ثورة قرية على متحرش !

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تمرد على الأخلاق الحميدة التي تربى عليها في قريته الصغيرة بالمحلة الكبرى.. ضرب بكل العادات والتقاليد عرض الحائط.. انساق وراء نزواته.. لم يكن يدر ما يخبأه  الزمن له جراء أفعاله المشينة.. ورث «أحمد» عن أبيه ثروة لا بأس بها ولكنه عزف عن الزواج.. لم يمتثل لنصائح أخته.. اختار الوحدة كأنيس له.. واكتفى بالتحرش بالفتيات والسيدات ..

لم يخطر ببال أحد أن المهندس الذي يتخطى الأربعين اتخذ المعاكسة والتحرش أسلوبا  لحياته ورافضاً الزواج.. ولم يدر أحد ما السبب في ذلك فكان «أحمد» يجد متعته الوحيدة في ذلك وفي أحد الأيام كان يشترى إفطارا من محل قريب  من منزله.. ورأى سيدة جميلة ممشوقة القوام وبدأ يتحرش بها بأسلوب الشوارع .. صرخت السيدة والتفتت إليه وصفعته على وجهه.. ولم تكتف بذلك ذهبت وأبلغت زوجها بما حدث.. والذي استشاط  غضباً وتشاجر معه وانهال عليه ضرباً وصفعا ثم تركه وذهب من حيث أتى ..

لم يتعظ «أحمد» من ذلك الموقف غير مدرك  خطورة أفعاله.. كان كلما رأى فتاة جميلة يتحرك  تجاهها يتحرش بها لفظياً.. كانت معظم الفتيات تخاف من إبلاغ أهلها.. القليل منهن من أخبرت ذويها حتى انتشر الأمر  بين أهالي القرية.. والذين ثاروا  ثورة عارمة على هذا الوغد الذي لم يحترم أعراف وتقاليد قريته وقرروا الذهاب إليه والانتقام منه وتأديبه وبالفعل ذهب أكثر من ٣٠ رجلا إلى حيث يسكن وصعد ٧ منهم واقتادوه إلى حيث تجمع الباقين وقاموا بضربه بالصفعات والركل حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيديهم  وسط صراخ أخته التي حاولت إنقاذه منهم ولكنها لم تستطع لكثرة عددهم..

حاولت أخته إسعافه ونقلته للمستشفى ولكن دون جدوى.. ذهبت وحررت محضراً بما حدث واتهمت الكثير تم القبض على ٧ متهمين واعترفوا بضربه حتى الموت وأحيلوا إلى النيابة والتي قدمتهم إلى محكمة جنايات المحلة الكبرى والتي قضت برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد السعدنى وعصام سلمان بمعاقبتهم بالسجن المشددة لمدة ثلاث سنوات بتهمة الضرب المفضي إلى موت..

وناشدت المحكمة كل من وقع عليه جرم أن يلجأ للجهات المختصة خاصة وأن الجهات القضائية كفيلة بأن ترد له حقه وفقاً لنصوص القانون بدلاً من أن تسود شريعة الغاب في المجتمع.