حوار| سارة أبو شعر: منتدى الشباب «الأفضل عالميًا».. والاهتمام بالتعليم ضرورة لبناء قادة المستقبل

سارة أبو شعر مع محررة أخبار اليوم
سارة أبو شعر مع محررة أخبار اليوم

شابة كويتية الجنسية.. تعد أول فتاة عربية تلقي خطاب التخرج فى جامعة هارفارد الأمريكية.. أذهلت سارة أبو شعر العالم بأدائها الواثق وقدرتها على الخطابة، وشاركت في منتدي شباب العالم 2018 الذي أقيم بمدينه شرم الشيخ، وألقت كلمة خلال جلسة «كيف نبني قاده المستقبل؟».. كما ألقت خطابًا مؤثراً في حفل ختام المنتدى أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن النماذج الشبابية المؤثرة.

 

سارة أبو شعر التي تعمل محلل مصرفي في نيويورك، أكدت في حوارها لـ«بوابة أخبار اليوم» أنها تشعر بالفخر لمشاركتها في منتدى شباب العالم، مضيفة أن المنتدى يعد منصة يستطيع الشباب التحدث من خلالها وتوصيل أصواتهم إلى الخارج.. مشيرة إلى أن النزاعات والصراعات التي باتت تحيط بعالمنا تعيقنا عن التقدم والتنمية، وأن الشباب لو حصلوا على الإمكانات اللازمة سوف يصنعون مستقبل أفضل لأوطانهم.

 


 

- سألنها في البداية.. هل تعد هذه زيارتك الأولى لمصر..  وما رأيك بمدينة شرم الشيخ؟

 

في البداية أحب أن أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي لإقامة منتدى شباب العالم على أرض شرم الشيخ للتقريب بين شباب العالم، وهذه ليست المرة الاولى لي بمصر.. فقد زرتها منذ سنين عديدة ولدي أصدقاء كثر مصريين، وأشعر بالانبهار عندما أرى الشباب المصري في أي مكان بالعالم.. فهم لديهم طاقة إيجابية للبناء.


وأضافت: «مدينة شرم الشيخ رائعة واستطاعت أن تكون قد التحدي لاستضافة منتدى عالمي مثل منتدى الشباب.. وحقيقة كانت أنسب مكان لإقامة هذا المنتدى لأنها بالفعل أرض السلام.. والمنتدى فتح ذراعيه ليس فقط للشباب المصري أو العربي لكن لجميع الشباب حول العالم».

 

- ماذا تضمن محتوى خطاب التخرج الذي قمت بإلقائه في جامعة هارفارد؟

 

لقد تخرجت عام 2014 من جامعة هارفارد ودرست الاقتصاد، وفي هذا العام ومن أصل 6000 متخرج تم اختياري لإلقاء خطبة التخرج لأصبح أول فتاة عربية تلقي خطبة التخرج في الجامعة منذ إنشائها، وأطلقت على الخطاب اسم «خطبة الربيع» تيمنا بثورات الربيع العربي، وأهم ما جاء فيه أن الثورة الحقيقة ليست ثورة ذراع لكنها ثورة عقول، وكان هدفي من إلقاء هذا الخطاب هو دفع الـ6000 شاب وفتاة الذين تخرجوا من الجامعة إلى تغيير مجتمعاتهم بالعقل والتفكير خارج الصندوق كما علمتنا هارفارد.

 

- كيف شاركتي في منتدى شباب العالم ؟

 

سمعت عن المنتدى من خلال منظمة بالكويت أنا عضوه بها تحمل اسم «لوياك» وتهدف إلى إيجاد فرص تدريبية مميزة للشباب لتطوير شخصياتهم ومساعدتهم في تحديد مستقبلهم الوظيفي وإعدادهم لسوق العمل، وللكشف عن قدراتهم الإبداعية بهدف خلق جيل من القادة لديهم الفاعلية، وأنا سعيدة للغاية بمشاركتي في أحسن منتدى للشباب رأيته في حياتي وفخورة أنني جزء من هذه المنصة، لسببين: الأول: قيامه بشكل أساسي على الشباب بداية من تطوعهم لتنظيم المنتدى وحتى مشاركتهم بالجلسات، والسبب الثاني: ما رأيته من دعم كبير من الدولة المصرية للمنتدى والمشاركات والتفاعل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزراء مع الشباب، حيث لم يتكفي الرئيس السيسي بالحضور والاستماع للجلسات لكنه أيضا قام بالتحاور مع الشباب ورد على أسئلتهم ودون كلماتهم، وهذا التفاعل أدى إلى توليد شعور عظيم بأن هناك تدابير ستتخذ لأجل تحقيق ما تم الاتفاق عليه في جلسات المنتدى. 


- في رأيك.. ماذا استفدت من المنتدى؟

 

أن النزاعات والصراعات في العالم تعيقنا عن التقدم والتنمية وأن الشباب لو حصلوا على الإمكانات اللازمة سوف يصنعون مستقبل أفضل لأوطانهم وهذا هو هدف المنتدى الذي استطاع كسر الحدود والحواجز بين شباب العالم وخلق منصة للتواصل والتعلم بينهم، وهذه الفرصه إذا كانت متاحة لرؤسائنا عندما كانوا شبابا كان سيصبح العالم أفضل وكنا سنستطيع حل أي مشاكل بيننا بطرق بناءة.

 

- ما الرسائل التي أردت توجيهها خلال المنتدى ؟

 

أردت التأكيد على أن التعليم هو أساس بناء قادة المستقبل، وأن هناك علاقة قوية بين التعليم الجيد وإعداد القادة، فتشكيل القادة لا يتوقف فقط على الأفراد ولكنه يمتد أيضا للمؤسسات، وإذا كنا نحتاج إلى تشكيل قادة للمستقبل فنحن بحاجة للشباب ممن يفكرون خارج الصندوق وبشكل غير تقليدي، وفي بعض الدول هناك نظام تعليمي يعتمد على حفظ المعلومات ولذلك يكون تفكير المواطن تقليدي للغاية، كما يكون هناك إلزاما للشباب بشكل معين من الإجابات، وهذه مشكلة كبيرة في نظامنا التعليمي، والتعليم الجيد يقوم على أن يعلم الجميع أن الطلبة لديهم قدرات مختلفة ويجب توجيه هذه القدرات بشكل مختلف.

 

- كيف يمكن أن نحقق هذا على ارض الواقع لنبني قادة المستقبل ؟

 

التعليم في الوطن العربي مختلف كثيرا عن أمريكا.. أنا أذكر في أول يوم وصلت فيه جامعة هارفارد سأل المعلم سؤال هام كان السبب في تغيير مسار حياتي وهو: «لو هناك حرب بين دولتين.. كيف تستطيع إيقافها ؟».. وعندما رفعت يدي للإجابة أوقفني وقال لي قولي إجابتك إلى الرئيس وانبهرت عندما نظرت عند الباب لأجد أمامي رئيس دولة الإكوادور ينظر لي وينتظر سماع إجابتي، وهذه كانت نقطة التحول في شخصيتي فهذا الموقف أعطاني القوة لأستطيع تحقيق طموحي والقدرة للتغيير في مجتمعي، ولم أشعر بهذا الشعور إلا عندما رأيت الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزراء يجلسون بالقاعة ليستمعوا إلى الشباب ويناقشوهم، وهو الأمر الذي يعطي دافع قوي لكل الشباب أن يصبحوا مؤثرين في بلادهم، وهذا هو الشق الأول من التعليم الذي لابد من تحقيقه.

 

والشق الثاني أن معظم الدول النامية لديها نظام موحد لقياس قدرات الطلاب مما يقلل من فرصهم لإظهار مواهبهم وقدراتهم، وهنا تستحضرني مقوله مأثورة تقول إن حكمت على السمكة بقدرتها على تسلق الشجرة لظلت طوال حياتها تظن أنها غبية وفاشلة، وهذا ما يفعله نظام التعليم الموحد فهو يخلق مشكلة للطالب ويشعره بالاختلاف وأن إظهار مواهبه لن تفيده في مساره التعليمي.

 

والشق الثالث في التعليم أننا لا نستطيع أن نبني قادة المستقبل بدون معلمين، فلا يوجد قادة عظماء بدون معلمين أعظم، لذلك لابد من تعظيم دور المعلم وجعل التعليم مهنة تستقطب الكفاءات الذين ينظرون للمهنة بدنيوية، لأنه في حالات كثيرة تكون ظروف المعلم  وإمكانياته أضعف من الطالب وبالتالي لا نستطيع أن نأتمنهم على مستقبل الشباب الذين يمثلون المستقبل، لابد من التأكد من أن هؤلاء هم الأفضل لبناء مستقبل الشباب. 

 

أما الشق الاخير في عملية التعليم، أنه لابد من نشر ثقافة التنوع، لأنه في الدول النامية نجد المدارس مقسمة وفقا للطبقات الاجتماعية والدينية، والغريب أن هذه الدول تتكون من كل هذه الفئات لذلك لابد من تعليم الشباب منذ الصغر كيفية التعامل مع كل هذه الفئات حتى تكبر معهم ثقافه تقبل الآخر، والعديد من الشباب حول العالم شغوف ولديه طاقه ويريد تغيير العالم لكن لا يجد فرصة لتسخير هذه الطاقة. 

 

وإذا أردنا الحديث حول إعداد قادة المستقبل فلابد من تنظيم منتديات مثل هذا حتى نخلق لدى الشباب الشعور بأنهم يستطيعوا تغيير المستقبل، وهذا الكلام ينطبق على المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة الذين سعدت جدا بمشاركتهم في منتدى شباب العالم، فإذا أردنا أن نخلق مستقبل للجميع علينا إشراك الجميع في التحضير له.

 

- كيف يمكن أن يصبح لدينا جامعة عظيمة مثل هارفارد؟

 

من الصعب إعادة بناء نفس المكان في بلد أخرى، ولماذا يكون لدينا جامعة مثل هارفارد فيما يمكن أن يكون لدينا أفضل منها بكثير، وعندما أنظر للشباب المصريين أنبهر لما أراه فهم لديهم القدرة والإمكانيات لبناء أفضل صرح تعليمي ويستطيعون تحقيق كل أحلامهم وتخطي الصعاب والإخفاقات، والإحصائيات العالمية لا معنى لها أمام ما يريد الشباب أن يحققه، وأنا أؤمن في حياتي أنه يمكن لأي إنسان تحقيق ما يريد بالجد في العمل. 

 

- كيف يمكننا بدون توحيد نظام التعليم أن نرفعه ليصبح تعليم عالمي؟

 

يمكننا تحقيق ذلك إذا وحدنا قوتنا ووجهنا نظرنا لشباب العالم أجمع وهم ما قامت به مصر بالفعل عندما بدأت فى تنظيم منتدى شباب العالم منذ العام الماضي، كما لابد أن يعتمد أي تعليم على الاهتمام بإخراج مواهب الشباب وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم، فتوحيد نظام التعليم لا يطلق مواهب الشباب بل يدفنها. 

 

- كيف نستطيع الاستفادة  من العلماء المصريين في الخارج لبناء قادة المستقبل ؟ 

 

العلماء المصريين فى الخارج أصبحوا أمثلة يحتذي بها المصريين، ونجاحهم له دور قوي في تشجيع الشباب على إخراج كامل طاقاتهم ومواهبهم والبحث عن أفضل الفرص لبناء مستقبلهم وتغيير بلدهم، لذلك لابد من من خلق حلقة وصل بينهم وبين الشباب من أجل تبادل الخبرات.

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي