الأسبوع الحاسم.. محادثات مفصلية في عمر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

جان كلود يونكر وتيريزا ماي
جان كلود يونكر وتيريزا ماي

"عقارب الساعة لن تعود للوراء مرةً أخرى"، شعار رفعته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بإصرارها على المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق "بريكست" الخاص بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورفضها كل المطالب المتزايدة في بلادها من أجل إجراء استفتاءٍ ثانٍ بشأن انفصال بريطانيا عن التكتل الأوروبي.

وبحلول التاسع والعشرين من نوفمبر المقبل، ستكون بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي بصورةٍ رسميةٍ حتى لو لم يتم التوصل لاتفاقٍ بشأن مستقبل العلاقات بين الجانبين، وهو ما يعني أنه لم يعد يتبقى سوى أربعة أشهر لصياغة اتفاقٍ بين الجانبين بشأن الأمور العالقة بينهما.

لقاء بالغ الأهمية

مكتب تيريزا ماي قال اليوم الثلاثاء 20 نوفمبر، إن رئيسة الوزراء البريطانية ستسافر إلى بروكسل غدًا الأربعاء، للقاء رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في إطار محادثات بشأن مستقبل العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وجان كلود يونكر، هو بمثابة رئيس وزراء دول الاتحاد الأوروبي مجتمعين، ويُنتظر أن تكون المباحثات التي تجمعه بتريزا ماي مساء غد الأربعاء تحمل الكثير من الحسم، ووضع النقاط على الحروف في علاقة لندن ببروكسل في مرحلة ما بعد الانفصال.

ووصفت تيريزا ماي في جلسة أمام البرلمان البريطاني أول أمس الأحد، هذا الأسبوع بالأسبوع الحاسم، وذلك حينما تجري مفاوضاتٍ جادةً مع القادة الأوروبيون، والتي ستؤول في النهاية إلى عقد قمةٍ يوم الأحد المقبل مع القادة الأوروبيين.

ولادة قيسرية للاتفاق

وتوصلت "ماي" وأعضاء في حكومتها إلى اتفاقٍ نهاية الأسبوع الماضي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن هذا الاتفاق واجه موجةٌ عاصفةٌ في الحكومة البريطانية، وتصف مجموعة من أبرز المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي داخل حزبها المحافظين الحاكم، خطة ماي بالمنبطحة، في كنايةٍ منهم عن تقديم ماي تنازلات عدة لأوروبا بشأن مستقبل العلاقات.

أربعة وزراء جدد استقالوا في أعقاب اعتماد الحكومة خطة "ماي"، من بينهم الوزير المكلف بشئون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، دومينيك راب، لينضموا إلى قائمةٍ من الوزراء المنسحبين من حكومة تيريزا ماي، والذين وصل عددهم للرقم 18، منذ تأليف الحكومة الجديدة في أعقاب الانتخابات المبكرة التي دعت لها ماي في يونيو عام 2017.

وتدافع ماي عن خطتها فتقول" "لا توجد خطة بديلة على الطاولة، لا يوجد منهج مختلف يمكن أن نتفق عليه مع الاتحاد الأوروبي"، مضيفةً: "إذا رفض أعضاء البرلمان الاتفاق فإنهم ببساطة يعيدوننا إلى المربع صفر، وسيعنى ذلك مزيدًا من الانقسام، ومزيدًا من الغموض، وإخفاقًا في تحقيق نتيجة تصويت الشعب البريطاني".

وصوّت الشعب البريطاني في يونيو عام 2016 لصالح الاستقلال عن الاتحاد الأوروبي، بهامشٍ ضئيلٍ عن راغبي الاستمرار تحت لواء بروكسل، فبلفت نسبة المؤيدين للانسحاب أقل من 52% وقتها.

وتشير رئيسة الحكومة البريطانية، إلى أن هناك المزيد من التفاصيل حول علاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تفى بمخاوف بعض نواب حزب المحافظين المعارضين لخططها.

ومن المتوقع أن تستكمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبالغ عددهم خلاف بريطانيا 27 دولة، عملها على صياغة الإعلان السياسي بشأن العلاقات المستقبلية للتكتل مع بريطانيا بعد الخروج.

ومن المقرر أن يجتمع مبعوثون من هذه الدول مع مفاوضين من المفوضية الأوروبية مساء اليوم لمناقشة النص، وسيرفق الإعلان باتفاق خروج بريطانيا الذي يأمل زعماء دول الاتحاد أن يقروه في قمة يوم الأحد التي ستحضرها ماي.