صور| مدينة دمياط للأثاث.. جاهزة للإنتاج

مدينة دمياط للأثاث
مدينة دمياط للأثاث

- ١٣٤٤ ورشة فى ٥٤ هنجرا تنتظر الافتتاح.. وتسليم عقود التمليك للصنايعية
- مركز تكنولوجيا لتدريب «الأسطوات».. والانتهاء من مرافق الصرف والمياه والطرق والكهرباء
- ١٤٠ ألف فرصة عمل..أكبر معمل فى الشرق الأوسط لاختبار الأخشاب..  و«الشباك الواحد» لإنهاء التراخيص
- صنايعية دمياط: المدينة الجديدة تنقذ قلعة الموبيليا من الركود


بعد دقائق من دخولك محافظة دمياط لن تصدق ما تراه، فأرض «الملاحات» التى كانت منطقة «مقطوعة» أصبحت أكبر مدينة للأثاث فى الشرق الأوسط،  الحلم تحول لحقيقة فى شهور معدودة،  يجذبك شكل الهناجر «الورش» من خارج المدينة،  يبهرك اصطفاف الورش،  ما تشاهده عندما تضع قدميك داخل المدينة يعد اعجازاً،  تجد نفسك امام مرحلة اولى تم الانتهاء منها طرق وكبارى وورش ومبان للتدريب ومراكز تكنولوجية وارض للمعارض ظهرت للنور واصبحت جاهزة للاستخدام، وخلية نحل تواصل عملها ليلا نهارا لإنجاز المرحلة الثانية..

 

«الأخبار» قضت أكثر من ٦٠ دقيقة داخل المدينة ترصد انتهاء أعمال المرحلة الأولى وجاهزيتها للتسليم وتحاور العمال الذين بنوا المدينة فى شهور قليلة وترصد أهم المنشآت.

 

عقارب الساعة تشير الى التاسعة صباحا،  لأول مرة نحد نقطة تأمين للمدينة فمنذ اشهر لم يكن هناك اى نقاط تأمين اوحتى ملامح،  عبرنا نقطة التأمين الاولى للمدينة،  يدهشك التحول السريع والطفرة الإنشائية التى حدثت خلال شهور قليلة،  فبرك الوحل «الطين» أصبحت شوارع رئيسية مكتملة بنسبة ١٠٠% تتسم باللون الأسود وفى منتصفها اللون الابيض وعلى جانبيها أعمدة الإنارة ذات الكشافات الموفرة « الليد»،  تمر بسيارتك لدقيقة لتجد نفسك امام مدينة شيدت كأكبر مدينة دمياط للأثاث فى الشرق الاوسط،  وامامك ثلاثة اتجاهات فى المنتصف،  ترى أعمال المرحلة الأولي قد انتهت،  ٥٤ هنجراً امامك تم إنشاؤها وتقسيمها لورش صغيرة ومتوسطة يتراوح مساحتها بين ١٠٠ و١٥٠ متراً،  بأجمالى ١٣٤٤ ورشة صغيرة،  تزهوألوانها البيج والطوبى،  تجد على جدرانها كابلات التليفونات الأرضية تعلوها،  وإلى جانبها كابلات الكهرباء،  وعلى الأرض وصلات الصرف الصحى والمياه الجاهزة للتشغيل الفورى،  وخلفها تجد أراضي للأغراض الصناعية كاملة المرافق بإجمالي مساحة ٦٠٠ الف متر مربع لكبار الصناع لإنشاء مصانعهم عليها.

 


الورش جاهزة


اقتربنا من الورش الصغيرة التى حجزها صغار الصناع فى المرحلة الأولى والتى اصبحت جاهزة للتسليم خلال الفترة المقبلة،  فالصناع تسلموا عقود تمليكها منذ ايام من البنوك بعد أن استكملوا إجراءات التعاقد والدفع، وفى طريقهم لنقل معداتهم لبدء العمل داخل الورش لتصنيع الأثاث الدمياطى،  ليصبح الحلم حقيقة وينتقل الصنايعي إلى مناخ عملاق مدعم بأحدث النظم،  لتصنع أنامله الذهبية قطعاً خشبية تبهر العالم أجمع،  دخلنا إلى بعض الورش الجاهزة للتسليم، تجد باباً رئيسيا مصنوعاً من «الصاج» بمكنة «سحب»،  والارضيات ممهدة «أسمنتية»،  ووصلات الكهرباء جاهزة لتوصيل المعدات الكهربائية بها،  تنظر إلى أعلى تجد «السقف» مصنوعاً من ألواح «الصاج» ذات الشكل الهرمى،  ويوجد ماسورة لشفط مياه الامطار عندما تسقط حتى لا تتجمع فوق «السقف» فتصيبه بـ «الباروما»، لتجد نفسك امام نموذج حضارى يتسم مع طبيعة الورش الدمياطية ولكن هذه المرة داخل كيان منظم على أحدث النظم العالمية شيد بعد دراسة عميقة لمناخ الصانع الدمياطى.


عند خروجك من الورش الصغيرة تجد عمالاً يقومون بأعمال التشطيب الأخيرة مثل التأكد من عمل وصلات الكهرباء ومراجعة أعمال الطلاء «الدهانات»، وسهولة فتح واغلاق الأبواب،  فهم الخطوة الاخيرة قبل التسليم،  يضعون «الفينش» لكى يكون «كله تمام» اقتربنا منهم ..فيقول محمد العوادلى: احنا مش مصدقين اننا أنجزنا المدينة فى شهور،  لما بدأنا وكانت الارض هنا أرض «ملاحات» كنا بنقول لأنفسنا معقول هنقدر، ولكن اشتغلنا كلنا ليل نهار عشان نبنى مكاناً عظيماً زى مدينة دمياط للاثاث، وبصراحة لما لقينا نتيجة شغلنا مبانى ضخمة وورشاً صغيرة وكبيرة حاسينا بالفخر، وقلنا : لأ احنا نقدر نعمل اى حاجة بس بشرط واحد كلنا نكون على قلب بعض وبنحب بعض وبنشتغل عشان مصر.


واضاف كريم عبده - كهربائى -: «شغلنا كل يوم بنمر على الورش ونتأكد من عمل مفاتيح الإنارة والفيش ووصول الكهرباء للبرايز وبصراحة كل حاجة تمام قليل جدا لما بنلاقى حاجة فيها مشكلة»، وأضاف قائلاً: «المدينة مصممة أحسن من الدول الاوروبية حاجة تشرف أى مصرى وهيندم أى صنايعى محجزش هنا ورشة». 

 

مركز تكنولوجيا الأثاث


تترجل على قدميك لمدة دقائق لتجد نفسك امام مركز تكنولوجيا الأثاث يعمل بنسبة ١٠٠%،  هدفه الرئيسى تدريب « الصنايعية « على أحدث النظم العالمية بنظام وتقنية ثلاثى الأبعاد لتعميق الصناعة وتطويرها،  يضم بداخله أكبر معمل فى الشرق الأوسط لاختبار جودة الأخشاب لمنحها شهادة الاعتماد قبل تصدير المنتج الدمياطى إلى دول العالم،  وقاعات مخصصة للعرض لاستخدامها فى الشرح والتدريب،  ليحقق أهم هدفٍ من أهداف المدينة وهو تدريب الصنايعية وإكسابهم ثقافة التسويق لمنتجاتهم وضمان جودة الاخشاب المستخدمة .


المرافق 100%


على بعد دقائق من منتصف المدينة تجد نفسك امام اثنين من الكبارى الضخمة تم تنفيذهما بنسبة 100% لم يكن يعرف عنهما أحد شيئاً.. تم تشييدهما فى زمن قياسى،  يربطان شبكة الطرق الداخلية التى يبلغ طولها ٢٥ كيلومتراً،  ليضمنا سهولة الحركة وعبور سيارات النقل الضخمة،  وتجد مطابق نقاط الصرف الصحى تم تغطية معظمها بعد إنجازها بنسبة 1٠0 %،  بعد أن تمت عملية التشغيل التجريبى لها والتى تم التأكد من جاهزيتها لربط الصرف الصحى والصناعى الخاص بالورش ومبانى الخدمات بمحطة شطا،  كما يلفت نظرك « حنفيات الإطفاء « ذات اللون الأحمر لمواجهة الحرائق وكذلك وصلات مياه الشرب التى تغذى الورش والتى وصلت نسبة إنجازها هى الاخرى الى نسبة 100٪،  اما الكهرباء فقد غطت المدينة بالكامل بعد انتشار محطات الكهرباء والانتهاء من إنشاء محطة محولات مدينة الاثاث والانتهاء من ٦٠٪  من شبكة الإنارة كمرحلة أولى.

 


خلية نحل 


تتجه نحواليمين فى المدينة لتجد اصطفافاً للوادر والحفارات وعربات النقل،  تتحرك كل معدة فى اتجاه عملها،  تشعر وكأنك تشاهد خلية نحل،  تسابق الزمن فى انجاز بعض الإنشاءات مثل المعهد الفني للتصميم والتدريب الحرفى ومركز لمراقبة جودة التصدير ومجمع مطاعم وكافيتريات للورش والمصانع ومنطقة لخدمة الاتصالات ومحطة للشحن والتفريغ ومركز صحي للورش ومقر للأمن والحماية المدنية ومستشفي لعلاج الصنايعية الذين يصابون خلال العمل،  كما تم بدء الخطوات الأولية لإنشاء أكبر معرض لمنتجات الاثاث الدمياطي بالشرق الاوسط على مساحة 330 ألف متر مربع بمدينة دمياط للأثاث.. ويقول أحمد حامد «سائق لودر»: بنبدأ شغلنا هنا ٦ الصبح،  بقوم بتمهيد الارض قبل رصفها وبشيل الصخر والطوب وبنقلهم لمكان آخر،  وبرفع مخلفات الحفر من « الطين « إلى سيارات النقل،  ومع غروب الشمس على المغرب بينتهى شغلنا،  اللى من بورسعيد ودمياط بيروح يشوف أسرته واللى من الصعيد بيبات داخل المدينة .


ويضيف محمد جمال «نجار مسلح» : مكناش لاقيين شغل ومعايا أربعة أولاد والحال كان واقف وجيت عن طريق احدى الشركات اللى شغالة فى المشروع والحمد لله راتبى دلوقتى كويس جدا،  وشغال وحاسس انى بقدم حاجة لمصر وفرحان ان المرحلة الأولى انتهت وشغالين فى المرحلة التانية .

 


٢٤٠٠ ورشة


تجد نفسك وأنت تعود من الجانب الأيمن فى منتصف المدينة،  امام لوحة تشرح مخطط المدينة بالكامل،  والتى تبلغ مساحتها مليوناً و٩٠٠ ألف متر مكعب اى ٣٣١ فداناً اى تحتاج إلى سيارة للتنقل بين شوارعها،  وتضم المدينة ٢١ موقعا أساسيا يشمل: الورش الصغيرة والمتوسطة والمعارض والمراكز التكنولوجية،  منطقة صناعية بها ٢٤٠٠ ورشة صغيرة ومتوسطة وتضم ٧٥ مصنعا متخصصا يتم إنشاؤها على عدة مراحل،  ومجمعاً للخدمات الحكومية ومجمع للخدمات الإدارية،  وتوفر ١٤٠ الف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة،  كما تتبع المدينة سياسة الشباك الواحد فعند شراء الورشة تضمن توافر كل التراخيص المطلوبة وتوافر جميع الخدمات مما يوفر الكثير من الجهد والوقت،  ودروها لم يقتصر فقط على البيع بل تعمل علي توفير كيانات تقوم بشراء المخلفات الناتجة من الورش وإعادة تدويرها وبذلك تضمن زيادة فى الدخل الي جانب توافر مراكز التدريب والتطوير التي تتيح لصغار الصناع فرصة التعلم للنهوض بمنتجهم،  الى جانب إتاحة معارض دائمة محلية ودولية تضمن فرص عرض المنتجات مما يقضي على مشكلة التسويق التي تؤرق صنايعية دمياط .