حكايات| «وطن وألوان».. كيف اختلفت أحلام اللاجئين الكبار والصغار؟

صورة مجمعة للاجئين
صورة مجمعة للاجئين

لا فرق بين صغير ولا كبير.. فالجميع في هم «اللجوء» واحد.. فالمأساة لم تُفرق أبدًا بين أطفال من المفترض أن تكون البهجة جزء من أيامهم الأولى، أو من يسيرون خطواتهم الأخيرة في الحياة بعدما أرهقهم الزمن وترك بصمته على وجوههم.

 

أطفال لم يعرفوا معنى السلام منذ أن فُتحت أعينهم على الدنيا، وكبار ترهلت أعينهم من النظر لصورة الوطن الذي يعاني، وظلت بصمة المخيم بادية بقوة عليهم.

 

تقول «ميرتشل ميركادو» ممثلة منظمة اليونسيف، « إن جيلا كاملا من الأطفال يكبرون وهم لا يعرفون سوي العنف».

 

جيل كامل لا يعرف منزلا لهم سوي المخيم، بينما اضطر آخرون لحمل ما استطاعوا من حياتهم السابقة وذكرياتهم عن صوت التفجيرات ولون الدماء واتجهوا بها لنفس المكان أيضًا، ليصبح اللجوء رحلة يخطوها الجميع بمختلف أعمارهم، والتي عرضها موقع مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

 

كبار السن.. رحلة لجوء بلا نهاية

 

غول زهار

 

في عام 1978، فرت «غول زهار» البالغة من العمر حاليا 90 عاماً، لأول مرة لبنجلاديش، ثم مجدداً في عام 1991 ومرة أخرى في أغسطس 2017، وكانت كل مرة فيهم تعود لبلاده على أمل أن يكون الوضع تغير ولو قليلا، إلا أن قريتها تلك تم إحراقها بالكامل في هجوم دموي.

 

اقرأ حكاية أخرى| «ليست كلها حزينة».. 4 قصص للاجئين ابتسمت لهم الحياة من جديد

وتعيش الجدة العجوز «غول» الآن في مأوى بمخيم «كوتوبالونج» لللاجئين في بنجلاديش، واصفة حياتها بأنها «مليئةً بالأسى».

 

أولي أحمد

 

قال ابن «غول الزهار»، اللاجئ الروهينجي «أولي أحمد»، البالغ من العمر 53 عاماً، «لم نستطع التحرك بحرية، فلقد عشنا معاناةً لا تطاق».

 

وأشار «أولي»، إلى أن «القيود المفروضة على مجتمعهم تشمل حواجز الطرق وحظر التجول، ولم تتمكن الأسرة خلال وقت الحظر من إشعال شمعة حتى في منازلها».

 

اقرأ حكاية أخرى| «الانتحاريات».. نساء فضلن ارتداء الأحزمة الناسفة عن الفساتين

 

محمد صديق

 

ويمتلك «محمد صديق» البالغ من العمر 25 عاماً، قصة أكثر قسوة، حيث ولد داخل مخيم اللاجئين بعدما إلى بنجلاديش في عام 1991 وهناك عاش حياة كاملة، تزوج وأصبح أب ولاتزال صفة «لاجئ» تلتصق به بل وورثت أيضًا لأولاده.

 

وقال صديق « انعدام الجنسية يعني عدم القدرة على أن أكون منتمي لأي بلد.. لن أحصل على حقي بالتعليم ولن أدافع عن وطني».
 

اقرأ حكاية أخرى| حب في أحضان «نويبع».. مشروع زواج خارج «خنقة» العاصمة


ولفت، وهو يجلس مع ابنته، البالغة من العمر«3 سنوات» الجالسة في حضنه، إنه منذ بداية حياته لم يعش ولو خمس دقائق في سلام.

 

وأشار إلى أنه كان يتلقى تعليماً منزلياً أحيانًا، « لم يكن مسموحاً لنا بالذهاب إلى المدارس الرسمية، وبحلول العام التالي، كنت أنسى ما تعلمته»، مضيفا أنه «كان يريد الحصول على وظيفة «معلم» لمساعدة الآخرين، ولكنه لا يستطيع القراءة والكتابة، والآن يشعر باليأس».

 

الأطفال.. لاجئون بالوراثة

 


وآلاء وآية

 

في عام 2013، أُصيب منزل الأختان التوأم «آلاء وآية»، في حمص بقذيفة، جعلتهم يفقدون كل شيء، فلم يتبقى من عائلتهن سواهما فقط.

 

وعلى الرغم من أنهما تعيشان بمخيم لاجئين، ولا تعرفان عن قسوة الحياة سوى القليل، إلا أنهما لازالتا قادرتان على الحلم بمستقبل أفضل، فـ«آلاء» ترغب أن تكون معلمة، بينما تحلم «آية» بأن تصبح طبيبة أسنان.

عبد الهادي ومحمد

 

عبد الهادي أبو ديه، هو الآخر طفل لم ترحمه الحياة حيث وجد نفسه يعيش في مخيم لاجئين في لبنان، فعلى الرغم من أن سنوات عمره لم تتعدى الـ7 إلا أنه لازال يحلم بالعودة لمنزل جده القديم وأرانبه التي كانت يربيها.
 

اقرأ حكاية أخرى| جمالهن «لعنة».. حسناوات يتعرضن لتكسير العظام والضرب مبرح


بينما «محمد» طفل سوري يبلغ من العمر «7 سنوات» أفقدته الحرب في بلاده يده اليسرى، عندما أصابت قذيفة منزله في «تدمر».

 

وعلى الرغم من تلك الصعاب، بدأ محمد حياة جديدة في لبنان، وبدأ يتعلم الآن القراءة، مؤكدا أنه «يحب المدرسة».

 

فهيدة ويوسف وهدى

 

واحدة من ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا كانت قصة فهيدة التي اضطرتها الحرب لترك ألوانها ولوحاتها وان تهرب مع عائلته لبلاد جديدة، وتحلم اللاجئة السورية أن تصبح يوما شرطية مثل شقيقتها الكبرى.

 

أصبح «يوسف» لاجئ سوري عندما كان عمره «عامان» فقط، وأضيف له لقب يتيم أيضا بعدما فقد والده خلال الحرب الأهلية في سوريا، وقصته تشبه لحد كبير قصة هدى اللاجئة التي ولدت في حمص وفرت عائلتها لتركيا، وقالت « إنها تفتقد لجديها اللذين لا يزالان في سوريا».

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي