حكايات| فن تربية الكلاب.. علاج للاكتئاب و«حب من أول شمة»

 فن تربية الكلاب.. علاج للاكتئاب و«حب من أول شمة»
فن تربية الكلاب.. علاج للاكتئاب و«حب من أول شمة»

بين الشراسة والاجتماعية، خيط رفيع يفرق بين كلب وآخر، إما أن تمسك به جيدًا فتحكم التربية فيصبح وفيًا من الدرجة الأولى، أو ينقطع منك فيتحول هذا الكائن الأليف إلى أقصى مراحل العدوانية.

 

ربما تحمل الكلاب بعض الصفات الإنسانية، فلا تتوقف على الوفاء باعتبارها الأشهر، بل يمتد إلى الإحساس بكل ما يدخل على صديقه من تغيرات، أو بوصف أدق كما يقول «محمود فادي – مدرب كلاب» إن الكلب يشعر بما يدور داخل الإنسان وليس خارجه. 


  
كتب ويوتيوب

 

«فادي - 29 عامًا»- أحد خريجي كلية الحقوق جامعة القاهرة، كان يعمل في شركة للإنترنت، غير مسار حياته من عالم القانون إلى دُنيا تدريب الكلاب، وتحديدًا منذ أن عضه كلب عندما كان صغيرًا، فأرد منذ ذلك الحين أن يصبح صديقًا له.  

 

اقرأ للمحرر أيضًا| الاسكوتر «مش بس للرجالة».. شعار آلاء وشيماء على الطريق

 

بكل بساطة، انطلق فادي إلى شراء كتب كثيرة عن الكتاب وقرأها، ثم خصص لنفسه رحلات متنقلا بين مزارع الكلاب، وطبق ما تعلمه من قرأه في المجال، ثم سافر لاستكمال تعليمه مع أشهر مدرب ومتخصص تعديل سلوك في العالم، سيزر ميلان وكولين استكالوف.


ومع تشجيع الأسرة، ابتكر الشاب العشريني طرقًا محددة وأساليب خاصة به تتناسب مع أفكاره واختلاف طباع الكلاب، ما بين «عدوانية واجتماعية»، وفي النهاية لضمان تعامل مميز مع الأطفال والكبار.

 

 

جيم كلابي 

 

بفيديوهات مدتها دقائق، أخرج «فادي» مقاطع تعليمية لكيفية التعامل مع الكلاب بطرق سليمة، دون الحاجة لتوفير مدرب خاص، ثم بدأ في استقبال الرسائل ومكالمات مقتنين الكلاب للاستفسار عن كلابهم وحل مشكلاتهم بتدريب الكلاب وتعديل سلوكه.  

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «جيم» المكفوفين.. حلم الأهلي يبدأ من صالة حديد «ميت جابر»  

 

ومن فيديوهات النصائح إلى «الرياضة»، إذ بدأ استقبال الكلاب من الأسر الراغبة في تغيير سلوكياتها، فوفر أجهزة ومعدات رياضية تتناسب مع طبيعة هذا الحيوانات، ولم يكن سهلا تعويد الكلب على الوقوف على «مشاية كهربائية» بشكل يومي.


كلبك على ما تعوده 

 

لا يوجد كلب شرس بصفة عامة، بحسب «فادي»؛ لكن صاحب الكلب يظل السر في تحوله من إلى عدواني بسبب معاملته السيئة معه بجانب أن في الوطن العربي يحبون الكلاب ذو الإحجام الضخمة.

المفاجأة أن بعض الكلاب تم تدريبهم على الحراسة بشكل خاطئ أو لعدم وجود وعي كافٍ لدى صاحب الكلب عن قوته، ومع عدم تدريبه يؤدي ذلك إلى أن الكلب يصير خطرًا على أهل البيت نفسه، ومن هنا يحتاج الكلب إلى تعديل للسلوك عبر استعادة الثقة فيه مرة أخرى.

 

على كل شكل ونوع

 

لكون الكلاب تتمتع بإمكانيات كثيرة، فإن كل نوع يستطيع تقديم ما يحتاجه صاحبه حسب التدريب، وأحيانًا يرتبط الاستخدام حسب نوع الكلب نفسه، فكلاب الحراسة مثلا يظل الأنسب لها «الجيرمن» أو «الروت» أو «الكين كورسو». 

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «هند» أول مصرية للحراسات الخاصة.. «عينها على صلاح»

 

وإذا كان الكلب للصيد يظل أفضل نوع «البوينتر أو الفيزلا»، إضافة إلى الكلاب الاجتماعية للأسرة، وأفضلها «هاسكي أو لابلادور».

 

وفي مصر، هنان سلالة كلاب تُسمى «الأرمنت»، والتي تحدث عنها المهندس محمد الأزهري المسئول عن الجمعية المصرية لتنقية السلالات، حيث تتولى جمعيته تسجيلها حاليًا.  

 

والكلاب البوليسية بعضها يتم استيراده من ألمانيا؛ لأنها المشهورة في الكلاب مثل «جيرمن وشيبرد»، وهناك كلاب يتم تدريبها في مصر وتستخدمها الشرطة.

 

نصائح قبل التربية

 

قبل شراء الكلاب، يفضل معرفة احتياجات نوع الكلب من الحراسة إلى الاجتماعي، إضافة إلى طاقة الكلب «هادئة، متوسطة، عالية، عالية جدًا»، وهذا يعود إلى الشخص نفسه، فلو كان مالكه كبير في السن يفضل أن يكون الكلب هادئ، أما الشاب فيحتاج طاقة مرتفعة لقدرته على الجري معه.

 

اقرأ حكاية أخرى| «الدرفت» الافتراضية.. رياضة للأثرياء أسسها «نجم الأسفلت»

 

والعنصر المهم أيضًا مساحة البيت، التي يتم تربية الكلب فيها، ويجب أن يعرف تكاليف تطعيم وطبيعة طعماه وتدريبه قبل شرائه.

 

 

وعن سلوكيات الكلاب فإنه يفضل عن رؤية كلب للمرة الأولى عدم محاولة «الطبطبة» عليه أو النظر إلى عينيه لأن ذلك يعد تحدي في لغة الحيوان وكذلك «الزعيق» والأفضل أن تظل هادئًا ولا تحاول الاحتكاك به.

 

من الأمور الطبيعية أنه عند رؤية كلب يحاول الهجوم، أولا الوقوف دون النظر إلى العينين ومن تلقاء نفسه سيبتعد عنك وإلا تطور الأمر في بعض الأحيان إلى «العض».