صور| كتان «شبراملس».. «حرفة وصنعة» تغزو أسواق أوروبا

صناعة الكتان
صناعة الكتان

ليس كأي محصول زراعي، بمجرد حصده يصل إلى المستهلك في صورة مواد غذائية أو مادة خام تدخل في العديد من الصناعات الحيوية، فالكتان "حرفة وصنعة" لا يتقنها إلا من يعرف أسرارها.

هنا في قرية "شبراملس"، لا يعرف الكثيرون من الأهالي غير صناعة الكتان، فهي مهنة توارثوها أبًا عن جد، ورغم ضعف الإمكانات، إلا أنهم نجحوا في جعلها إحدى قلاع الصناعة في الشرق الأوسط، وبوابة العبور إلى الأسواق الأوروبية.

يقول عبد الرحمن محمد، صاحب مصنع كتان، بقرية شبراملس التابعة لمركز زفتي، إن الكتان من أهم المحاصيل التي تعود بالنفع على الدولة إذا ما توافرت الآلات والمعدات التي تساعدهم على تصنيعه حتى آخر مرحلة والتي يتم فيها تحويله إلى أقمشة.

1700 دولار هو سعر التصدير للطن، وهو ثمن زهيد للغاية بالنسبة لسعر الاستيراد، والذي يبلغ 22 ألف دولار للطن، بحسب "محمد"، الذي أكد أن القرية مليئة بالمهنيين المحترفين في هذا المجال، ولا يوجد مثلهم في أي مكان في العالم، ولكن ضعف إمكانيات التصنيع من معدات وآلات لتحويله إلى أقمشة، تضطرنا إلى تصديره نصف مصنع "شعر"، ثم نستورده مرة أخرى على هيئة قماش مصنع، وهو ما يكبد الدولة خسائر كثيرة.
 

وعن مراحل زراعة وتصنيع الكتان، قال صاحب المصنع، إن البداية تكون بتجهيز المزارعين للأراضي سواء كانت ملكًا لهم أو باستئجار مساحة إضافية كبيرة في محافظات البحيرة والشرقية وكفر الشيخ، وذلك قبل شهري أكتوبر ونوفمبر حيث موسم زراعة الكتان، ليتم متابعته ورعايته بشكل متقن حتى موسم الحصاد أو "التمليخ" كما يطلقون علية في مارس.

وتشمل المرحلة الثالثة، بحسب "محمد"، تجميع أعواد الكتان ونقله إلى المصانع للبدء في مرحلة التصنيع، حيث يتم "تشوين" الكتان ثم دهسه بالجرارات الزراعية حتى يتم فصل البذور عن أعواد الكتان، وتسمي هذه المرحلة بـ"الهدير"، حيث تجمع البذور فيما بعد لتدخل في صناعة الزيوت والأعلاف.

"العطين"، هي المرحلة التالية، وخلالها تُنقع أعواد الكتان في "المعطنة"، أو ما يشبه بركة المياه لمدة تصل إلى 10 أيام، لفصل الخشب عن العود، وتأتي بعد ذلك مرحلة "التنشير" لتجفيف الكتان من المياه ليدخل إلى الماكينات على 3 أجزاء هي: "كتان شعر" و"العوادم" و"الساس".

واختتم عبد الرحمن محمد حديثه قائلاً، إن الكتان الشعر هو الهيئة المبدئية له قبل التصنيع، حيث يتم تصديره إلى الصين وأوروبا لاستكمال مرحلة التصنيع الثانية بتحويله إلى أقمشة، أما "العوادم" و"الساس" فيستخدمان في صناعة الخشب الحبيبي.