حكاية «النازيين الجدد» الرافضين لإحياء ميركل مئوية الحرب العالمية الأولى

صورة مجمعة
صورة مجمعة

كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمسك بيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال احتفالٍ بمنطقة كومبين فورست شمال باريس، حيث وُضع هناك قبل 100 عام حدًا للحرب العالمية الأولى.

تصرفٌ من المستشارة الألمانية لم يلقَ قبولًا من قبل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، والذي وبخ ميركل على هذا التصرف، فيما يتعلق بمسألة مشاطرتها احتفال المنتصرين، رغم أن ألمانيا قد خسرت تلك الحرب قبل 100 عام.

وفي منطقة كومبين فورست قبل 100 عام، وقع وفدا فرنسا وألمانيا اتفاق الهدنة في العاشر من نوفمبر الذي أنهى الحرب العالمية الأولى، والتي دارت رحاها بين عامي 1914 و1918، وأودت بحياة نحو 10 ملايين شخص.

وشارك الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأسرة المالكة البريطانية في لندن الاحتفالات بإحياء الذكرى المئوية للحرب، ليصبح أول زعيم ألماني يضع إكليلًا من الزهور عند مقبرة سينوتاف.

انتقاد حزبي

ألكسندر جولاند، الزعيم المشارك لحزب البديل من أجل ألمانيا، قال إنه كان يتعين على المستشارة أنجيلا ميركل عدم المشاركة في احتفال بفرنسا اليوم الأحد 11 نوفمبر بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى لأنه احتفاء بالمنتصرين في الحرب.

وأضاف جولاند أن ألمانيا خسرت هذه الحرب وبالتالي فإن مشاركة ميركل في احتفال الحلفاء السابقين يرقى إلى محاولة لإعادة كتابة التاريخ.

ومضى قائلًا: "لا يمكن أن نضع أنفسنا في موقف تاريخي يحابي بوضوح المنتصر، والسير إلى جانب السيد ماكرون عند قوس النصر"، في إشارة منه إلى موقع إقامة الاحتفال في باريس.

حزب البديل

وحزب البديل من أجل ألمانيا هو يتبوأ حاليًا موضع الحزب الثالث في ألمانيا، بعد أن شكّل صعوده خلال انتخابات العام المنصرم صيحةً مدويةً في ألمانيا، التي ظل شعبها طيلة العقود الماضية ينبذ أي حزب له صلة بالحقبة النازية لأدلف هتلر.

بيد أن الحزب المُلقب أعضاؤه بالنازيين الجدد، استغل موجة صعود اليمين المتطرف في أوروبا ليتمكن من ولوج البندوستاج (البرلمان في ألمانيا) بعد عزلةٍ سياسيةٍ دامت نحو خمسين عامًا لمعتنقي الفكر اليميني المتطرفأ الذي كان دائمًا ما يعجز عن شغل ولو مقعد في الانتخابات التشريعية بالبلاد.

وحلّ الحزب في المركز الثالث في انتخابات سبتمبر من العام الماضي، وحاز نحو 13% من مقاعد البرلمان الألماني، وحصد 94 مقعدًا بالمجلس، وأصبح أكبر كتلة معارضة في البلاد، باعتبار أن الحزبين صاحبي المركز الأول والثاني، وهما الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي، شكلا سويًا حكومةً ائتلافية بزعامة ميركل، انضم لها حزب الخضر، الذي حلّ رابعًا في الانتخابات.

وينفي الحزب أي صلة له بالحقبة النازية لهتلر، وهو تأسس في فبراير عام 2013، كردة فعل على سياسة إنقاذ اليورو التي تبنتها ميركل، في وقتٍ ينبذ الحزب الوجود الألماني في الاتحاد الأوروبي.