ماذا يحدث في «الشيخ زايد»؟.. جثة تربك المدينة والأجهزة تبحث عن حل «فيديو»

العقار المنكوب
العقار المنكوب

«إكرام الميت دفنه» هتافات تعلو بين فينة وتخفق أخرى، وضجيج تسمعه الآذان بمجرد أن تطأ قدامك مساكن المجاورة الرابعة بمنطقة الشيخ زايد، سيارات دفاع مدني وإسعاف وشرطة تخلق أصوات سرينتها حالة من الاربتاك بين الأهالي الذين ليس على ألسنتهم سوى حكاية جثة شاب يسعون لإخراجها من حفرة عميقة يصل طولها إلى 22 مترا.. «بوابة أخبار اليوم» كانت هناك في قلب الحدث لتروي تفاصيله وأسبابه.

 

البداية من الحي الراقي بمدينة الشيخ زايد، في إحدى الشقق السكنية في الدور الأرضي، الذي طلب مالكها من الشاب «معتز- 27 عاما- نجار مسلح»، مساعدته في التنقيب على الآثار، حيث استطاع الأخير إحداث تجويف في الأرض عمقه 22 مترًا، ومع كل حفنة تراب كان يرفعها من الأرض لا يعلم أنه يحفر قبرا يفصله عن الحياة، ولا يكرم موته، ليصير مصيره لغزا مجهولا يبحثون عن حله.

 

الطين تزداد بلة وربكة مع تجمع ذوي المتوفى حول الموقع يهتفون طالبين انتشال جثمانه لـ«لإكرامه بالدفن الشرعي»، فخلال 10 أيام لا يزال رقدا على عمق يزيد على 22 مترا، ما زاد حيرة الجهات المسئولة لانتشاله، نظرا لصعوبة التعامل مع العقار الذي تسبب الحفر في تصدعه والخوف من سقوطه في أي وقت على أصحابه، الأمر الذي دفع المسئولين إلى إخلاء 12 شقة سكنية من الأهالي خوفا عليهم من الموت تحت الأنقاض.

 

بمجرد الاقتراب من العقار تلفح وجهك رائحة كريهة توحي بتحلل الجثمان، وأكوام كبيرة من الرمال المعبأة في «أجولة» التي تم استخراجها من الشقة المقصودة، بمعرفة مجلس مدينة الشيخ زايد ورجال قسم الشرطة، الذي دعموا العقار بإستاندات حديدية داخله وخارجه، خوفا من سقوطه بشكل مفاجئ قبل استخراج جثمان الشاب داخل الحفرة العميقة.

 

أحد الجيران يدعى «ممدوح» يقول: «كنا نظن أنهم يقومون بعمل إصلاحات في الشقة خصوصا أن كل تلك الرمال كانت معباة داخل الشقة ولم يخرجوا بها حتى لا يلفتوا أنظار الناس إليهم، ما حدث مصيبة بكل المعاني، وعملية خراب للسكان بعد خروجهم من بيوتهم خوفا من سقوط العقار، حتى الأطفال صاروا مرعوبين من هاجس الأشباح».

 

«ممدوح» أضاف أن مالك الشقة وهو «علي.م» لم يكن مضى على وجوده في العقار أكثر من عام، لكن منذ قدومه أصبح ينقب عن الآثار ويدعي أنه يقوم بتشطيبات في الشقة، وقام ليلة الحادثة بإخراج زوجته وابنه، إلى الخارج.

 

رجال الشرطة حاولوا  مع جهاز الشيخ زايد الدخول للحفرة لإخراج الشاب المتوفى، لكنهم وجدوا صعوبة ومخاطرة شديدة حالت بينهم وبين الأمر، ليطالب رئيس جهاز الشيخ زايد بالتعاون من مكتب هندسي متخصص لسرعة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين العمارة.