في يوم وداع «ساطع النعماني»| الرواية الكاملة لإرهاب الإخوان بمذبحة «بين السرايات»

جانب من الأحداث
جانب من الأحداث

في ليلة الإثنين 2 يوليو 2013؛ الشعب المصري في أوج ثورته ضد حكم الإخوان والجماعة والمرشد، يخرج محمد مرسي في خطاب الذي أطلق عليه «خطاب الشرعية»، ليحرض الإرهابيين من أفراد جماعته على النزول إلى الشوارع وإثارة الفزع والرعب في قلوب المصريين، ليكتبوا بالدم نهاية الجماعة التي احترفت الإرهاب.


«مذبحة كرداسة» .. «الحرس الجمهوري» .. «مركز شرطة طما» وغيرها من الأحداث التي كان الشعب شاهد عيان عليها، وعلى الترويع ودماء الشهداء الأبرياء من الشعب والجيش والشرطة، وفي يوم جنازة الشهيد البطل العميد ساطع النعماني، الذي تصدى للإرهابيين في بين السرايات بكل قوة.. نتذكر الأحداث الدامية التي وقعت في ليلة الثلاثاء 3 يوليو وكان خطاب محمد مرسي هو شرارة الإنطلاق للإرهابيين للبدء في ترويع المصريين.


وجه عدد من أهالي بين السرايات نداءاً لقوات الجيش من أجل النزول للحفاظ على أرواح قاطني المنطقة من السكان، بعد  حالة من الغضب الشديد ممزوجة بالخوف التي عاشوها بعد الأحداث التي وقعت مساء الثلاثاء 2 يوليو، استخدم فيها الإخوان أنواع مختلفة من الأسلحة  النارية والآلية والتي أسفرت عن سقوط 22 شهيداً وإصابة أكثر من 200، تضاف إلى قائمة ضحايا الإخوان منذ اندلاع الشرارة الأولى للثورة الثانية 30 يونيو.


وكان العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق، قد أصيب برصاص من جماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة بين السرايات بالجيزة وفقد بصره أثناء تصديه لشغبهم في «مجزرة» بين السرايات.

 

البداية


قال أهالي المنطقة وشهود العيان، إن الإرهابيين عندما شاهدوا سيارتين عليهما ملصقات «ارحل» أمام بوابة  كلية التجارة المواجهة للمنطقة، أشعلوا النيران فيهما بعد التعدي على أصحابها، وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء لترهيب الأهالي، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من الأهالي ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وتطور الأمر بحضور أكثر من ثلاثة إرهابي من المعتصمين أمام الجامعة فيما أسموه باعتصام النهضة، مدججين بالأسلحة الآلية والخرطوش وأطلقوا سيل من الأعيرة النارية تجاه سكان بين السرايات . 


وكانت تحقيقات مباحث الجيزة قد كشفت عن مفاجأة خطيرة في واقعة مقتل 22 شخصا وإصابة المئات خلال الاشتباكات التي نشبت بشارع ثروت بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسى وأهالي منطقة بين السرايات والتى اطلق عليها «مذبحة بين السرايات» حيث تبين من التحقيقات أن المعتصمين أمام جامعة القاهرة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قاموا بالوقوف داخل الحرم الجامعي واعتلوا أسوار الجامعة وتبادلوا إطلاق الرصاص مع أهالي منطقة بين السرايات.


كما تبين أن الجناة استخدموا بنادق آلية وأسلحة نارية، وأصيب الضحايا بطلقات نارية بالصدر والجسم وهو ما أسفر عن مقتلهم، واتهم أهالي المجني عليهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالتسبب في مقتل أبنائهم.


وأكد أهالي منطقة بين السرايات، أن هناك عناصر من حركة حماس وسوريا وبحوزتهم أسلحة نارية متواجدون مع المعتصمين أمام الجامعة.


وتطورت الأحداث -حسب رواية السكان- بعد أن اقتحم الإرهابيون عدداً من المنازل والعقارات المطلة على الشارع الرئيسي لتأديب الأهالي واعتدوا على النساء والأطفال وتدمير المحال التجارية.


اقتحام المنازل


وقال شهود عيان، إن هؤلاء الإرهابيين لا يعرفون الرحمة و الإنسانية بكل أنواع العنف الذي لا يصدقه عقل فقد تلوثت أيديهم بدماء أشقائهم المصريين .  وأضافت كنا داخل منازلنا وقت الأحداث وفوجئنا باقتحام ملثمين حاملين الأسلحة النارية والخرطوش ويقومون بإخراج الشباب إلى الشارع والتعدي عليهم وتمزيقهم بالسكاكين والآلات الحادة .  


وأضاف أحد سكان المنطقة، أنه كان يشاهد المؤيدين المعتصمين  يقومون بإدخال الأسلحة النارية يخبئونها بثلاجات على مقر الاعتصام .  

 وأضاف أن هؤلاء المؤيدين صعدوا على أعلى مباني جامعة القاهرة وخاصة مبنى كلية التجارة المواجهة بواباتها لمنطقة بين السرايات وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المنطقة وممن كانوا أعلى كوبري ثروت .


كشفت تحقيقات نيابة جنوب الجيزة عن استخدام الجناة بنادق قناصة وأسلحة آلية وجرينوف ضد أهالي منطقة بين السرايات مما أسفر عن مصرع 22 شخص .

وتبين من معاينة أسامة حنفي رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة لخمسة ضحايا عن استخدام أسلحة آلية وجرينوف في قتل المجني عليهم وتبين في المعانية الأخيرة للجثث أن أغلب الإصابات متمركزة في الصدر والرأس دليلا عن تعمد القتل.