لوسي ماكباث..«أم ثكلى» تواري أحزانها بعضوية الكونجرس

 لوسي ماكباث
لوسي ماكباث

في 2012، شهدت ولاية فلوريدا الأمريكية حادثا عنصريا ضمن مئات الحوادث التي لا تزال تشهدها الولايات المتحدة، حيث دفع شاب من أصل إفريقي يدعى جوردان، حياته ثمنا لرفضه خفض صوت الراديو داخل سيارته أثناء دخوله إحدى محطات البنزين.

تسبب رفض جوردان إلى دخوله في جدال تطور إلى شجار وتوجيه سباب عنصرية وانتهى الأمر بقتله بواسطة سلاح كان بحوزة أحدهم، لتنتهي حياته وهو في الـ17 من عمره.

تسبب مقتل جوردان في إحداث حالة من الغضب والرفض الشعبي، بالطبع عاشت أسرته لفترة في ذهول بداخلهم دوافع انتقامية ورغبة في الثأر لابنهم الذي لم ينصفه القضاء ودفع حياته ثمنا لمجتمع كريه لا يزال يحكم على البشر من لون بشرتهم.

شخص واحد هو من قرر الانتقام بطريقته، أراد تغيير المجتمع لا بالقتل أو العنف بل بالسياسة والتوعية، إنها «الأم» لوسي ماكباث، والدة جوردان التي ظلت تعافر وتعمل حتى وصلت إلى عضوية الكونجرس بولاية جورجيا في السادس من نوفمبر الماضي عن الحزب الديمقراطي ضمن عدد قليل من النساء ذوات الأصول الإفريقية داخل الكونجرس.

وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية، فإن ماكباث حققت نصرا كبيرا في دوائر ظلت تحت سيطرة الجمهوريين منذ 1979 الذين شكل وجودهم هناك حصنا منيعا، وبعيدا عن نجاحها الانتخابي، فقد حظيت ماكباث على تأييد ودعم من العديد من الشخصيات الجمهورية كان أبرزهم الرئيس الأسبق باراك أوباما.

لم تتردد ماكباث في التحدث عن وضعها الصحي وإصابتها بمرض سرطان الثدي مسلطة الضوء على أهمية التوعية الصحية من الأمراض ووضعها في متناول الجميع.

ومن المقرر انضمام ماكباث إلى أكثر من 20 عضو من ذوي الأصول الإفريقية بواشنطن يناير المقبل، يأتي على رأسهم  لورين أندروود بإلينوي، وأيانا بريسلي بولاية ماساشوستس، والأمريكية من أصل صومالي الهان عمر بمينيسوتا.

وينتظر هؤلاء الأعضاء الجدد، دعم ناخبيهم البيض والسود أملا في تحقيق برنامج ديمقراطي عادل بما في ذلك مناقشة قضايا التعليم والهجرة والضرائب والصحة، رافضة تعليمات بعض المستشارين بعدم التطرق للقضايا العنصرية والعرقية في بلد لا يزال يعاني من التمييز.

وتنتمي ماكباث لأسرة تناضل من أجل الحقوق المدنية منذ الستينيات، و ها هي اليوم تتولى راية تلك المعركة أملا في إرساء العدالة الاجتماعية متحدثة بلا كلل أو ملل مع العديد من المسؤولين الأمريكيين لحثهم على تغيير تشريعات الأسلحة لتقليل الجرائم التي ترتكب بكل سهولة.