حكايات| «ممنوع الرجال».. جزيرة في فنلندا للنساء فقط

النساء يتمتعن بيومهن في الجزيرة
النساء يتمتعن بيومهن في الجزيرة

المرأة كطير جامح، لا نستطيع الإمساك به ولكننا دوما نحلم بأن يُيسر لنا اصطياده، ولكنه يأبى دائما المحاصرة أو حبسه في قفص ولو كان مرصعا بالياقوت، هو دائما راغب في أن يحلق في السماء؛ يسافر هنا وهناك، يود أن تلامس قدماه كل مواطن الجمال، وأن تخترق نسمات الحب والحرية ريش أجنحته حتى يشعر بالحياة، فالإنسان لا يستطيع أن يحيا على الجمال.. ولكنه يموت من أجله. 

والنساء محبات للحرية وللجمال، يسعين دائما لخلق العالم الذي يشعرن فيه بالراحة والاطمئنان؛ حتى وإن خالفن كل الأعراف والتقاليد، بل وتقاتلن من أجل سعادتها وقد تموت في سبيلها، ومؤخرا استطاعت سيدة أمريكية أن تنشئ جزيرة في فنلندا بهدف إسعاد النساء.

 

ممنوع الرجال

وتحت عنوان: «ممنوع تواجد الرجال»، قامت كريستينا روث بتدشين جزيرة «سوبر شي» أو «هي الخارقة»، والتي تعد منتجع خاص قبالة ساحل فنلندا لا يسمح فيه بوجود الرجال، بل إن الجزيرة مخصصة للنساء فقط بعيدا عن سيطرة الرجال وتواجدهم، بهدف التيسير على النساء في الحصول على إجازة في أحد الأماكن بعيدا عن ضغوط المجتمع، واحتضان الطاقات النسائية وسط المناظر الطبيعية الخلابة.

 

«ماتيسيا للاستشارات» وهي شركة استشارية تابعة لكريستينا روث، حصلت في عام 2015، على المركز السابع في قائمة مجلة «فوربس» الأسرع نموا في قائمة الشركات المملوكة للنساء، وكانت إيراداتها في ذلك الوقت تبلغ 45 مليون دولار، لتقرر صاحبتها أن تبيعها بعد عام، وتطلق مؤسسة تدعى «سوبر شي» على الجزيرة، التي توفر الكثير من أشكال الترفيه للعضوات، بمقابل مادي يصل إلى 8 آلاف دولار.

 

 

اقرأ للمحرر: قرية الجثث «المخلة بالآداب» .. انطلق منها فن الخلاعة

 

الفكرة تجسد قصة فيلم «Wonder Woman» الصادر في عام 2017، والذي يحكي قصة أسطورة «أميرة الأمازون» التي تسمى «ديانا»، وتدور أحداثها خلال الحرب العالمية الأولى، حيث يبدأ الفيلم بسرد قصة حياة ديانا خلال طفولتها وصباها، حيثُ نشأت في جزيرة نائية تسكنها النساء فقط والملكة هي أمها «الملكة هيبوليتا»، والنساء على هذه الجزيرة يتدربن باستمرار على القتال باستخدام السيوف والرماح والسهام، لاعتقادهن بأن يوما ما سيظهر إريس لإنهاء حياة البشر على وجه الأرض، وأن والده الرب زيوس أوجد هذه الجزيرة وسكانها لقتال ابنه إريس الذي خرج عن طاعته.

 

 

اقرأ للمحرر:  «البغاء» برخصة.. أسرار «العايقة والمقطورة» من سجلات البلدية

 

سيطرة الرجال

«كريستينا روث» مؤسسة «هي الخارقة»، التي تشجع النساء على التواصل وتشجيع بعضهن البعض، تقول إنها «حصلت على إلهامها لإنشاء الجزيرة من حياتها الخاصة، لأنها عاشت وعملت في عالم يسيطر عليه الرجال.. وعندما بدأت السفر بصورة أكبر خلال السنوات الماضية قابلت كثيرا من النساء الرائعات حول العالم».
 

وأوضحت «روث»، أن الجزيرة لا تدخلها أي امرأة؛ حيث أنها مؤسستها تخضع المتقدمات للذهاب إلى الجزيرة لاختبارات عدة، مشيرة إلى أن أهم شيء بالنسبة لها أن تمتع السيدة بشخصية مذهلة، وأن تكون شخصية متفائلة ورائعة، لأن هذا ما سيجعل الأمر ممتعاً بالنسبة للجميع.

 

وتابعت روث، أنه في سبيل الانضمام إلى المؤسسة، فإن نموذج القبول والمدرج على الإنترنت، يتضمن 5 حقول إلزامية لملئها، ولكنها تؤكد في ذات الوقت أن الجزء الأكثر أهمية هو أن تروي الراغبة في الانضمام قصتها، وإذا توافقت مع أفكار المؤسسة سيتم قبولها، مشددة على أن «سوبر شي» ترحب بجميع النساء.

 

اقرأ للمحرر: إيران «الإسلامية».. كثير من الدعارة والمخدرات قليل من الدين

 

وأشارت «روث»، إلى أن الجزيرة بها منتجع تنتشر فيه أشجار الأرخبيل الفنلندي دائم الخضرة، كما أنه يحتوي على منشآت علاجية وساحل صخري، وبحر دافئ خلال فصل الصيف، وشروق الشمس الجميل، مبينة أن الجزيرة تحتوي على 10 حجرات نوم، بجانب منتجع صحي، مع إمكانية الحصول على دروس في الطهي واللياقة البدينة، ودروس في التأمل واليوجا.

 

«روث»، تأمل أن يسلط المنتجع الجديد الضوء على جمال فنلندا، مستطردة: «أحب منطقة البحر الكاريبي وهاواي.. لكنني شخصيا دهشت للغاية من شعوري وكأنني في وطني خلال تواجدي هنا.. وكم كان هذا جميلا».

 

انتقادات حادة

 

مؤسسة روث، تعرضت لانتقادات حادة، إذ اتهمها البعض بأنه مستعمرة نخبوية ومتميزة، ومصممة خصيصا للنساء الثريات، التي تستثني الرجال، وتميز ضد مجتمع المثليين، ولكن هذا لم يمنع روث من استكمال فكرتها وتنفيذها على أرض الواقع.

 

اقرأ للمحرر:  قرية العميان.. آفة بلدتنا «الزواج» 


برنامج الرفاهية

 

موسم الترفيه عن عضوات «هي الخارقة» يمتد على الجزيرة النسائية لمدة 12 أسبوعا، بدءا من شهر يونيو، وهناك ثلاث باقات لنيل فرصة التواجد على بقعة من الجزيرة مقابل مبالغ مالية متفاوتة، بينما تقول كريستينا روث إن هناك عددا قليلا من النساء المرشحات سيتاح لهن فرصة البقاء في الجزيرة مجانا.

وتتكون الحزمة الأساسية من حصول العضو الواحد على سريرين توأم، بداخل غرفة مشتركة في مقصورة تتسع لأربعة أشخاص، ويتم استثناء من الحزم الثلاثة أجرة الطيران والطعام وجلسات المساج وعلاجات الوجه وخدمة الاستقبال في المطار، على الرغم من أنه في الإمكان اختيار ركوب طائرة هليكوبتر لمدة 20 دقيقة إضافية.

ويبدأ برنامج الجزيرة مع الضيفات، منذ بداية نقلهن من مطار هلسنكي إلى جزيرة "سوبر هي"، أما الأنشطة الأكبر في اليوم، فتتمثل في ممارسة النساء رياضة التجديف بزوارق الكاياك، وركوب الدراجات، والمشي لمسافات طويلة واليوجا، بالإضافة إلى الاستمتاع بأشعة الشمس ومياه بحر البلطيق، كما أنه ستعقد ورش عمل كل يوم لتقوية العقل، وسيتم التواصل مع العضوات عبر موقع «سكايب»، من أجل مناقشة موضوعات، مثل التغذية والجنس.

 

أما قائمة طعام المنتجع تتسم بأنها مغذية وصحية، والهدف منها هي التخلص من السموم وفقدان الوزن بشكل قليل مع حلول نهاية الأسبوع. 

 

مجتمع «SuperShe» يتكون من نساء متحررات من الناحيتين المادية والعاطفية ويسعن ليصبحن أفضل نسخة من أنفسهن، ويمكن الانضمام للجمعية بسهولة عبر مليء استمارة عبر الإنترنت، فقط يتم التواصل مع روث وهي ستتول.