«جيش أوروبي موحد»..هل يكون مبرر لنهاية الصداقة الأمريكية الفرنسية؟

ترامب وماكرون
ترامب وماكرون

تجمع زعماء العالم، الأحد الماضي للاحتفال بمئوية انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث شهدت العاصمة الفرنسية باريس تواجد كبير من كبار الرؤساء والزعامات السياسية.

جاء تواجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لافتا للأنظار خاصة في أثناء مصافحته لخصمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالرغم من أن الحفل كان مشرفا ومر بصورة جيدة، إلا أن تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول بناء جيش أوروبي موحد تسببت في إثارة غضب الطرف الأمريكي الذي بدا على ملامحه عدم الرضا نتيجة هذا الأمر.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن زيارة ترامب إلى  العاصمة الفرنسية باريس، أظهرت فجوة كبيرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكان ترامب، قبيل زيارته إلى باريس، قد انتقد تصريحات ماكرون حول الحاجة إلى إنشاء جيش أوروبي، وإدراج الولايات المتحدة إلى جانب روسيا والصين كتهديد للأمن القومي، مشيرا إلى أن قيام أوروبا بإنشاء جيش لحماية نفسها من أمريكا أو الصين أو روسيا أمر مهين للغاية وأنه يتعين عليها أولا دفع حصتها العادلة من حلف شمال الأطلسي التي تدعمها واشنطن بشكل كبير.

كما أشارت الصحيفة الانتقادات التي واجهها ترامب من قبل المراقبين والمعلقين في الولايات المتحدة بسبب إلغائه رحلته المقررة إلى المقبرة الأمريكية بسبب سوء الأحوال الجوية: «ينبغي ألا يمنع الطقس الرئيس من القيام بواجبه».

وسار الرئيس الأمريكي بمعزل عن قادة العالم خلال مسيرة باتجاه "قوس النصر" في طريق الشانزلزيه وسط العاصمة الفرنسية باريس، وكأن زيارته جاءت رغما عنه أو كنوع من تأدية الواجب ليس إلا.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن اختلافه مع السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي حول طريقته في الإعلان عن مواقفه السياسية عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

جاءت تصريحات ماكرون خلال حواره مع شبكة سي ان ان، حيث أضاف بأن علاقته بترامب تتسم بالعديد من نقاط التوافق كالحرب على الإرهاب إلا أنهما قد يختلفا فيما يخص التجارة والتعددية الثقافية وقضايا المناخ، لكن في كل الأحوال لديهم مناقشات منتظمة.

كما انتقد أيضا ماكرون الاتجاهات القومية لترامب، مؤكدا بأن الوطنية لا تتفق مع القومية وتعد خيانة لها، وأن القيم الأخلاقية أفضل وأبقى.

لم يقف الأمر عند تصريحات ماكرون فحسب، بل اعتبر وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير، أن الانتقادات التي وجهها ترامب لاقتراح ماكرون حول مسألة بناء جيش أوروبي موحد، تمثل دافعا إضافيا لبناء هذا الجيش.

حيث قال لومير، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "فرانس أنتير":«تغريدة ترامب هي بمثابة دافع إضافي يحثنا على بناء جيش أوروبي كما اقترح الرئيس ماكرون"، مشدداً على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على الدفاع عن نفسه "خاصة في وجه التهديد الإرهابي الإسلامي».

وتابع: «يجب على أوروبا أن تحافظ على سيادتها وتدافع عن مصالحها الاقتصادية وتظهر رؤيتها لسياسة ضريبية عادلة».