حكايات| كراكيب رشا.. تحف فنية من روبابيكيا البيوت

 كراكيب رشا.. تحف فنية من روبابيكيا البيوت
كراكيب رشا.. تحف فنية من روبابيكيا البيوت

بالهدوء والتروي تلمح الأشياء القديمة، تأخذ نفسًا عميقًا، قبل أن تبدأ التفكير في كيفية الاستفادة منها، لتصبح أشياء ثمينة.. ببساطة هذه قصة سيدة ثلاثينية موهوبة بالفطرة.

 

تمتلك «رشا بيومي» أنامل ذهبية تستطيع من خلالها تحويل أي «كراكيب» حولها إلى تحف فنية قيمة، إذ أثبتت جدارتها عندما قامت بتحويل «دلفة شيش» إلى مكتبة ملونة بها أرفف، لما لا وهي تستخدم أي خامة تقابلها في طريقها لدرجة أنها استخدمت «قشر البيض» لتزين به علب قديمة.

 

حتى أدوات المطبخ، لم تتركها «رشا» في حالها؛ بل ظلت تحاول و«تعافر» حتى حولت «غطا الحلة» إلى أباجورة، وغيرها من الأدوات التي جعلت من منزلها ورشة ممتعة المشاهد.

 

العودة من إنجلترا

 

على مكتبها الخاص المصنوع من «ماكينة خياطة» تجلس رشا، على يمينها مجموعة من الأكواب علي شكل ساعة، وباب قديم به مجموعة من الأرفف التي تحتوي على زجاجات مياه غازية ملونة وعلى يسارها كرسي مصنوع من قصاصات القماش الملونة و«الكرافت الستان».

 


أقرأ حكاية أخرى| الاسكوتر «مش بس للرجالة».. شعار آلاء وشيماء على الطريق

 


تبدأ رشا حديثها: «أعشق شكل الأشياء القديمة لأنني أشعر بأنها قيمة للغاية مهما مر عليها الزمن ولا اعترف بكلمة (كراكيب) فاستغلال الأشياء يمثل لي متعة وهواية خاصة بعد عودتي من إنجلترا وترسيخ الفكرة في ذهني بدأت أتعلم عن طريق الإنترنت حتى احترفت هذه المهنة».

 

 

أفكار «برا» الصندوق

 

أما عن الخامات التي تستخدمها رشا فتقول: «معظمها موجودة في المنزل، وأفضل النزول بنفسي للبحث عن الأشياء التي أحتاجها وهذا في حد ذاته يعتبر متعة خاصة بالنسبة لي، لأنني أهوي شغل (الهاند ميد) لأنه يعبر عن أفكاري ومشاعري».

 

بورق المناديل استطاعت السيدة الثلاثينية إعادة تدوير «فازة قديمة» كانت على وشك التعرض للكسر، أما عن طقم الفناجين الخاص بجدتها فلم تتخل عنه وبدأت باستغلاله ليكون أباجورة تنير لها وتساعدها في إنجاز مهامها، ثم حان الدور على تصنيع علبة من قطع السيراميك. 

 

قشر البيض هو الحل

 

لأن الله وهبها نعمة اكتشاف الأشياء واستغلالها والأستفادة منها، جعلها تنظر إلى قشر البيض بنظرة فنية تختلف عن الآخرين لتكون تقريبًا أول فرد في عائلتها لم تتخل عنه بل تجمعه وتحتفظ بيه ليصبح خامة من خاماتها المفضلة، تنظفه وتغسله جيدًا وتتركه يجف وبصبر وطول بال تبدأ في تشكيله وتلوينه بألوان مختلفة لتلصقه علي العلب والزجاج القديم. 

 

 

أقرأ حكاية أخرى| «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»

 


لجأت إحدى صديقات «رشا» لها لتفكر معها في فكرة «برواز» تضعه في إحدى الشقق الصيفية، فحولت بفكرة بسيطة طاولة قديمة إلى تابلوه، فقامت بفصل أجزاء الطاولة والتخلي عن أرجلها، ثم لونتها ورسمت عليها سفن وبحر وزينتها بقواقع البحر الجذابة.

 

 


مكتب ماكينة الخياطة

 

لم تنظر رشا إلى ماكينة الخياطة على أنها قطعة من الخردة القديمة التي عفا عليها الزمن بل فكرت فيها بزاوية أخرى بلمسة ديكور بسيطة حولتها إلي مكتب لها.

 

ولتحقيق ذلك استخدمت الجزء السفلي من الماكينة «الحديد» بوضع قطعة من الرخام، ثم استغلت الحديد الباقي من الماكينة وحولته إلى كرسي ذو مظهر جذاب.

 


 
 

أباجورة الباجور

 

تحتفظ رشا بمكانة خاصة لـ«الباجور»؛ لأنه من الأدوات المطبخ الأساسية قديمًا، وظلت تفكر في فكرة له حتى توصلت إلى تحويله إلى أباجورة جذابة تضيء بمصباح أصفر اللون، ويزينه «غطا حلة» قديم ليكون شكلها من بعيد كالتحفة الفنية، واستغرقت هذه الأباجورة يومان فقط.

 

 

 

أقرأ حكاية أخرى|  من المقلب للعالمية.. مصري يحول «الزبالة» إلى موسيقى

 

تقول صاحبة الأنامل الذهبية إن من أصعب الأشياء التي مرت عليها أثناء عملها في مجال الكراكيب هو الكومود المدهون بلاكيه الأبيض الذي كان علي وشك التخلص منه، فقامت بدهنه باللون الرصاصي ورسمت عليه وحولته إلى قطعة أثاث مودرن.  

 

 

الكراكيب مثل ولادي

 

تعتز «رشا» بكل الأشياء القديمة التي تمتكلها وتبحث عن كل ما هو جديد وتفكر أفكار غير تقليدية لأنها تعتبر الكراكيب مثل أولادها الصغار، تهتم بها وتحرص علي نظافتها وتبتكر في تزينها لتصبح تحف فنية خاصة بها وقريبة إلي قلبها.

 

 

ترفض رشا استخدام «الاسبراي» وتشعر بالانتصار عندما تمسك بالفرشة والألوان وتلون كل قطعة على حده؛ لأنها تعشق تدريج الألوان واستغلال موهبتها في الرسم.