حوار| رئيس شئون الأسرى الفلسطينيين: ٦٠٠٠ أسير بينهم ٣٠٠ طفل في سجـون الاحتلال

جانب من الحوار
جانب من الحوار

- نطالب باجتماع لوزراء الخارجية العرب لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين

- أمريكا تعتبر انضمام فلسطين للمحاكم الدولية بمثابة امتلاكها أسلحة نووية

 

حوار: عبد السميع الدردير

 

فى مستهل جولة عربية بدأ رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين اللواء قدرى أبو بكر زيارة إلى القاهرة بتوجيه من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى إطار التحرك لمواجهة الانتهاكات التى يمارسها الاحتلال الصهيونى فى حق أبناء الشعب الفلسطينى لاسيما الأسرى منهم فى سجون الاحتلال.. وقد عزمت الدولة الصهيونية إسرائيل المضى إلى أكثر من ذلك بشرعنة هذه الانتهاكات فى برلمانهم (الكنيست) بمناقشة مجموعة من القوانين التى تنتهك الحقوق الإنسانية للأسرى الفلسطينيين وأخطرها ما يتعلق بقانون إعدام الأسرى الفلسطينيين..

«الأخبار» التقت اللواء قدرى أبو بكر رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين وأجرت معه الحوار التالى:

 بدأت جولة بالقاهرة لدق إنذار الخطر بشأن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأسرى الفلسطينيين.. فما هى المستجدات التى دفعتكم لذلك؟
بعد عدة إجراءات فى الكنيست (البرلمان الإسرائيلى) لتقنين انتهاك حقوق الأسرى داخل السجون وأسرهم أيضا، عزمنا التحرك فى عدة عواصم عربية لمواجهة هذه التحركات العدوانية التى بدأت فى مسارها التشريعى داخل برلمان الاحتلال الإسرائيلى.. هناك مشروع قانون تجرى مناقشته داخل الكنيست لإعدام الأسرى الفلسطينيين وقطع الرواتب التى ندفعها لأسر الأسرى من حصيلة الضرائب المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية وتقدر بـ ١٢٠ مليون دولار.. الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة لكنها تتجه لأخذ مسار تشريعى.. الاحتلال الإسرائيلى يمنع دخول الكتب للأسرى والزيارات ويطبقون الإعدام رميا بالرصاص يوميا بشكل غير رسمى على من يدعون أنهم يمسكون بالسكاكين لقتل الإسرائيليين.

 كيف كانت لقاءاتكم فى القاهرة؟
جئنا بتعليمات من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن فى مستهل جولة كانت من الطبيعى أن تبدأ بمصر لما تقدمه من دعم سياسى واقتصادى للقضية الفلسطينية، فقد كانت مصر فى كل المحطات مع الشعب الفلسطينى وحتى تبادل الأسرى يتم بضمان ووساطة مصرية.. أمامنا معارك دبلوماسية وقانونية وإعلامية، وقد بدأنا فى مصر من باب الإعلام حيث التقينا بأعضاء من الهيئة الوطنية للإعلام فى مصر وأعضاء من مجلس نقابة الصحفيين المصريين والاتحاد العام للصحفيين العرب.. كما اطلعنا رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان فى مصر محمد الفايق على أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.. ومن المقرر أن نلتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط لتقديم طلب عقد اجتماع استثنائى لوزراء الخارجية العرب لمناقشة أوضاع الأسرى الفلسطينيين ومواجهة الإجراءات الإسرائيلية التى تنتهك حقوقهم بما فيها عقوبة الإعدام بحق الأسرى التى يعتزم الكنيست مناقشتها.

الأسرى الفلسطينيين 
 هل يمكن أن تطلعنا على إحصائيات بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال؟

بداية، هناك أطفال فلسطينيون دون سن العاشرة تفرض عليهم إسرائيل إقامة جبرية فى منازلهم وتمنعهم من الخروج.. الإسرائيليون يلبسون الأطفال أساور إلكترونية فى إيديهم لرصد تحركاتهم وإذا خرجوا يغرمون أهلهم وإذا خلعوها أيضا.. وفى القدس يوجد ١٤ طفلا أقل من ١٠ تحت الإقامة الجبرية.

أما عدد الأطفال الأسرى داخل سجون الاحتلال فعددهم ٣٠٠ طفل أعمارهم أقل من ١٨ سنة.. كما أن هناك نحو ٧٥٠ مريضا داخل الأسر منهم مرضى بالسرطان والفشل الكلوى، إلا أن سلطات الاحتلال تسمح بخروجهم من السجون بعد تدهور حالتهم الصحية لدرجة أننا لاحظنا أن معظم هذه الحالات تموت بعد نحو أسبوع من خروجهم من الأسر وذلك حتى لا يتم تسجيل حالات الوفاة داخل سجون الاحتلال.. وبشكل عام فإن عدد الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية تخطى ٦٠٠٠ أسير.. الاحتلال الإسرائيلى يحتجز أيضا جثامين بعض الشهداء الفلسطينيين.. بل إنهم يقومون بدفنهم فى مقابر يضعون عليها أرقاما ورموزا بدلا من الإفصاح عن أسمائهم حتى يحرموا ذويهم من زيارة شهدائهم.
الاحتلال يمعن فى عقاب أهل الأسير كما يعاقب السلطة التى تدفع لهم رواتب شهرية باقتطاع هذه الرواتب من حصيلة الضرائب.

 مؤخرا انضمت فلسطين إلى العديد من المنظمات الدولية بينها محكمة العدل الدولية، وذلك بعدما حصلت على صفة دولة عضو مراقب فى الأمم المتحدة، كيف يمكن أن تستفيد فلسطين من وضعها الجديد عالميا؟
قبل ما يعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن عدائه السافر للفلسطينيين، كان هناك تفاهمات بين واشنطن والسلطة الفلسطينية لمساومة الأخيرة بشأن مساعيها للانضمام إلى نحو ٢٠ منظمة بالأمم المتحدة بينها محكمة العدل الدولية.. ترامب كان يعتقد أن انضمام فلسطين إلى محكمة العدل الدولية يشبه خطورة امتلاكها سلاحا نوويا.. وجاء انضمامنا إلى هذه المنظمات كرد على مواقف ترامب العدائية.. وبالفعل كانت أولى دعوى فلسطينية يتم رفعها أمام المحكمة، كانت ضد ترامب نفسه بعد قراره نقل سفارة بلاده فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس بما يخالف جميع المواثيق الدولية.

 لماذا اعتبرتم الولايات المتحدة دولة عدوة لفلسطين وليست مجرد دولة منحازة للإسرائيليين؟
يبدو من مواقف وقرارات الرئيس ترامب أنه يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، فقد بلغ عداء ترامب للفلسطينيين أنه هدد بعقاب أى دولة تصوت فى الأمم المتحدة ضد قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس.. ومع ذلك صوتت الأغلبية العظمى من دول العالم ضد نقل السفارة الأمريكية، ما يعنى أن هذه الدول انتصرت لمبادئها وقيمها ولم تلتفت إلى مصالحها كما هو متعارف عليه فى العلاقات الدولية.

فتح وحماس 
 ملف الأسرى الفلسطينيين من الملفات غير الخلافية بين حركتى فتح وحماس، إلا أنه لا يبدو أن هناك تعاونا بين الحركتين فى المفاوضات مع إسرائيل بشأن الأسرى؟

الرئيس أبو مازن استطاع خلال التفاوض مع الإسرائيليين تحرير آلاف من الأسرى الفلسطينيين.. وحماس أيضا قامت بتبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلى وفى كلتا الحالتين لم تفرق لا فتح ولا حماس بين الأسرى من كلتا الحركتين فجميعهم فلسطينيون.

ونحن كهيئة مسئولة عن شئون الأسرى والمحررين فإن ما يعنينا هو خروج أكبر عدد ممكن من أسرانا.. حماس تقول إنها تحتجز إسرائيليين سواء أحياء أو حتى جثامين، لذا فان إسرائيل تمنع أعضاء أسرى حماس من زيارة أهاليهم إلا بواسطة من الصليب الأحمر للتأكد من صحة وجود أسرى أو جثامين إسرائيليين لدى حماس.. ومن المؤكد أن حماس لديها أسرى إسرائيليون لكن لا أعلم إذا كانوا أحياء أم أمواتا.. حماس لم تعلن عن تفاصيل فى هذا الشأن وهذا من حقهم.

دولة ديمقراطية 
 يثار من حين لآخر مسألة ترشيح مروان البرغوثى عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأسير لدى الاحتلال الإسرائيلى، فهل من حقه الترشح؟

نعم، نحن دولة ديمقراطية ومن حق البرغوثى أن يرشح نفسه، لكن المنطق لا يقبل وجود رئيس قيد الاعتقال.. وتجدر الإشارة إلى أنه أصبح لدينا عضوان فى اللجنة المركزية لمنظمة التحرير يقبعون قيد الأسر فى السجون الإسرائيلية وذلك بعد انتخاب كريم يونس عضوا باللجنة وهو أحد أقدم السجناء الفلسطينيين فى سجون الاحتلال حيث دخل عامه الـ ٣٧ فى سجون الاحتلال.

 ماذا عن النطف التى يتم تهريبها من الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى؟
طبعا هذا الأمر يتم بشكل سرى وحتى المستشفيات التى تجرى مثل هذه العمليات أيضا سرية ويتم تمويلها بشكل سرى أيضا.. الإسرائيليون يخشون تعداد المواليد الفلسطينية ويعتبرونه تهديدا لوجودهم فماذا عن الأسرى الذين ينجبون وهم داخل سجونهم.

ننتقل إلى شأن آخر متعلق بزيارة المسجد الأقصى، أليس هذا تطبيعا مع الاحتلال الإسرائيلى، رغم أن الدعوات تزداد من الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص لشد الرحال إلى المسجد الأقصى؟
الرئيس أبو مازن دعا العرب والمسلمين لزيارة المسجد الأقصى.. وقال صراحة أن زيارة الأسير لا تعنى التطبيع مع السجان والشعب الفلسطينى كله فى حكم الأسير وزيارة القدس لا يعنى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلى.. لأن زيارة المسجد الأقصى تعد جزءا من دعم أهالى القدس الفلسطينيين بشراء منتجاتهم والإقامة فى فنادق عربية.. فليس الزائر مضطرا للشراء من الإسرائيليين.. الفلسطينيون على جميع المستويات يدعون العرب والمسلمين المسجد الأقصى الشريف والأماكن المقدسة.