حكاية بطل| ابن الغربية : يوم التحق بـ «الخدمة» كتب أهلاً بالميرى على «صفحته»

والد الشهيد أثناء تلقيه العزاء من محافظ الغربية
والد الشهيد أثناء تلقيه العزاء من محافظ الغربية

حالة من الصدمة تملكت اهالى قرية سماتاى بمحافظة الغربية عقب استشهاد  المجند محمد سمير راغب عبد الدايم  وكان مشهد جنازته خير دليل على مدى حب الناس له ورفضهم للارهاب الذى يغتال ابناءهم وأكدوا أن الشهيد كان يمتلك الشجاعة والأخلاق الكريمة ويتمتع بسمعة طيبة ونحتسبه عند الله شهيدا.


بداية حكاية الشهيد المجند  كما يرويها والده الحاج سمير راغب عبد الدايم عندما جاءهم اتصال تليفونى من احد قادته بالوحدة التى كان يخدم بها يخبرهم فيه باستشهاد نجلهم اثر انفجار عبوة ناسفه اثناء عمليات تمشيطية بإحدى مناطق سيناء وقال لم استطع ان استوعب الموقف فى بداية الامر خاصة ان نجله الشهيد كان فى اجازه للقرية منذ اسبوعين قبل استشهاده وكانت كل تصرفاته تدل على انه يقوم بتوديعنا قبل وفاته وكأن قلبه كان يشعر بأن شيئا ما سيحدث له حيث كان يجلس معى ووالدته واشقائه يبتسم ويتحدث معنا ويخبرنا انه يحبنا ويشتاق الينا عندما يكون فى الخدمة .


وأضاف كان دائما يفخر لادائه واجب الخدمة العسكرية والدفاع عن وطنه ضد  الخونة والارهابيين وكان يلتقى بأصدقائه من شباب القرية  ويجلس معهم ويتحدث اليهم.


 واشار إلى ان الشهيد كان اكبر اخوته وله شقيقتان اصغر منه الاولى فى الفرقة الثانية بكلية التجارة والثانية  بالاعداديه وكانتا مرتبطتين به  وينتظران قدومه فى  اجازه لقضاء الوقت معه والتعرف على اخباره.


وأضاف قائلا  بالرغم من الصدمة الشديدة وآلام الفراق فإنه ينظر اليه بنظرات البطوله والاحترام والتقدير لما بذله من التضحية بنفسه ودمائه  فى سبيل الذود عن وطنه واشار الى ان القوات المسلحة قامت بتكريم الشهيد كما قرر اللواء هشام السعيد محافظ الغربية بإطلاق اسمه على المدرسة الابتدائية بالقرية وذلك تقديرا منه للشهيد وما قدمه من اجل وطنه.


وأكد أسامة فؤاد منسى «أحد أقارب الشهيد» أن «محمدا» هوالابن الأكبر لأسرته وأن الشهيد كان على موعد مع لقاء ربه شهيدًا، حيث إن تصرفاته الاخيرة وقبل  سفره بيوم  إلى وحدته العسكرية عائدًا من إجازته  والتى كانت قبل 4 أيام من استشهاده. كانت تصرفاته تدل على أنه «ابن موت»، فقد كان حريصًا على أن يسلم على كل مَن يقابله من الأهل والأصدقاء، «يدًا بيد»  وكأنه يودعنا جميعا.


مشيرا إلى أنه كان شابًا يتمتع بالاخلاق الطيبة والسيرة الحسنة ويحبه كل شباب القرية، وكانت الابتسامة لا تفارقه، كما أنه كان محبًّا لوطنه وجيشه، حيث كتب على بروفايل صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يوم أن التحق بواجبه الوطنى لاداء الخدمة العسكرية  «اليوم نودع الملكية وأهلا بالميري.. معانا يا رب» مضيفا  أنه كان دائما يتحدث  عن تضحيات قادته وزملائه فى سيناء، وأنه ليس هناك ما هو أفضل من الاستشهاد فى سبيل الله والوطن.


وقال مشهد جنازته كان مهيبا حيث حضره الاف من اهالى القرية والقرى المجاورة وكانت الهتافات المنددة  والمناهضة للارهاب تعم المكان كما شارك اللواء طارق حسونة مدير الامن واللواء هشام السعيد المحافظ  وقيادات من القوات المسلحة والمستشار العسكرى للمحافظة وكانوا فى مقدمة الجنازة وكانوا يواسون اهله وكان عزاؤهم انه فى مكان افضل عند الله  وان الشعب المصرى كله يدعو له وان ذكراه ستظل خالدة ان شاء الله فى قلوب المصريين جميعا.