«شرايين الحياة» تصل أرض الفيروز عبر أنفاق قناة السويس

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

قبل ثلاثة أعوام، وتحديدا فى 28 نوفمبر 2015 ، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة بمنطقة قناة السويس وسيناء أرض الفيروز، التي ظلت على مدار عقود تحلم بمن يمد إليها شرايين الحياة والتنمية لكن دون جدوى.

ومنذ ذلك التاريخ بدأت الملحمة.. ملحمة العبور الجديد وتنمية وتعمير سيناء بمشروعات قومية عملاقة تحمل الخير لمصر والمصريين.. منذ ذلك التاريخ وبدأت مرحلة تحدى «التحدى».. مرحلة البناء.. مرحلة العبور إلى ارض الفيروز بأنفاق قناة السويس الجديدة.. المشروع الذى وصفه العالم بالمعجزة بكافة المقاييس العلمية والجغرافية والهندسية وحتى التمويل الخاص بالمشروع.. ويكفى القول بأن التقديرات التي وضعت لتنفيذ تلك الأنفاق كانت تشير إلى استحالة تنفيذها قبل 12 عاما، لكن فى ظل وجود قيادة سياسية تضع عامل الزمن للحاق بقطار التنمية فى الاعتبار، وفي ظل إرادة ورغبة حقيقية من المصريين في تحدى المستحيل تم تنفيذ المشروع فى أقل من ثلاثة أعوام، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبتنفيذ من 4 شركات مقاولات وطنية كبرى هى «بتروجت وكونكورد بأنفاق شمال الإسماعيلية - المقاولون العرب وأوراسكوم بأنفاق جنوب بورسعيد»..

وبالأمس تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنفاق قناة السويس شمال الإسماعيلية، لمتابعة المراحل النهائية من التنفيذ قبل الافتتاح الرسمى للأنفاق.

ولابد من الإشارة إلى معاناة أهالى مدن القناة، وسيناء تحديدا، من عذاب يومي يؤرق حياتهم قبل تنفيذ أنفاق قناة السويس الأربعة، وهو عبور المجرى الملاحى لقناة السويس، خاصة بعد افتتاح قناة السويس الجديدة حيث صار العبور أكثر صعوبة ومشقة على أهالى سيناء والقنطرة شرق، حيث تستغرق الرحلة الطبيعية أقل من 15 دقيقة، بينما مع عدد المعديات القليل، تتخطى مدتها الساعات، بسبب انتظار الدور فى العبور، ليصبح العبور الآمن واليسير إلى شرق القناة حلما أوشك على التحقق.

وبالتأكيد هذا المشروع له أهداف كثيرة ومتعددة، منها ربط شرق القناة بغربها، وفتح الطريق بشكل أوسع وأسرع أمام حركة العبور للمواطنين والمستثمرين لدقائق معدودة، ومنها ستنطلق حركة العبور من خلال أربعة أنفاق تساعد فى سرعة حركة البناء والمشروعات الجديدة والانتقال والتنقل سعيا لحياة أفضل للشباب وتحقيق أحلامهم بمشروعات صغيرة ومتوسطة، وتوطين فى منطقة من أجمل مناطق العالم، بسحرها من طقس وطبيعة خلابة وبحر وعراقة وتاريخ.

ويتبقى الافتتاح الرسمي للأنفاق الأربعة، والذي يعني مرحلة جديدة حافلة بالإنجاز للشعب المصرى ورسالة مهمة للعالم وسيطرة كاملة على بقعة من أهم البقاع فى العالم وفيها معان وأهداف سيكشف عنها المستقبل القريب بعد أن تعمر وتنتشر فيها المشروعات وأفكار الشباب خاصة مع الطرق الجديدة التى تم إنشاؤها وازدواج أخرى ومطارات ستفتتح قريبا تسهم فى تنشيط السياحة وتنمية سيناء لتحقق حلم  ينتظره الملايين، ليس من أهالى محافظات القناة وسيناء فقط، بل من كل أنحاء مصر، حلم الأنفاق أسفل قناة السويس، تلك الخطوة المهمة، بل ربما تكون أولى خطوات التعمير فى سيناء، ومنها إلى محاربة ومكافحة الإرهاب بعد أن تصبح سيناء وشرق القناة مناطق معمورة بالسكان.

وبعد الدراسة حددت الدولة وأقرت مواقع ومسارات الأنفاق الجديدة، واختارت الشركات المتعاقدة للمشاركة فيها، وجاء ذلك بعد قرار القيادة السياسية بإنشاء الأنفاق بكل من شمال الإسماعيلية وجنوب بورسعيد لتكون شرايين حياة جديدة لتسهيل حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء. وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدراسة ومقارنة مواصفات جميع ماكينات حفر الأنفاق المستخدمة عالميا حتى وقع الاختيار على الشركة الألمانية (هنركرشت).. وتم مفاوضة الشركة لتخفيض التكلفة بنسبة 25%. وتم التعاقد معها على تصنيع وتوريد عدد 4 ماكينات حفر أنفاق كاملة بالمعدات المساعدة وتدريب نحو 40 مهندسا بالإضافة لقيام الشركة بالمعاونة فى الإشراف على أعمال الحفر.

ومن جانبه أكد المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقولون العرب، أن مشروع أنفاق قناة السويس يأتى ضمن خطة الدولة لتنفيذ المشروع القومى لتنمية شرق القناة بالربط بين شبه جزيرة سيناء ومدينة الإسماعيلية والوادي والدلتا لسهولة الانتقال من وإلى سيناء، وفى اطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على دعم مناخ التنمية والاستثمار فى شبه جزيرة سيناء التى يكثر بها فرص الاستثمار فى مجالات الصناعة والزراعة التي تحتاج الى النقل والخدمات اللوجيستية، ومع زيادة حركة التنمية والتجارة من وإلى سيناء، واقتصار عملية النقل على معديات هيئة قناة السويس وكوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي، أدى ذلك إلى التكدس الشديد، الأمر الذى استلزم إنشاء محاور رئيسية لربط شرق القناة بغربها، وإنشاء أنفاق جديدة للسيارات أسفل قناة السويس بكل من شمال الإسماعيلية وجنوب بورسعيد بجانب نفق الشهيد أحمد حمدي لتكون شرايين حياة جديدة، ولتسهيل حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء، حيث ستختصر الأنفاق زمن عبور قناة السويس إلى 20 دقيقة.

واشار المهندس محسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقولون العرب، إلى أن العمل فى مشروع حفر الأنفاق بمنطقة شرق بورسعيد بدأ فى مايو عام 2015 وقد انتهت ماكينة حفر الانفاق العملاقة من أعمالها بعد أن تمت عمليات دقيقة لمعالجة التربة الطينية الصعبة بالمنطقة، وتعد الأنفاق من أكبر وأضخم الأنفاق بالمنطقة حيث يبلغ طول العقد الواحد بمشروع أنفاق بورسعيد شامل المداخل والمخارج بطول 4كم وجسم العقد 2.8 كيلو متر أسفل قناة السويس يفصلهما مسافة 20 متراً، ويصل القطر الداخلى للنفق الواحد 11٫4 متر وقطره الخارجى 12٫6 متر يسمح بمرور سيارتين بكل اتجاه بارتفاع صافى 5م مما يساعد على سهولة حركة الحاويات من وإلى ميناء شرق التفريعة وتشجيع إقامة المصانع بمنطقة شرق بورسعيد بمنسوب يصل إلى عمق 30 متراً تحت قاع قناة السويس.

يأتي هذا إلى جانب إنشاء حوائط لوحية لمداخل ومخارج تلك الأنفاق بمسطحات 195 ألف متر مكعب بالإضافة إلى تنفيذ كبارى وعدايات وطرق للربط مع شبكة الطرق الموجودة حالياً بالمنطقة وتنفيذ مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية المبطنة لجسم النفق والتجهيزات الخاصة بإقامة 1500 عامل من العاملين بالمشروع، وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة المقولون العرب، أن كمية أعمال الحفر بلغت 1.5 مليون متر مكعب حفر لمداخل ومخارج النفق وأعمال تحسين التربة 3 ملايين متر مكعب.