قصص وعبر| خطيئة ابنة الخال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

انفجر الدم في عروق الشاب وابن عمته ساخنا مجنونا، وانتحى كل منهما ركنا وهو واجما، ترتعد أناملهما، ويعصر الغيظ والغضب قلبيهما، تجول بخاطرهما عدة أسئلة عجزا عن إيجاد إجابة لها، ولم ترى عينيهما غير شعلة حمراء يتدفق على إثرها الدماء، ليغسلا عارهما والفضيحة التي ستلحق بهما بعدما أخبرتهما شقيقة الشاب بأنها فقدت عذريتها في لحظة ضعف مع خطيبها.

عصفت برأسيهما الأفكار، تراود مخيلتهما الفضيحة والعار الذي سيلحق بهما وسط أهل القرية بإحدى محافظات الصعيد، وانتابتهما حالة من الخزي والانكسار، فكرا مليا بقتلها وإخفاء جثتها، وبعد تفكير عميق وبصوت يعصره الألم والحزن عرض ابن عمتها على شقيقها الشاب بأنه لديه الحل السحري للخروج والهرب من شبح الفضيحة، وحفظا لماء وجهيهما أمام الجميع، وتزوج من ابنة خاله، والتنبيه على خطيبها الذي دنس شرفهما، وأهدر كرامتهما غير مراع بعادات وتقاليد القرية، وأجبراه على الابتعاد عنها وفسخ خطبته لها.

ومع انطلاق آذان الفجر اصطحب ابن العمة زوجته وشقيقها، وتركوا القرية متوجهين للعيش بالقاهرة وبعد فترة يقوم بتطليقها ليبدو المشهد طبيعيا، والعودة إلى القرية مرة أخرى، لم يكحل النوم عين خطيب الفتاة، وأخذ يجوب المحافظات بحثا عنهم حتى عثر عليهم بمنطقة التبين بالقاهرة، وتوجه إليهما بعينين طافحتين شرا، يطلب منهما موافقتهما على الزواج منها بعد تطليق ابن عمتها لها، وإلا سيفضح أمرهما بالقرية بعلاقته بخطيبته وفقدانها عذريتها معه في لحظة ضعف وزواجه منها لإخفاء فعلته.

وفي ثوانٍ تحول شقيق الفتاة وابن عمته إلى وحشين كاسرين، بعدما أصر الخطيب على زواجه منها لحبه الشديد لها، مهددا بالفضيحة لهما وانقضا عليه وطعنه أحدهما بسكين في رقبته التي انفجرت منه الدكاء كالشلالات، وانطلقت الصرخات من بين ثنايا فمه من هول المشهد، وسقط على الأرض غارقا في بركة من الدماء، بينما قام الآخر بتقطيع جثته ووضعها في أكياس لإخفاء جريمتهما وقاما بدفنها بمنطقة نائية.

وبمرور الأيام تملك شقيق المجني عليه حالة من القلق، وباءت كل محاولات الاتصال به بالفشل، فهاتفه المحمول مغلق، ولم يتمكن من الاطمئنان عليه، فتقدم إلى قسم الشرطة وتقدم ببلاغ يفيد بتغيب شقيقه، ويتهم شقيق خطيبته السابقة وابن عمتها بأنهما وراء اختفاء.

وبعمل التحريات المكثفة تمكن رجال المباحث من القبض على الفتاة وشقيقها الشاب وابن عمتها، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب جريمتهما وقيامهما بقتل المجني عليه بعدما هددهما بفضح أمرهما بالقرية، وإصراره على أن يقوم ابن عمتها بتطليقها كي يتزوجها لحبه الشديد لها.

تم تحرير المحضر اللازم، وأحالهما اللواء محمد منصور مساعد الوزير لأمن القاهرة إلى النيابة التي تولت التحقيقات، وصرحت بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس المتهمان ٤ أيام على ذمة التحقيقات.