشباب

 

لم نكد ننتهي من مشاكل ألعاب «الحوت الأزرق وأخواتها»‬ حتى طفت على السطح لعبة جديدة سحبت البساط من سابقيها لتسرق الوقت وتدمر الصحة النفسية والعصبية.. وتسعى شركات عالمية متخصصة في هذا المجال إلى جذب الشباب والأطفال من الجنسين لهذا النوع من الألعاب لأنها صناعة تحقق مليارات الدولارات وقد تؤثر هذه الصناعة في جميع مراحل النمو للطفل فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن تلك الألعاب تؤثر بشكل خطير على الأطفال.

 

 

«تأثير ضار»

 

وكشفت دراسات متعددة أن قضاء وقت طويل في ممارسة العاب الفيديو يفوق الـ9 ساعات أسبوعيا لها تأثير ضار على الأطفال فهى سلاح ذو حدين خاصة إن طال استخدامها بشكل مبالغ فيه، وهو ما ينعكس على الطفل والشاب بكثير من المشكلات الصحية والخاصة بالسلوك والنفسية، سواء كان العنف أو الاكتئاب أو الزهايمر.

 

لعبة «PUBG».. إحدى ألعاب الموبايل التي ظهرت خلال الأيام الماضية ولاقت رواجا كبيرا بين الشباب والمراهقين وصل إلى الحد الذي بات فيها نقاش الفتيات والشباب في الشارع وعلى المقاهي يدور دائما حول تكتيكات اللعبة وكيفية الفوز وتشكيل الفرق القتالية مع انضمام ملايين من اللاعبين وبينهم شباب من مصر وباقي الدول العربية.


وتعتمد أحداث اللعبة بشكل كبير على الأكشن وإطلاق الرصاص وجمع الأسلحة التي تعد غنائم ويصل عدد اللاعبين‎ ‎ فى الجولة الواحدة إلى 100 لاعب، ‏والهدف منها هو القتال وصمود لاعب واحد حتى نهاية المعركة.

 

ويمكن للاعبين أن يختاروا اللعب منفردين أو ضمن فريق صغير يصل عدد أفراده إلى 4 ‏كحد أقصى، وفي الحالتين الشخص الذي يبقى حيًا حتى نهاية المعركة يكون هو ‏الرابح.‏

 

لعبة ‏PUBG‏ تشترط أن تكون متصلا بالإنترنت، الأمر الذي يجمع محاربين من كل أنحاء العالم في ‏الوقت نفسه، ويعد هذا مدخلاً لاستقطاب الشباب من قبل الجماعات الإرهابية «داعش وأخواتها» خاصة أن اللعبة قريبة من أفكارهم في إدارة حروب الشوارع التي يديرها أفراد هذه التنظيمات المتطرفة عبر الاختباء داخل المنازل وحمل الأسلحة المختلفة والحصول على أسلحة المقاتلين عقب مقتلهم وقتل محاربين آخرين بشكل عشوائي إلى أن يحدث الفوز بالصمود حتى النهاية والحصول على أموال.


وبسرعة الصاروخ بدأت الآثار السلبية لهذه اللعبة في الانتشار، حيث أقدم طالب في الإسكندرية على قتل معلمته عن طريق طعنها بالسكين عدة طعنات مثل ما يفعله في اللعبة، كما تسببت اللعبة في مقتل شاب في العراق حاول تقليد أحداثها مع أصدقائه.

 

 

«غراميات زائفة»

 

وعلى الجانب الآخر، تعد العلاقات الغرامية الزائفة «طُعم» لاستقطاب الشباب إلى اللعبة عن طريق المحادثات الصوتية.

 


تبدأ اللعبة برحلة داخل طائرة تحلق بين السماء والأرض، ثم يتسارع الشباب بالقفز من الطائرة والهبوط أرضًا، لكن قبل السقوط ستبحث أولا عن بقعة صغيرة وآمنة من أجل نهب الأسلحة والمعدات بنفسك، والعمل على استمرارك حيا في اللعبة حتى قتل الـ100 فرد الباقين ويتميز لاعب عن غيره بإطلاعه على قوانين اللعبة، فمعرفتك بالتضاريس والخريطة بشكل جيد، أهم أسباب الفوز.

 

 وتعد هذه اللعبة من تصميم شركة «‬تينست» وقام بتحميلها حتى الآن أكثر من 32.34 مليون لاعب، وتضم لاعبين لأكثر من 100 دولة حول العالم.

 

 

«العنف المصور»

 

وأكدت د. سامية خضر، ‬أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن أبناءنا لا يتمكنون من فهم الفارق الكبير بين العنف المصور في اللعبة وما يحدث في حياتنا اليومية لأنهم لا يستطيعون الإحساس بتلك التأثيرات التي تنزع عنهم حساسيتهم ولا يدركون ماذا هم فاعلون، مضيفة أن العنف هو الحل الوحيد المرغوب به في اللعبة.

 

وأوضحت أن هذه الألعاب تهدف إلى خلق شباب منعزل اجتماعيا لفترة طويلة ويتعايش على انه في عالم آخر يشبه العالم الخيالي ويمكن أن تؤدي إلى الإدمان الأبدي وتشجع على استخدام العنف والعدوان والانتقام في حياتنا الطبيعية.