خاص| وفد السعودية بالتنوع البيولوجي: مصر قادرة على قيادة التوجه الدولي للحفاظ على البيئة 

هاني تطواني مع محررة بوابة أخبار اليوم
هاني تطواني مع محررة بوابة أخبار اليوم

تستضيف مصر خلال الفترة من 13 إلى 29 نوفمبر الجاري، مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي الذي يقام في شرم الشيخ تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، كأول دولة عربية وإفريقية تنظمه، والذي تعقده الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي.

ويعد مؤتمر الأطراف الرابع عشر حدث تشهده مصر لأول مرة، كأول دولة عربية وأفريقية تترأس المؤتمر على مدار عامين «2018-2020»، بالتزامن مع مرور 25 عاما على الاتفاقية، وبمشاركة 196 دولة حول العالم وأكثر من 5 آلاف مشارك من الحكومات والخبراء والعلماء وممثلي المجتمع المدني.

وكان لـ«بوابة أخبار اليوم» حوار خاص مع نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، هاني تطواني، ورئيس وفد المملكة العربية السعودية، على هامش مشاركته في مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي.

في البداية .. كيف وجدتم استضافة مصر لمؤتمر الأطراف الرابع عشر كأول دولة عربية وإفريقية تنظم ذلك؟ 

مصر لها الريادة والقيادة في كثير من الأمور، وهذا قليل على دولة بحجم مصر أن تنظم مثل هذا المؤتمر، إن ما تم تنسيقة لجمع هذا العدد الكبير من الدول لحضور هذا المؤتمر العالمي المهم عمل عظيم، خاصة ولم يكن للمؤتمر سابقة في أن يعقد في دولة عربية أو إفريقية وبالتالي عقدة في مصر مهم جدا وأيضا يضع عليها عبء كبير في المرحلة القادمة، ولكن نجد أن مصر أهل لقيادة التوجه الدولي في المحافظة على التنوع البيولوجي.

مر 25 عاما على اتفاقية التنوع البيولوجي هل الاتفاقية حققت ما كانت تهدف له؟ 

اتفاقية التنوع البيولوجي صدرت في ريو عام ،1992 ونحن الآن نحتفل بمرور 25 سنة على توقيعها، وهناك الكثير من القضايا المتعلقة بالاتفاقية لم تحقق حتى الآن، وهناك أعباء على الدول التي تتفاوت قدراتها على التعامل مع هذه الأعباء خاصة الأمور التي تتطلب دعم مالي لكثير من الدول لكن أعتقد أن هناك قضايا هامة جدا تم تحقيقها ولايزال هناك الكثير والكثير لتحقيقه قبل 2020 ونتوقع ان تتمكن الدول من الوصول إلى تحقيق الأهداف العشرية التي حددتها الاتفاقية.

ما هي أبرز ملفات التعاون بين دولتكم ومصر في المجال البيئي  ؟ 

منذ تأسيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية سنة 1986 كان هناك علاقة قوية وتعاون مع مصر وحتى ما قبل إعلان اتفاقية التنوع البيولوجي ولايزال التعاون من مصر مستمر واعتقد أن سيكون بعد تولى مصر رئاسة مؤتمر الأطراف الرابع عشر للتنوع البيولوجي، سيكون هناك إن شاء الله جهود أكبر وعلاقات،والملفات التي نتعاون فيها مع مصر مثل ملف المحميات الطبيعية، وقضايا التدريب ورفع القدرات أهم الملفات التي نعمل خلاها مع مصر.

هل القضايا البيئة تعاني من التهميش في مجتمعاتنا العربية؟ 

إذا أخذنها بتجرد نجد أن الطبيعة واحترام الطبيعة بكل مكوناتها بما فيها البيئة موجود في ثقافة الإنسان ما قبل الإسلام، وبعد الإسلام جاء ليؤصلها أكثر، وأعتقد إنها موجودة لدينا وعلينا نحن كعلماء مختصين توضيح هذه العلاقة، لأن كثير من الإخوان في المجتمعات المحلية والريفية وحتى في بعض الأحيان متخذين القرار لا يجدو هذه الترابطات واضحة، ولكن العلاقة موجودة منذ الأزل بين الإنسان وبيئته، والعالم العربي لا يختلف عن باقي الدول في ذلك.

لماذا حرصت السعودية على المشاركة والتواجد في مؤتمر الأطراف الرابع عشر؟

مشاركة السعودية تعود إلى أهمية العمل التكاملي بين دول العالم لصون هذا المورد الهام الذى يخص جميع النواحي البشرية من غذاء نظيف أو ماء أو دواء والهواء، وبالتالي وجود عامل مشترك بين العالم أمر جوهري للوصول إلى الأهداف المرجوة ، قضية التنوع البيولوجي من القضايا العالمية التي تتأثر بها السعودية مثل بقية الدول ، وإن وجود الإنسان على كوكب الأرض له تأثير كبير في جميع الأماكن التي يتواجد بها.


من هو المؤثر الأول على التنوع البيولوجي ؟


 الأنشطة البشرية لها تأثير مباشر على التنوع الإحيائي بجانب الأنشطة الصناعية والتعدينية وممارسات الصيد الجائر بالإضافة إلى عوامل تغير المناخ والعوامل الطبيعية الخارجة عن الإنسان، ونحن في المملكة فإن النشاطات البشرية يكون تأثيرها أكثر وتمثل ضغطا كبيرا على التنوع الأحيائي.


ما هي خطة السعودية للحفاظ على التنوع البيولوجي ؟


هناك العديد من الخطط والأهداف التي وضعتها المملكة في وقت سابق، ونحن مقبلون على عام ٢٠ ٢٠ وهناك التزامات دولية لتحقيق أهداف معينة لصون التنوع البيولوجي في العالم، لذلك من المهم جدا أن تكون هناك جهود متسقة بين جميع القطاعات المعنية بصون التنوع الأحيائي، وذلك فإن مشاركتنا في مؤتمر التنوع البيولوجي مهمة للوصول إلى هذا النوع من التنسيق بين جميع الدول ويعد من أهم سبل النجاح لتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بالتنوع البيولوجى ومعرفة ماذا حققنا وكيف سنتعامل لما بعد ٢٠ ٢٠ ،"الهيئة السعودية للحياة الفطرية" لديها 3 مراكز لأبحاث الحياة الفطرية، نستهدف تعزيز قدراتها للقيام بدورها البحثي في تربية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها.


كيف تأثرت السعودية بالتغيرات المناخية، وكيف يمكن مكافحة التغيرات المناخية ؟

هناك موجة يمر بها الإقليم الآن من السيول والأمطار والرياح الشديدة بسبب تغير المناخ، ولكن العام الحالي كانت الموجة سيئة بشكل كبير، وكانت كمية الأمطار أكثر من السنوات السابقة، ونتعامل مع الأزمة بما يستدعيه الأمر من تخفيف الأضرار على المواطنين والممتلكات وصيانة المناطق المحمية والحفاظ عليها من الانجرافات، وهناك عدد من السدود التي أقامتها المملكة لحماية المجتمعات السكانية من أضرار مثل هذه الموجات.

يمكن مكافحة التغيرات المناخية عن طريق الاستزراع أو التخضير، والمملكة لديها استراتيجية ومبادرة مميزة لزراعة 10 ملايين شجرة بحلول 2020، والانطلاقات بدأت مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، كما نهدف لصيانة التنوع الاحيائي البحري لتثبيت ثاني أكسيد الكربون والتعامل مع الانبعاثات من خلال صيانة الشعاب المرجانية والحشائش البحرية.