صور|«تظاهرات فرنسا»..الغضب يجمع الأقطاب المتناحرة تحت مطلب واحد

تظاهرات فرنسا
تظاهرات فرنسا

لا تزال فرنسا تعيش حالة من عدم الاستقرار، تظاهرات ومسيرات غاضبة جمعت العديد من الأقطاب السياسية المتناحرة لأول مرة.

اعتراضات متوالية على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، تتجدد من وقتا لأخر حيث تظاهر الآلاف من الفرنسيين، أمس السبت، بساحة مارسوف في العاصمة الفرنسية باريس؛ وذلك اعتراضا على السياسات الاقتصادية التي تتبعها حكومة الرئيس، في الآونة الأخيرة وخاصة رفع أسعار الوقود.

ارتدى غالبية المتظاهرين «السترات الصفراء»، وخرجوا غاضبين معلنين رفضهم لرفع أسعار الوقود في الآونة الأخيرة، حيث قدرت أعداد المتظاهرين بـ230 ألف شخص.

السلطات الفرنسية، استعانت بـ3000 ضابط في باريس، والبلديات المجاورة؛ لمواجهة تلك المسيرات الغاضبة وخوفا من اندلاع اشتباكات في إشارة إلى اشتباكات الأسبوع الماضي، والتي أودت بحياة شخصين وأصابت المئات.

وقال أصحاب «السترات الصفراء» على حسابهم عبر فيسبوك، إنهم ماضون في تعبئتهم إلى أن تتم زيادة القدرة الشرائية وإلغاء الرسومات على أسعار  الوقود. واقترح المنظمون أن يكون هناك «سترات حمراء» من أجل تفادي أي تكرار أعمال الشعب التي حولت جادة الشانزلزيه يوم أمس إلى ساحة معركة بين الشرطة وعدد من المتظاهرين غالبيتهم من مجموعة  من المخربين تنتمي إلى اليمين المتطرف، بحسب وزارة الداخلية.

من جهته اتهم وزير الداخلية كريستوف كاستانير مباشرة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتحريض المشاغبين على التظاهر في الشانزليزيه، وهو ما نفته هذه الأخيرة.

اضطرت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين قام البعض منهم بنزع حجارة الأرصفة ، وأدت المواجهات إلى حدوث خسائر مادية كبيرة.

لم تكن التظاهرات هي الأولى من نوعها، حيث خرج أصحاب السترات الصفراء للمرة الأولى في الـ17 من نوفمبر الماضي، بأعداد وصلت إلى 280 ألف شخص، وفقا لتصريحات وزير الداخلية الفرنسي.

في هذا الصدد صرح خالد شقير، المذيع بالإذاعة الفرنسية ورئيس جمعية مصر فرنسا بمرسيليا، في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، بأن تلك التظاهرات بدأت وسط دعوات من بعض النشطاء بتمديد الاحتجاجات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن قدرة تلك التظاهرات في عدول الرئيس الفرنسي عن سياساته، أشار شقير بأن مسار الأمور يؤكد أنه لن يتراجع عن قراراته لأن فرنسا كانت أول دولة تنادي بوضع خطة للحد من التلوث البيئي لذا فهي تبدأ بنفسها، فالهدف من زيادة أسعار الوقود هو دفع الفرنسيين إلى الحد من استخدام السيارات لأن هناك خطة ستنتهجها فرنسا في تقليل قيادة السيارات وتأثيرات عوادمها في الشوارع الرئيسية واستبدالها بالسيارات الكهربائية والوسائل الأخرى صديقة البيئة.

وبسؤاله حول مدى تأثر شعبية الرئيس الفرنسي بتلك التظاهرات، أكد شقير بأن شعبية ماكرون تأثرت بصورة كبيرة في هذه الفترة كما سيدفع ثمن تلك السياسات غاليا في الانتخابات الأوروبية والتي ستكون في ربيع 2019، ورغم علمه بذلك جيدا إلا أنه لن يعدل عن هذه القرارات التي اتخذها في رفع أسعار المحروقات كما أن المواطن الفرنسي سيكون من الصعب عليه استيعاب تلك التغييرات باستثناء بعض المؤيدين من أنصار حزب الخضر.  

وحول المشاركين في تلك التظاهرات، لفت شقير إلى أن تلك التظاهرات الغاضبة جمعت ولأول مرة قطبي السياسة في فرنسا من أبناء حزبي اليمين المتطرف وأقصى اليسار «فرنسا الأبية»، أثارت مشاركة الطرفين مخاوف عديدة من اندلاع اشتباكات بينهم إلا أن ما حدث كان مخالفا للتوقعات حيث اشتعلت الاشتباكات بين المتظاهرين باختلاف انتماءاتهم وبين الشرطة.

وفيما يخص مشاركة العرب في تلك التظاهرات، أجاب شقير بأن بعض أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين العرب يشاركون في تلك التظاهرات لشعورهم الدائم بالتهميش في المجتمع الفرنسي واتهامهم بالخوف إضافة إلى اتهامات أخرى وصلت إلى حد استغلال التظاهرات بغرض السطو على المحلات وسرقتها.

أما فيما يخص العرب الحاصلين على الجنسية الفرنسية، فهم يفضلون عدم المشاركة لتركيزهم أكثر على عملهم ومستقبلهم هناك.