بمناسبة أعياد الطفولة

حوار| صفاء أبو السعود تطالب بتقديم أعمال تاريخية للأطفال لزرع «الانتماء» داخلهم

النجمة صفاء ابو السعود رائدة اوبريت الأطفال
النجمة صفاء ابو السعود رائدة اوبريت الأطفال

صفاء أبو السعود:

- أتمنى عودة الأعمال التاريخية ومسرحة المناهج

- مؤلف أغاني الطفل لابد أن يتسم بصفات خاصة

- لابد من مواكبة التكنولوجيا وفهمها لنتمكن من تقديم أعمال تليق بعقل الجيل الجديد

 

صفاء صوتها وسعادة طلتها ورشاقة حركتها، جعلت منها صديق لطفولة أجيال، فأغنياتها لا تفارق ألسنة الأطفال عبر عدة أجيال، وكل عيد لابد من أن نستيقظ على صوتها، فـ«سعدنا بيها» جعلها دائما ضيفا في كل بيت مصري..

 

«بوابة أخبار اليوم» أجرت حوارا مع الفنانة القديرة رائدة أغنية الطفل صفاء أبو السعود، بمناسبة الاحتفال بأعياد الطفولة، لتحدثنا عن الفارق بين الأعمال المقدمة للطفل قديماً وحديثا، وتكشف كواليس أول أعمالها للطفل، وتقدم نصائحها لتقديم عمل هادف للطفل يواكب العصر الحديث، في حوار من القلب إلى عقل ووجدان أجيال كاملة نشأت على عذوبة صوتها وروعة أدائها، وتربت على أعمالها الفنية الهادفة...

 

وإلى نص الحوار... 

 

صفاء أبو السعود رائدة أوبريت الأطفال.. استطعتي أن تتركي بصمة عميقة في وجدان جيل كامل وحتى الآن لا نجد على الساحة من يقدم عمل يترك تلك البصمة... من وجهة نظرك لماذا غابت أوبريتات عيد الطفولة والأعمال الموجهة للطفل بصفة عامة؟

 

الحقيقة فعلا الأعمال غابت قليلا ولكننا الآن في مرحلة ترتيب الأوراق، نحاول أن ننجز الكثير فيما يخص الشباب وتبقى الاهتمام بالأطفال، وهو شيء هام جدا والأوبريتات نوع من أنواع الأعمال التي تقدم للأطفال.

 

وأرى أن غالب من يفكر في عمل للطفل يتخيل أن إنتاج الطفل رخيص، ولا يحدد أجور مناسبة للمؤلفين والملحنين والعازفين على الرغم من أن الغرب في أوروبا وأمريكا عندما يقرروا إنتاج عمل للطفل يستعينون بفرق كبيرة ومؤلفين كبار لهم وضعهم، ولكنا على العكس تماما فنحن لا نقدر تلك النقطة الهامة في التعامل مع المؤلفين والملحنين في أعمال الطفولة، وذلك من أهم الأسباب التي جعلت الأعمال الفنية التي تخاطب الطفل تغيب عن الشاشة، ولا يبقى منها إلا بعض أنواع الكارتون والجرافيك، ولكنه لا يترك بصمة في حياة الطفل. 

 

كيف كانت كواليس أول عمل للطفل قدمته صفاء أبو السعود سواء كان عمل غنائي أو مسلسل زهور من نور وغيرهم؟

 

لم انقطع عن أعمال الأطفال منذ طفولتي فقد بدأت طفلة في التليفزيون المصري واستمررت في تقديم أعمال للطفولة، ومن أكثر الأعمال التي أفتخر بها وأعتز بها هي «زهور من نور»، لأنها كانت تتحدث عن المبادئ والقيم بطريقة مبسطة.

 

كان لكل حلقة هدف وقيمة تنتقل للطفل عن طريق قصة وغالبا تكون قصة عالمية سواء من فرنسا أو إسبانيا واليابان، وكل منها له معنى وهدف، وقد شاركني في بطولتها الراحل المبدع أبو بكر عزت، إخراج الرائعة مجيدة نجم، وكنا نضع بكل حلقة سؤال، ليستطيع الأب أن يتجاوب معنا ليترسخ في ذهنه القيم التي نتحدث عنها مثل احترام الأب، والكرامة والصدق. 

 

تعاملتِ مع عملاقين في الشعر والتلحين سيد حجاب وعمار الشريعي.. هل يصعب ظهور مثل هذا الثنائي ليقدم لنا أعمال مؤثرة تحمل رسالة؟

 

تعاملت فعلا مع عمالقة في أعمال الطفل مثل الأستاذ عمار الشريعي، والأستاذ سيد حجاب، والأستاذ نادر أبو الفتوح، ودكتور جمال سلامة، وأستاذ حلمي بكر، جميعهم قدموا أعمالاً مؤثرة وتحمل رسالة نبيلة، وأرى أن مؤلف الطفل يجب أن يكون فريد من نوعه، ويجب أن يكون لديه جزء من الطفولة في شخصيته، ويجب أن يكون مطلع على أحدث التطورات ليستطيع أن يجذب الطفل ويجعله يواكب العصر، وعليه أن يكتب بطريقة سهلة وبسيطة ليتقبلها الجمهور. 

 

كيف ترعى صفاء أبو السعود المواهب الصغيرة؟ 

 

يمكن أن أرى الأطفال الموهوبين وأوفر لهم الألحان التي يسهل حفظها والكلمات البسيطة التي يوجد بها معنى، ليتم ترسيخ الذوق والمبادئ النبيلة والجمال بداخلهم. 

 

هل تري أن لاختلاف اهتمامات الأطفال وتطور وتدخل التكنولوجيا أثر في تراجع الأعمال الدرامية أو الاستعراضية الموجهة للطفل؟

 

بالنسبة لاهتمامات الطفل الآن تغيرت كثيراً، لأن العصر كله تغير ويجري بسرعة رهيبة، وأصبحت التكنولوجيا تسير بخطى متسارعة وفي متناول يد الأطفال والشباب والكبار، ولذا لابد أن نتعامل مع ذلك التطور وإلا سنصبح متخلفين، ولابد أن تشير الأعمال الموجهة للطفل إلى التكنولوجيا بشكل لطيف وليس ميكانيكي يمل منه الطفل، فيجب أن نقدم للطفل المعلومة سهلة وبسيطة.

 

وتابعت: الأطفال ينقسمون إلى فئات من 3سنوات إلى 6 سنوات مرحلة، ومن 6 إلى 12 مرحله ثانية، ومن 12الى 15 مرحلة أخرى، وكل مرحلة تحتاج إلى طريقة للكتابة والتقديم والألحان، ولابد أن نتعاون مع معاهد البالية، والمؤسسات المهتمة بالطفل مثل مؤسسة دكتور عصمت يحيى، لنقدم أعمال مناسبة، خاصة وأن العالم كله يحتفل بعيد الطفولة، لأن الطفل هو الذي سيصبح فيما بعد دكتور ومهندس ووزير ورئيس ويملك كل شيء، فإذا بدأنا معه بشكل سليم سيستمر في طريقه الصحيح، إذا زرعنا فيه مبادئ سليمة سيظل يتعامل بها طوال عمره وستُبنى شخصيته على المحبة ونبذ الكره والتعصب والحقد.

 

كيف ترى صفاء أبو السعود دور المسرح في تكوين شخصية الطفل؟

 

أتذكر أني كنت عضوة بالفرقة الاستعراضية وقدمت عمل مسرحي بعنوان «الليلة العظيمة»، وكان يتحدث عن مرحلة عائلة محمد علي إلى فترة قيام الثورة، وأتذكر أن كتاب التاريخ المدرسي في هذا الوقت كان كله يتحدث عن هذه المسرحية وأنا كنت أعشقها جدا لأنها وفرت عليّ مذاكرة كثيرة بجو جميل، فلماذا لا نقدم تاريخنا في عمل به إبداع وبساطة فيما يسمى بـ«مسرحة المناهج»، الأمر الذي سيجعل الطفل يتعرف على التاريخ بشكل مبسط ويزرع داخله حالة من الإنتماء، كما أنه سيثبت المعلومة في ذهنه.

 

وأتذكر أني قدمت عمل آخر بعنوان «أولاد مصر» يتحدث عن الفترة من اخناتون إلى السادات، واستعرض العمل كل الشخصيات البارزة في تاريخ مصر مثل رفاعة طهطاوي، وأم كلثوم وعبد الوهاب، ونجيب محفوظ، وغيرهم الكثير، وأتمنى أن تُقدم مثل تلك الأعمال بطريقة بسيطة مغناه لأن الطفل حركة وطاقة ونشاط لابد أن توظف بطريقة صحيحة.