أخر الأخبار

«المبرمج الصغير».. «زياد» يحلم بمنافسة «فيسبوك» و«واتساب»

زياد طارق
زياد طارق

بدأ حبه وشغفه بتعلم لغات البرمجة وتطوير الألعاب والتطبيقات منذ الصغر، لم يفوت الفرصة في تعلم كل ما هو متاح أمامه ليشبع حبه لهذا المجال، بتطوير وابتكار تطبيقات، وعمره لم يتجاوز الثامنة.. هو زياد طارق سعد، ذو الـ14 عامًا، ويعد نموذجًا فريدًا للطفل المصري حين ينطلق ليتعلم ويبتكر، ويأخذ مسار الممتميزين والعباقرة، بدافع حبه لعالم تصميم وإنشاء التطبيقات.

التقت "بوابة أخبار اليوم"، بـ"زياد"، لتعرف كيف بدأ دخول هذا المجال الصعب، حتى على الشباب والكبار، وما هي طموحاته في المستقبل، وكيف يخطط له؟

يروي "زياد"، عن بدايته مع تعلم لغات البرمجة قائلا: "بدأت من عمر الثامنة، أتساءل عن طريقة إنشاء تطبيق وخدمة الفيسبوك، وعرفت أن جميع التطبيقات يتم إنشاؤها عبر ما يعرف بلغات البرمجة، فبدأت في تعلم لغة الجافا، وهي أهم لغات البرمجة لإنشاء التطبيقات والألعاب".

وأضاف: "مع اكتساب بعض المهارات والتعلم المستمر للغة ولمدة نحو 6 ساعات يوميا، تمكنت في عمر التاسعة من إنشاء أول تطبيق يجمع كافة الأخبار من على الصحف المختلفة إلى جانب تطبيقات الألعاب، أطلقت عليه اسم (سوشيال ميديا بروك)، الأمر الذي لفت أنظار المسؤولين بمعهد (ITI)، التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال إحدى الفعاليات التي نظمها المعهد".

وتابع: "بدأ اهتمام المسؤولين في معهد (ITI) وأنظارهم تتجه لي، وعلى رأسهم رئيس المعهد الدكتورة هبة صالح، وقد قاموا بتوجيهي نحو تعلم اللغات المناسبة لتصميم الألعاب، ومنها لغة (سي شارب #C)، مؤكدين حرصهم الشديد على دعمي، وظهر ذلك من خلال عدد من المنح والبرامج التدريبية التي حصلت عليها بالمعهد، وبتوجيه من وزير الاتصالات السابق المهندس ياسر القاضي، وبخطة دراسية وضعتها لي هيئة تنيمة صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا)، تمكنت من تصميم تطبيق (وات هابتس).

ويشرح "زياد" طبيعة التطبيق قائلاً: "هو تطبيق مصغر للدردشة يشبه (واتس آب) و(ماسنجر)، وقد سبقت تطبيق المحادثة في خاصية (البرودكاست) في هذا التطبيق، وهي خاصية البث الجماعي للأعضاء، ثم صممت تطبيق (أبحث)، وهو تطبيق يشبه في فكرته موقع البحث جوجل، ولكن في شكل مبسط".

ويكمل زياد قائلا: "حصلت بعد ذلك على عدد من الدورات والكورسات في البرمجة عبر الإنترنت ومن جامعات كبرى مثل ستانفورد، ثم بدأت الدخول إلى عالم تصميم الألعاب على الهواتف الذكية والكمبيوتر، بتصميم لعبة بسيطة، وهي (باسكت بول)، ثم لعبة (سبينر وير)، و(أوكتبوس وافز)، ومع تطوير بعض الأدوات أطلقت اللعبة الثانية وهي أكثر تعقيدا تحت اسم (روود كي)، وتضم مراحل مختلفة وكلما اجتاز فيها اللاعب مرحلة يحصل على ميزات جديدة ليجتاز بها المستوى التالي الأكثر صعوبة".

وحول مراحل تصميم اللعبة، يقول "زياد"، إنها تستغرق منه نحو شهر من الإعداد والتصميم للرسومات الخاصة باللعبة، واختيار الشخصيات التي يتم رسمها عبر برنامج الفوتوشوب الخاص بالرسومات ثنائية الأبعاد "2D"، قبل تحويلها إلى نماذج ثلاثية الأبعاد عبر برامج الـ"3D"، ثم وضع أكواد اللعبة من خلال عملية البرمجة، التي يتم معها دمج الرسومات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى الموسيقى والتأثيرات الخاصة باللعبة، لتخرج في النهاية بالشكل الذي تم التخطيط له منذ بداية وضع التصميم الخاص بها.

وأعرب "زياد"، عن أمله في أن تصل ألعابه وتطبيقاته التي تبلغ الآن 4 تطبيقات على متجر "جوجل"، بالإضافة إلى 4 ألعاب أخرى، إلى العالمية على غرار كبرى التطبيقات مثل "فيسبوك، وواتس اب"، لينتبه العالم إلى أن مصر بها مطورين ومصممين للألعاب والتطبيقات، قادرين على منافسة ومضاهاة كبار المبرمجين ومطوري الألعاب في كبرى الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج التطبيقات والألعاب، خاصة إذا توفرت لديهم الإمكانيات والدعم اللازم.
 



وفي إطار اهتمام الدولة بتوجيهات من القيادة السياسية بتدريب مطوري الألعاب والتطبيقات، ينظم سنويا مركز التميز لإنتاج البرمجيات والألعاب الإلكترونية، التابع لمعهد تكنولوجيا المعلومات، وبالتنسيق مع الملتقى العالمي لمطوري الألعاب الإلكترونية "Global Game Jam"، فعاليات الملتقى المصري لمطوري "الألعاب الإلكترونية Egypt Game Jam"، والذي يتم خلاله التواصل والتعلم بين المشاركين، وتصميم وتنفيذ الألعاب، التي تبلغ نحو 6866 لعبة مختلفة، كما تتيح تلك اللقاءات، تأهيل وتدريب مطوري البرمجيات بمراحل التعليم المختلفة والتي تبدأ بطلاب المرحلة الابتدائية.

واستضافت القاهرة، خلال شهر أكتوبر الماضي، و على مدار 3 أيام، مهرجان "انسومنيا"، وهو أكبر مهرجان للألعاب الإلكترونية، ويتضمن دورات تنافسية بجوائز نقدية وعينية، ومناطق لأحدث الألعاب إلى جانب الألعاب الكلاسيكية المشهورة، وألعاب الواقع الافتراضي، وألعاب الهاتف المحمول.