مؤتمر باليرمو.. خطوة في آفاق تسوية الأزمة الليبية

علم ليبيا
علم ليبيا

بدأت اليوم في مدينة باليرمو عاصمة إقليم صقلية الإيطالي مؤتمرٌ دوليٌ حول ليبيا بمشاركة أطراف عدة لبحث سبل التوصل لتسويةٍ سياسيةٍ في البلاد، التي تعيش أوضاعًا مضطربة، لم تهدأ إلى غاية الآن منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي من الحكم.

ليبيا التي ثارت في خضم أحداث الربيع العربي ضد القذافي، شارفت على إتمام ثمانية سنواتٍ من المعاناة للشعب الليبي، الذي لم يعرف بعد الاستقرار منذ سقوط نظام القذافي، وباتت الأمور تأخذ مساراتٍ مختلفةً وسط انقسامٍ متنامي للأطراف الليبية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان من بين الحضور، وقد أكد أن أية مقترحات لحل الأزمة الليبية لابد وأن تشمل كافة الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية نظرا لطبيعة الوضع المتشعب والمركب للأزمة هناك.

خطة الأمم المتحدة

وحول مدى قدرة المؤتمر على إيجاد سبل لحل الأزمة المستعصية هناك منذ أكثر من سبع سنوات، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن مؤتمر باليرمو كغيره من سائر المؤتمرات التي انعقدت حول الأزمة الليبية.

ويضيف هريدي أن الأمر يتوقف على إرادة القوى السياسية هناك من أجل تنفيذ خطة الأمم المتحدة، أما إذا ظلت الانقسامات والمواجهات، فإنه يعتقد أن الحل السياسي سيصبح صعبًا هناك.

ويهدف مؤتمر باليرمو إلى دفع خطة السلام التي وضعتها الأمم المتحدة للأمام، وذلك بعد أن تخلى المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، عن خطةٍ غربيةٍ لإجراء انتخابات عامة في العاشر من ديسمبر المقبل.

وتتمحور خطة الأمم المتحدة في عقد مؤتمرًا وطنيًا في البداية، لتحقيق المصالحة في البلاد التي تعاني الانقسام بين مئات الجماعات المسلحة والقبائل والبلدات والمناطق المتناحرة.

انسحاب تركيا

ومع بداية أعمال المؤتمر، الذي سيستمر إلى يوم غدٍ الأربعاء، أعلنت تركيا، على لسان نائب الرئيس فؤاد أقطاي، انسحابها من مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية بحجة استبعادها من اجتماع عقد صباح اليوم الثلاثاء على هامش المؤتمر.

ومن جانبه، قال حسين هريدي، في تصريحاته التي أدلاها لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن تركيا هي إحدى الأسباب الرئيسية لعدم التوصل لتسوية في ليبيا إلى الآن.

وتحدث هريدي، عن أن تركيا لها موطأ قدمٍ في ليبيا، ولها أطماع ومصالح هناك، ومشيرًا في الوقت ذاته، إلى أنها تتمنى أن تكون ليبيا قاعدةً تنطلق منها نحو شمال أفريقيا.

معضلة النفط

وللخروج بليبيا من النفق المظلم الذي تعيش فيه، يرى السفير جمال بيومي، سفير مصر السابق لدى الاتحاد الأوروبي، أن الأمر ليس بالهين، وأن الأزمة الليبية مستعصيةٌ ويعتبرها أصعب من سوريا واليمن، وهذا يرجع في رأيه إلى أن ليبيا دولةٌ غنيةٌ بالنفط، وأن هناك أطماعًا سواء داخلية من أبناء ليبيا، أو خارجية من شركاء ليبيا، الساعين للحصول على النفط بأقل من ثمنه قدر الإمكان.

وحول مؤتمر باليرمو تحدث بيومي، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ "بوابة أخبار اليوم"، عن أن مصر لها مصلحة أمنية في ليبيا، في حين إيطاليا وفرنسا لهما مصالح بترولية هناك، آملًا في أن يتم العمل على التوصل لتسويةٍ في ليبيا، لكنه أشار في الوقت ذاته أن أمور التسوية هناك تمضي ببطءٍ.

تواجد حفتر في باليرمو

وثمن الدبلوماسي المصري السابق خطوة تواجد اللواء خليفة حفتر في باليرمو، مصرحًا بأن هذا الشخص هو الذي نراهن عليه في إحداث حل سياسي هناك، والعمل على تقاسم السلطات بليبيا.

وبدوره، تحدث حسين هريدي عن أن لقاء حفتر الذي جمعه برئيس حكومة الوفاق الوطنية، فايز السراج، اليوم في باليرمو ربما كان يهدف للتوصل لتسويةٍ سياسيةٍ في ليبيا، لكنه تحدث في الوقت ذاته عن أن السراج أثبت إلى الآن عدم قدرته على توحيد الليبيين.

ومن هنا، باتت محطة باليرمو خطوةٌ في مشوار قد يمكن وصفه بالألف ميل نحو إيجاد حلٍ في ليبيا، ينهي الصراع الدائر بين الأطراف المتناحرة هناك، ويُوجد السلام في الأراضي الليبية الباحثة عن طوق نجاة.