حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: مصر والخليج.. حقنا وحقهم !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

بهدوء وبلا ضجة إعلامية.. زارت الوزيرة النشيطة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والملقبة عن حق بـ "وزيرة الكرامة" أسرة الصيدلي المصري الذي قتل بالسعودية.. ورفضت التصوير أو اصطحاب كاميرات قائلة "أنا رايحة أعزي الناس وأخفف عنهم مش رايحة أتصور".. وبنفس المنهجية تعاملت الوزيرة النبيلة مع المصرية ضحية الاعتداء في الكويت.. رافعة شعار مهم "لا تفريط في كرامة وحق المصريين.. ولا تشكيك في عدالة الأشقاء للحصول على حقوق مواطنينا".. والوزيرة هنا تنفذ وبتميز سياسة مصر التي نتابعها جميعا فيما يخص طيورنا المهاجرة ليس فقط في أرض الأشقاء بالخليج.. إنما في كل أنحاء الدنيا

 

وعندما نسجل تقديرنا الكامل للوزيرة في القيام بمهمتها على أكمل وجه بالمتابعة الدؤوبة حتى تنتهي التحقيقات ويحصل كل ذي حق على حقه.. لكن نود ألا ننجرف أبدا وننساق وراء محاولات إفساد العلاقة مع أشقائنا عامة والخليجيين بصفة خاصة.. في وقت تشهد علاقاتنا المشتركة مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق وتوحيد الأهداف والمصالح القومية والإستراتيجية.. بالطبع لا نقبل أي تجاوز في حق مواطن مصري.. بل نهاجم الحكومة وبضراوة إذا ما فرطت في حق أي مواطن داخل أو خارج مصر.. إنما فقط نضع الأمور في نصابها الصحيح

 

 

وعلى مدار السنوات الماضية وقعت اعتداءات ضد مصريين في الكويت والسعودية والأردن.. هناك بالطبع اعتداءات أخرى في إنجلترا وأمريكا وألمانيا وغيرها.. لكن أركز على ما يقع في الدول العربية خاصة دول الخليج التي تساند مصر وبكل قوة بعد ثورة 30 يونيو.. ولهذا السبب تحديدا يتم تضخيم تلك الحوادث من بعض المتربصين بالعلاقات بين مصر وأشقائها مع محاولات مستميتة لإفسادها.. والتقليل من التحرك المصري في هذا الشأن.. والتشكيك في موقف الأشقاء من حقوق المصريين

 

وبهدوء ودون عصبية تعمي عن الحق وتضل عن الطريق السليم لتدفعنا في الطريق الذي يريده لنا المتربصون للوقيعة الرسمية والشعبية بين الجانبين.. نرصد عدة أمور مهمة.. أولها أن تحركات الحكومة في ملف حقوق المصريين بالخارج من خلال وزيرة الكرامة نبيلة مكرم غير مسبوقة ولا ينكرها إلا جاحد.. تتابع بدأب يضمن الحقوق وعقلانية تحافظ على علاقتنا بأشقائنا.. وثانيا لنعود بالذاكرة قليلا للوراء لنجد انه لا توجد قضية تم الاعتداء فيها على مصري تم تهميشها أو تمييعها من جانبنا أو من الأشقاء.. لو نتابع الأحكام القضائية والإجراءات الفورية في كل تلك الوقائع نجد أنها اقتصت أو في طريقها للقصاص للضحايا.. وهذا يحسب لنا ولهم

 

النقطة الثالثة غاية في الأهمية وعلامة مضيئة في هذا الملف وهى الموقف الشعبي والنخبوي من محاولات الوقيعة بين مصر وأشقائها.. هو في أغلبه رد في نحور المتربصين على كيدهم وسعيهم للوقيعة.. لو نأخذ مثالا على هذا ما تفوهت به النائبة الكويتية في حق مصر والمصريين والوزيرة النبيلة.. هنا تصدى لتلك النائبة كوكبة تستحق الاحترام والتقدير من المسئولين والكتاب الكويتيين.. الذين لقنوها درسا لن تنساه هى ومن على شاكلتها.. مغزاه أن العلاقات بين مصر والكويت أرقى وأسمى من أن ينال منها أحد في البلدين أو غيرهما.. وسمعنا من أشقائنا الكويتيين الحقيقيين ما يثلج صدورنا وما لم نكن نستطيع قوله نحن لو تصدينا لتلك النائبة المغيبة

 

لقد أثبت هؤلاء العقلاء وما أكثرهم بدول الخليج أن أمثال تلك النائبة لا يمثل إلا نفسه.. أما أشقاؤنا فتلك أخلاقهم.. وهذه فضيلة رد الجميل لمصر والمصريين لديهم سرد لا ينتقص من قدرهم أبدا عن أيادي مصر البيضاء على دول الخليج منذ عقود وهو حقهم علينا.. ونحتاج نحن صفحات لسرد المواقف النبيلة لأشقائنا مع مصر في السراء والضراء.. وهذا كما يصفونه هم أنفسهم حقنا عليهم.. أبدا لن ينال أحد كائنا من كان من دماء المصريين والكويتيين التي سالت واختلطت طاهرة مطهرة على أرض سيناء وأرض الكويت تحريرا لهما من عدوان غاشم.. تلك الحوادث ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وهى بالفعل وبكل قناعة فردية تقع في الكويت أو جدة أو عمان أو القاهرة أيضا لن تنسينا ما بيننا مادامت مصر مدافعة عن حقوق أبنائها.. واستمر أشقاؤنا في القصاص الحق العادل للمعتدين