حوار| د.هاشم بحري: لدينا ٢ مليون مريض عقلي لا توجد لهم مستشفيات أو عيادات وأدوية

جانب من الحوار
جانب من الحوار

- الدين بالنسبة للإخوان سلطة وليس إيماناً.. والشعب رفض لعبتهم
- لم نشهد تعليما حقيقيا منذ خمسينيات القرن الماضي
- الإعلام الورقي الأكثر استقراراً والمرئي فقد بريقه
- الدراما النفسية أساءت للمرضى.. والعنف في الأفلام خلق رد فعل عكسيا


العنف بكل صوره سلوك يرفضه العقل لكن هذا الرفض اقترن بحالة قلق شديد لدى الكثيرين وهم يتابعون ما ألم بعض الأسر المصرية من جرائم صادمة دفعت البعض أن يصفها بالظاهرة وهذا ما رفضه بشدة د.هاشم بحرى رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر موضحًا أنها ليست إلا جرائم يرتكبها مرضى العقل، ويؤكد على أن ما يعانيه مجتمعنا شيء طبيعى لأن الثورات تحدث تغييرًا فى الشكل المجتمعى، ويستنكر د.هاشم ما تقدمه الدراما من تعميم لتجربة العنف والتى أهانت قيمنا المجتمعية وخلقت عقلًا باطنًا جديدًا لا يرفض العنف.. وإلى نص الحوار:

> من خلال متابعتك فى الآونة الأخيرة لبعض الجرائم التى حدثت داخل بعض الأسر المصرية هل نستخلص منها أن هناك تغييراً طرأ على مجتمعنا؟
- شىء طبيعى أن يحدث هذا بعد الثورات - وهنا لا أتحدث فقط عن ثورتى 2011، 2013 بل من بعد ثورة 1952 - لأن الثورة تحدث تغييراً فى الشكل المجتمعى فنحن كان لدينا مجتمع راس على الملكية ثم تحول إلى الجمهورية، شيء آخر عبد الناصر عندما جاء أزاح العائلة الملكية وكل رئيس يأتى يزيح تاريخ وتراث من سبقه ليكون هو فى المقدمة.. هذه التغيرات العنيفة التى تحدث تجعل المجتمع غير مستقر ودائماً عدم الاستقرار يؤدى إلى العنف إذن العنف سببه الإحساس بأن الأرض ليست ثابتة مما يتولد عنه شعور بعدم الراحة التى يتولد عنها شيء اسمه الغضب، هذا الإحساس بالغضب يخرج من الإنسان على هيئة عدوان والعدوان شقان: شق هو عدوان على الناس فنرى العنف فى الشارع، والشق الآخر هو الاعتداء على النفس فنرى تزايد معدلات الإدمان.. إذن الأمور تسير بشكل تسلسلى.
> هل من الممكن تحديد فترة زمنية حتى نتجاوز فيها هذه المرحلة المضطربة؟
- حسب الإحساس بالاستقرار فكلما استقرت الأمور وبدأ الشعب يشعر بالأمان نستطيع أن نقول إننا نقترب مثالاً : هناك أسرة فيها الأب والأم طوال الليل والنهار يتشاجران، بالتالى الأولاد سيشعرون بالإحساس بعدم الأمان فيصبحون أولادا تسيطر عليهم العصبية.
سامسونج بنى سويف
> وماذا عن قراءتك للمؤشرات من حولنا اليوم؟
- على الأقل نحن نشعر بالاستقرار الأمنى وهذا أهم شيء فلم تعد سيدة تخاف من النزول إلى الشارع فى وقت متأخر من الليل وأظن أننا لم ننس صور الشباب فى اللجان الشعبية وهم يمسكون بالطوب والعصى ليحموا منازلهم، أكيد هناك معدل أمان أعلى وأكيد هناك مشاريع أحسن وأكيد لدينا تنبؤ بالصناعات. أنا لست ممن يقتنعون بمشاريع البترول والغاز وهذا ليس لأنها كذب بل هى حقيقة لكن إذا عرفنا أن شركة سامسونج فى كوريا حققت أرباحا قدرها 324 مليار دولار خلال السنة الماضية بمعنى أن شركة واحدة تجاوزت كل دول الخليج إذن الصناعة هى الأساس فتحويل دولتنا إلى دولة غير مصدرة للخامات بل مصدرة للصناعة هذا هو الذى سيحدث فارقاً كبيراً معنا وأنا لدى عشم فى ذلك خاصة وأن شركة سامسونج أنشأت أول مصنع لها فى محافظة بنى سويف وهذا معناه أن مصر بدأت تدخل فى مجال صناعة وتجارة الإلكترونيات.
> فى عهد سابق كان الحديث يدور حول أن المجتمع يحتاج إلى مشروع قومى يلتف الشعب كله حوله اليوم ونحن نعايش إنشاء عدد كبير من المشاريع القومية العملاقة إلا أننا لم نلحظ اتفاقا جمعيا حولها.. فلماذا؟
- هنا لابد أن أشير إلى مقالة كتبتها مؤخراً السيدة جيهان السادات جاء فيها أن أكثر شخص يواجه صعوبات فى الرئاسة منذ أيام الملك حتى اليوم هو الرئيس السيسى لأن زمان لم يكن موجود هذا الكم الكبير من وسائل التواصل الاجتماعى المليئة بالكذب والشائعات والناس فرحانة وهى تتناقل تلك الشائعات بينها ومن هؤلاء الناس حملة شهادات عليا وماجيستير ودكتوراة.
صراع السلطة
> إذن ما تحليلك لهذا الكم المخيف من الشائعات والذى وصل إلى 21 ألف شائعة فى ثلاثة أشهر؟
- نحن نعيش فى دولة سلطوية وذلك من أيام الحكومة المركزية فى عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا بمعنى أن الحكم فى المركز والأوامر تصدر إلى من فى الأسفل هذا النظام دائماً ما نجد فيه ما يسمى بصراع السلطة، أى كل من يريد أن يصل إلى درجة أعلى لابد أن يدفع من أمامه فى السلطة ليحل محله. الناس كى تكبر فى مكانها لابد أن تشعر بالاستقرار فتحصل على وظيفة جيدة وتتزوج زيجة جيدة ويكون لديها مرتب جيد، هذا المفهوم للاستقرار ليس موجودا فالنتيجة أن الناس «تتخانق» مع السلطة، أى الحكومة وبالتالى أى كلمة تقال على الحكومة يصدقونها لأنهم غير مستقرين وهذا ليس ذنب الحكومة الحالية ولكن ذنب حكومات سابقة جعلتنا نعيش الوهم.
> ولماذا نعانى من ظاهرة كثرة التشكيك والتخوين؟
- بسبب عدم الأمان والشعور بالخوف وعدم الثقة فى القدرات الشخصية. مثالاً: من الأمور الكوميدية فى امتحانات شهادة الدكتوراه عند الأساتذة أنهم لا يحبون أن ينجحوا الطلبة حتى لا يأخذوا منهم رزقهم لأن الحاصل على الدكتوراه سيفتح عيادته الخاصة التى يعتبرونها منافسة لعيادتهم وهذا الخوف نتيجة الغباء لأن الأستاذ عندما يكبر الطالب ليحصل على الدكتوراه هو ثابت فى مكانه لا يتحرك وينسى أنه يكبر علمياً فلا يحضر مؤتمرات ولا يتابع ويقرأ الجديد فى مجاله وبالتالى هو يخاف من تلميذه حتى لا يأخذ منه الزبون.. الخوف هنا نابع من عدم الأمان وهذا ليس معناه أنه لا يوجد أمان بل لأنه « خايب «.
تلكيكة الحالة الاقتصادية
> ما مدى مسئولية ظروف الحياة الاقتصادية على ما نراه من سلبيات وجرائم فى مجتمعنا اليوم؟
- لا شك أن الحالة الاقتصادية لها تأثير فهى تجعل الإنسان متوترا وفى علم النفس لدينا شيء اسمه « الإسقاط « وهو إحدى الوسائل الدفاعية النفسية غير الناضجة بمعنى إذا سألنا موظفا كسلان لماذا لا يعمل يردد أن مديره سيئ!.. ثم منذ متى كانت مصر دولة ثرية إلا فى عهد الفراعنة والدليل المعابد الفخمة التى رأيناها غير ذلك ففلاحو مصر طول عمرهم فقراء وغلابة وإلا متى رأينا الفلاح يركب مرسيدس حتى نردد دائماً كلمة الحالة الاقتصادية!
> من وجهة نظرك ما الذى ينقص مبادرة بناء الإنسان المصرى حتى يتحقق الهدف المنشود منها؟
- بدون تعليم وصحة لن يكون هناك أى بناء للإنسان وبالتالى لن تكون هناك دولة قوية.
ثقافتنا مستوردة
> كيف ترى الجهود المبذولة من قبل د.طارق شوقى للنهوض بالمنظومة التعليمية؟
- خطوة أولى على الطريق الصحيح.. للأسف كل من سبقوا د.طارق شوقى وزير التعليم من القائمين على العملية التعليمية خلقوا مساحة من الزمن من الخمسينيات إلى اليوم بدون تعليم حقيقى. كل الأجيال السابقة كبرت على ما ورثته من الآباء والأمهات أما اليوم فنحن نصنع جيلاً يتعلم وهذا لن تظهر نتائجه لنا إلا بعد عشر سنوات. الذين يقودون الثقافة اليوم فى مصر إما ادعياء ثقافة أو أناسا تلقت تعليمها فى الخارج ورجعت إلى مصر، لا يوجد أحد فى مصر مثقف والدليل إذا انتقدناه يغضب. المثقفون فى مصر قليلون جداً وأغلبهم تعرض لثقافات غريبة وليس من التعليم المصرى إلا نادراً جداً وتكون أصوله أسرة تعشق الثقافة والأدب فقامت بتعليمه.. كل من أوقع نظام التعليم فى مصر افترى على الشعب المصرى وعلى التعليم.
ليست ظاهرة
> جرائم الأسرة المصرية تصدرت المشهد الإعلامى فى الآونة الأخيرة فما تفسيرك لها خاصة أن البعض ذهب إلى تسميتها بـ «الظاهرة»؟
- هذه أمراض عقلية بمعنى نحن لدينا جريمتان كبيرتان فى الأسر المصرية واحدة هى قتل أفراد الأسرة والثانية هى زنا المحارم وهاتان الجريمتان موجودتان فى شكلين فقط أحدهما الأمراض العلقية والآخر الإدمان بمعنى أن من يقتل أباه أو أولاده إما هو مريض عقلى وللأسف هذه نسبتها عالية فنسبة الأمراض العقلية إحصائياً ثابتة على مستوى العالم كله من 1 إلى 2 % وليس لها تعديل لكن متى تزيد النسبة ؟. عندما يزيد عدد السكان بمعنى 1 % فى 100 مليون عدد الشعب المصرى هو مليون لكن الرقم زاد وأصبح لافتاً ولكنه لا يتعد أن يكون ظاهرة لأمرين أولا : أن مجتمعنا يرفض هذا النوع من الجرائم فإذا سمعنا أن أبا قتل ابنه، هذه جريمة مفزعة فى مصر حتى لو كانت جريمة واحدة وليست ظاهرة مجتمعنا المصرى يقدس الأبناء والدليل أننا أجرينا بحثا فاكتشفنا أن أكثر شيء يسعد الآباء والأمهات أن يكون أولادهم سعداء وأكثر شيء يحزنهم أن يكون أولادهم تعساء فجريمة أو جريمتان من هذه النوعية تبدل حال الشعب، ثانيا: أن هذا النوع من الجرائم سببه أن المخدرات والإدمان زادا كالأمراض العقلية الإثنان يفقدان الإنسان القدرة على التفكير فيتصرف الإنسان وكأنه حيوان وفى رأيى الحقيقة أنا أراه أقل من الحيوان لأنه لا أحد يستطيع أن يأخذ قطة رضيعة من أمها لكن أبا يقتل أولاده تدل على أن المخدر ضيع عقله جداً وأصبح كالمريض العقلى فاقد الأهلية.
> وما السبب فى ارتفاع معدلات الانتحار؟
- هذه لا يمكن أن تكون ظاهرة فى مجتمعنا المصرى أنا أرى حالات مرض عقلى كثيرة جداً وكلهم يتحدثون على أنهم متعبون جداً لكنهم لا يفكرون فى الانتحار فهم لا يريدون خسارة الدنيا والدين فمن وجهة نظرهم أنهم لم يعيشوا دنياهم ولكنهم يرفضون فكرة الموت كفراً وبالتالى المصريون لا يحبون الانتحار.
المنتحر مسئولية أسرته
> وما تفسيرك لتعدد حالات الانتحار تحت عجلات مترو الأنفاق؟
- جرائم الانتحار تختلف من رجل إلى امرأة فالمرأة بطبعها رقيقة تختار الانتحار عن طريق ابتلاع أقراص الدواء، أما الرجال فجرائم انتحارهم قوية وعنيفة إما باستخدام المسدس أو بإلقاء نفسه تحت عجلات وسائل النقل. عموماً المنتحر فى رأيى أنه قد وصل إلى مرحلة اكتئاب عقلى فظيعة وبالمناسبة قرار الانتحار معناه أن صاحبه قد وصل إلى أقصى درجات اليأس فى حياته ولا يجد مساعدة والمسئولية هنا تقع على الأسرة لأن لا يوجد منتحر إلا وقد بلغ أسرته فهو يعطى بيانات طول الوقت قبل انتحاره بأسبوعين أو ثلاثة.. مثل ( مافيش فايدة، نفسى أموت.. ) لكن لا أحد ممن حوله يعيره انتباها فيتأكد أنه لا يوجد أمل فيقدم على الانتحار.
> وماذا عن الإلحاد؟
- رأيى أن فى مصر توجد موجة وهى الظاهر أم الباطن والظاهر أصبح مخادعا جداً فنحن نرى من خلال الدواعش والإخوان أنهم يرتدون عباءة الإيمان والدين ولكنهم فى الحقيقة يكفرون المجتمع كله وأكثر شيء جعلنى انقلب شخصياً على الإخوان أنهم يقولون إننى لست مصرياً لست مسلماً وواحد « متخلف علقياً «: يقول «اللهم أمتنى على دين الإخوان « الدين بالنسبة لهم سلطة وليس إيمانا هذا الذى جعل الشعب يكفر باللعبة كلها فبما أن هناك استغلالا للدين إذا معناه أن هؤلاء يلعبون فى الدين بالتالى أصبح هناك رفض لهذا الدين وخصوصاً أن الذين يسبونهم طوال الوقت ويتهمونهم بالكفر أحسن منهم ومتقدمون فهم من قال فيهم الإمام محمد عبده:»وجدت فى أوروبا مسلمين بلا إسلام ووجدت فى بلدى إسلاما بلا مسلمين».
المتطرف.. مريض عقلى
> ما الشيء الجاذب فى مشهد حرق إنسان وذبحه ليجعل شابًا يتطرف؟
- هذا الشاب مريض عقلى بحت وبالأمس القريب جاءتنى سيدة منتقبة تحدثنى عن ابنها الذى يبلغ من العمر 17 عاماً وهم عائلة مصرية تعيش فى السعودية وعن طريق الإنترنت تم تجنيد ابنها وقبل عودتهم إلى السعودية قبل الابن أمه وأخته وترك لهما رسالة بأنه سيذهب ليستشهد عن طريق تفجير نفسه المهم نجحت الأسرة فى التوصل إليه وتحدثوا معه واتفقوا جميعاً على السفر إلى السعودية ولكن تم القبض عليه فى المطار بناء على معلومات.. المهم أن هذا الولد مريض عقلى وأسهل شيء فى الدنيا أن نضحك على مريض عقلى.. سبق أن ذكرت أننا لدينا 2 مليون مريض عقلى فى مصر هذا العدد يحتاج مستشفيات وعيادات وأدوية والثلاثة غير موجودين.. هذا العدد يحتاج على الأقل 50 ألف سرير فى المستشفيات الحكومية عدد السرائر 4 أو 5 آلاف سرير فقط ولا توجد عيادات سوى القليل من العيادات (الهلكانة).. ولا توجد أدوية نهائى وعندما نعلن عن التبرع بأموال الزكاة للمستشفيات النفسية الناس تضحك علينا على الرغم أن المسألة خطيرة كما أننا لدينا أيضاً نقص كبير جداً فى الأطباء وفى التمريض وفى المتخصصين فى علم النفس وعلم الاجتماع بالتالى هؤلاء المرضى لا يتلقون أى علاج ومن ثم يسهل الضحك عليهم.
> ما هى صور المرض النفسى فى مصر؟
- المريض النفسى يأتى إلينا على هيئة ثلاث صور: إما يعانى من اضطرابات جنسية كالذى يشك فى زوجته، أو اضطرابات دينية كالذى يعتقد أنه المهدى المنتظر، أو اضطرابات سياسية كالذى يقول عن نفسه إنه كمال أتاتورك.. أكثرهم الذين يعتقدون أنهم المهدى المنتظر وهذا لأننا مجتمع دينى وهذه النوعية طريقة إيقاعها بأنه لن يستطيع أن يتحدث إلى الناس كلها ولكنه إذا فجر نفسه خلايا جسمه ومسامه ستطير فى الهواء فيستنشقها الشعب وبالتالى الدعوة التى يحملها ستصل إلى الشعب بأكمله !
الدين ليس كهنوتًا
> ونحن مازلنا فى إطار الحديث عن تجديد الخطاب الدينى هل ترى خطوات تمت بشأنه؟
- لا أرى شيئاً لأن رجال الدين يرون فى الدين أنه كهنوت أى ممنوع الاقتراب أو التصوير وبالرغم من أن هناك برامج تهاجم الكثير من الأئمة الكبار وناقلى الحديث ومفسرى القرآن وهذا وارد لأن التفسير كان من عدة قرون وكان له وجهة نظر ونحن لنا وجهة نظر مختلفة وأقصد أن التفسير السابق يكون له تعديل الآن فالرؤية منذ 500 عام أو أكثر غير الرؤية اليوم.. فتكون النتيجة أن من يهاجم غير مؤمن بالله والأمر عكس ذلك لأننا لا نتحدث فى العقيدة الإسلامية بل نتحدث فى الشريعة التى هى تفسيرنا للعقيدة.
> من المشاكل التى تعانى منها الأسر المصرية زيادة معدل الطلاق فما تحليلك لهذه الزيادة؟
- أسباب الطلاق كثيرة لكن نحن لدينا مشكلة اسمها عدم الإعداد والذى يعجبنى فى الكنيسة المصرية أنها تعد الشاب والفتاة للزواج لترى هل هما مناسبان لبعضهما البعض أم لا. الفتاة تريد فى العريس أن تكون شخصيته مكملة لشخصيتها هكذا ينجح الزواج لكن هل الفتاة فى الأصل تعرف ما هى شخصيتها ؟..لا، هى تختار عشوائيا وبالتالى يحدث الخلاف عشوائيا. أغلب زيجات مصر تستمر لأسباب العشرة والأولاد فقط.
> ما تقييمك للإعلام اليوم بشتى صوره وهل تراه يؤدى دورا فعالا ؟
- الإعلام أيضاً يعانى من عدم الاستقرار لكن المستقر الوحيد فيه هو الإعلام الورقى أما القنوات التليفزيونية فلقد رأينا كثيرا من مقدمى البرامج يتنقلون بين القنوات ثم اختفوا لأنهم هم فقدوا البريق هم قاموا بتهييج شديد للمجتمع وكل واحد منهم يتحدث على أنه الوحيد الذى يحب مصر غير مدركين أن نبرة الصوت العالية دائماً مزعجة.. الثورة انتهت - كما قال الشيخ الشعراوى - إذن لنبحث عن حلول لكن هم مازالوا يعيشون فى الثورة بالتالى الناس لفظتهم ويبدو أن الأمر كان صعبا عليهم فتنقلوا بين القنوات فى النهاية اكتشفوا إنه لا فائدة وما سمعته أنهم أقيلوا كلهم وفى رأيى أنهم من أقالوا أنفسهم.
رد فعل عكسى
> وماذا عن الدراما المصرية وخاصة الدراما النفسية وتأثيرها فى المجتمع؟
- بعض منها كان جيدا ففى رمضان الماضى كان هناك 3 أو 4 مسلسلات جيدة وهادفة وكانت بها كوميديا مثل مسلسل أكرم حسنى. أما بالنسبة للدراما النفسية فعندما كان صفوت الشريف وزيراً للإعلام اتصلت بمكتبه وقلت لهم اسخروا من الطبيب النفسى فمنهم فعلا أطباء مرضى كما تريدون فلا أحد سيغضب لكن لا يصح السخرية من المريض النفسى يجب ألا نظهر المريض وهو يضع على رأسه «كسرولة» وملابسه ممزقة وغيرها من المشاهد التى تزعج أهله فتجعلهم لا يريدون رؤيته بسبب سخرية الشارع الشديدة منه أو يخافون أن يذهبوا به إلى الطبيب لعلاجه بسبب السمعة.. لقد أهانوا الطب النفسى جداً وأساءوا للمرضى النفسيين بطريقة فظيعة لقد كانت الناس تحنو عليهم أصبحت اليوم تضربهم بالطوب. هناك أيضاً الدراما التى تحض على العنف فنجد كل الأبطال تجار مخدرات أو يمسكون بالسيوف بدأها بأحمد السقا فى إبراهيم الأبيض ثم محمد رمضان.. ما هذا الكم من الدماء.. حتى لو كانت هذه المشاهد موجودة فى المجتمع فلنلمه ولكن يجب ألا يكون هو القدوة، هذه المشاهد انعكست على وسائل التواصل الاجتماعى فرأينا الأولاد الصغار يمسكون السيوف ويرقصون بها فى الشوارع. ما الذى ندرب الشعب عليه ولا أحد يقول لى إن هذا هو الموجود فى الشارع هذا افتراء فى حق الشعب المصرى وإهانة لقيمنا المجتمعية ثم إن تعميم التجربة هو خلق لعقل لاواعى جديد لا يرفض العنف. ثم أين المنافسة؟ نحن اليوم نرى منافسة بين السبكى وأحمد السبكى لا ثالث لهما!
> أخيراً ما هى الروشتة التى تصفها للشعب المصرى لتعينه على مواجهة التحديات الراهنة؟
- التعليم ثم التعليم. التعليم يؤدى إلى الفكر النقدى والفكر النقدى هو الذى يعرفنى كيف أحدد أهدافى وكيف أصل إليها وكيف أتغلب على العقبات حتى أصل لهدفى وكيف أرى الخبرات السابقة وأتعلم منها ومن ثم كيف أخطط للمستقبل.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي