جوانب النمو لدى الطفل كثيرة ومتنوعة ولا تقتصر على الجانب المعرفي فقط، وتحرص الأسرة على بذل كل ما لديها من جهد لتوفير البيئة الملائمة للنمو الصحي للطفل سواء على مستوى الصحة الجسدية أو الصحة النفسية لذلك ينبغي أن يحرص الوالدان على مراعاة كافة متطلبات النمو لدى الطفل.
وأكد مدرس علم النفس التربوي كلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة د. عاصم عبد المجيد حجازي ل "بوابة أخبار اليوم" أن هناك مجموعة من المبادئ يجب أخذها في الاعتبار قبل الشروع في تنظيم وقت الطفل وهي:
-اللعب ضروري لنمو الطفل النفسي والاجتماعي والجسدي أيضا فيجب تخصيص جزء من الوقت لممارسة اللعب ويجب الحذر من ألعاب الفيديو التي تعتمد على العنف , ويمكن مساعدة الطفل في اختيار ألعاب ممتعة تساعده على التعلم فيكون التعلم من خلال اللعب .
-الحركة وبذل النشاط لابد وأن تأخذ حيزا مناسبا من وقت الطفل لأن الكسل والخمول له انعكاساته السلبية أيضا على التحصيل واكتساب المعرفة , فيجب على الوالدين أن يخصصا جزءا من يوم الطفل لممارسة بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة لمدة من 5 إلى 10 دقائق يوميا .
-ممارسة الهوايات والأنشطة المحببة للطفل تفيد في الكشف عن موهبته وتنميتها وصقل الجانب الوجداني لديه لذلك لابد من تخصيص جزء من الوقت لممارسة الأنشطة والهوايات المحببة كالرسم والتلوين وغيرها.
-التدريب الموزع أفضل من التدريب المركز فيجب توزيع فترات المذاكرة على مدار اليوم وتقسيم الوقت المخصص لمذاكرة الدروس إلى فترات متقطعة يتخللها فترات لممارسة الأنشطة والهوايات الأخرى.
-الجانب الاجتماعي مهم جدا ولا يجب إغفاله، فيجب تخصيص جزء من وقت الطفل للتعامل المباشر مع أفراد أسرته والتعرف على ما لديهم من أخبار ورؤى وطموحات ومشاركتهم الواقع اليومي الذين يعيشونه.
-التعامل مع التكنولوجيا مهم ولكن ينبغي عدم الإفراط فيه فالوقت المخصص للجلوس أمام الكمبيوتر ينبغي ألا يزيد عن نصف ساعة حتى لا يتحول الطفل إلى إدمان الانترنت وينبغي أن يكون المكان المخصص للجلوس على الكمبيوتر في مكان يتيح للأبوين المراقبة الكاملة لأنشطة الطفل.
وأكد د. عاصم حجازي على أنه بناء على هذه المبادئ فيمكن للأم مثلا أن تضع جدولا لطفلها يتضمن البدء بممارسة الرياضة لمدة 5 دقائق صباحا قبل الذهاب إلى المدرسة وبعد العودة من المدرسة يأخذ قسطا من الراحة لمدة ساعة ثم يمارس نشاط رياضي لمدة 5 دقائق أخرى ثم يمارس نشاطا محببا لديه أو هواية لمدة نصف ساعة ثم يراجع دروسه ويحل واجباته لمدة ساعة ثم يمارس ألعابه المفضلة لمدة نصف ساعة ثم يعاود الاستذكار لمدة ساعة ,ثم يجلس أمام الكمبيوتر لمدة نصف ساعة ثم يجلس لمدة ساعة مع الأسرة يتناقشون في أحداث اليوم ويشاركون الوالدين في التخطيط للمستقبل ثم يعاودون الاستذكار لمدة ساعة أخرى وبالطبع يتخلل ذلك أوقات لتناول وجبات الغداء والعشاء والصلاة وغيرها من الأنشطة الخفيفة.
وأضاف د. عاصم أن هذه هي الأنشطة الأساسية التي يجب أن يشتمل عليها البرنامج اليومي للطفل , حتى يحصل الطفل على الاستمتاع والتعلم في نفس الوقت جنبا إلى جنب.
