حكايات| «ليست كلها حزينة».. 4 قصص للاجئين ابتسمت لهم الحياة من جديد

اللاجئين
اللاجئين

«مابيا، عبادة، جيرير، نديبا».. 4 أشخاص اجتمع «الذعر والقلق، والذل والمهانة، والقهر والعنف» في تشكيل حياتهم، فلم يكفهم ذل اللجوء لبلد غريب فزادتهم الحياة ذلا إلا أن كل قصص اللاجئين ليست حزينة فبعضهم ابتسمت له الحياة مرة أخرى.. ومنهم هؤلاء الأربعة.

 

بعضهم فر من بلاده وظل عام كامل يحاول اللجوء لبلد جديد لم يمنح له إلا بعدما أصبح بطلا يتحدث عنه الجميع، وأخرى اختطف بناتها في بلد لا يعود فيه المختطفين أبدًا إلا أنهم عادوا لها مرة أخرى، فكان الإيمان والأمل هو دافعهم للمواصلة.. هم من جعلهم أصحاب قصص تستحق الحكي.

 

يتيمات الروهينجيا الأربعة

 

«مابيا».. من بين الفتيات اللاتي يعشن في مخيم «كوتوبالونج» في بنجلاديش، وتولت مع شقيقاتها بمفردهن شئون العائلة بعد أن فقدن والدهن الذي اعتقل في ميانمار.

 

وكعادة الشقيقة الكبرى كانت «مابيا» ذات الـ17 عاما صاحبة القرار المصيري بالهروب من ميانمار إلى مخيمات اللاجئين، وأصرت على اصطحاب شقيقاتها الثلاثة معها.

 

وقالت «مابيا» في حديثها لموقع المفوضية السامية لشئون اللاجئين «وقتها كنت مسئولة عن عائلة كاملة.. عبء ثقيلا ملقى على كتفي.. لا أتحكم في مصيري أنا فقط ولكن مصير شقيقاتي الثلاثة أيضًا».

 

وأشارت إلى أنها لم تجد سوى كتف شقيقتها الصغرى «شمشيدا» ليحمل رأسها الذي أثقلته هموم التفكير، والدموع التي لم تُمسك بها وهي تؤكد لها بأن مستقبلهم سيكون أفضل وسيجدون مسكن وحياة تعوضهم عما رأوه في بلادهم.

 

وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة عند حديث «مابيا» لشقيقتها.. فبعد يوم واحد فقط تعرفت الشقيقات الأربعة على «نور باهار» وهي لاجئة أيضا ولكنها متطوعة بالأمم المتحدة في قطاع تحديد اللاجئين الذين يحتاجون للدعم.

 

وعرضت «باهار» الشقيقات الأربعة على إدارة المفوضية، التي وفرت لهم المسكن الملائم بالإضافة إلى فرص التدريب أيضا.

 

وقالت «مابيا» في نهاية حديثها «الآن أنا أشعر بالأمان.. الحمد لله».

 

«عبادة».. بطل سوري في اليونان

 

«عبادة النصار».. لاجئ سوري لو كان يعيش في أي بلد مُستقر لأصبح مهندسًا مرموقًا، إلا أن الحرب في بلاده جعلته مُنقذ مُحترف ظل عام كامل يسعى للحصول على الاعتراف به كلاجئ في اليونان.

 

بدأت قصة عبادة كعادة أغلب اللاجئين عندما قرر النجاة بحياته، وأثناء عبوره إلى جزيرة ليسفوس اليونانية كاد قاربه أن يغرق، إلا أن حرس السواحل اليوناني أنقذه في اللحظات الأخيرة.

وبعد وصوله لليونان، تدرب للعمل كمنقذ، وأصبح متطوع مع منظمة «لايف غارد هيلاس»، وهي من أوائل المنظمات التي شاركت في عملية إخماد أحد الحرائق الكبرى الذي شب بأحد المنتجعات الشاطئية اليونان واستمر لأيام.

 

وشارك عبادة بالبحث عن الأشخاص الذين فقدوا في البحر خلال الحريق، وأشادت وسائل الإعلام اليونانية بدور اللاجئ السوري في عملية الإنقاذ، ومنحته اليونان حق اللجوء بعد عام كامل من المحاولة.

 

وتحديات «عبادة» لم تقف عند حافة الفوز بحق اللجوء، وكان عائق اللغة ثاني شيء يقهره البطل السوري، ودفعه التمسك بأمل البحث عن حياة  جديدة لإتقان اللغة اليونانية في وقت قصير، وبدأ في الاندماج وسط المجتمع اليوناني.

 

وقال عبادة « رغم رحيلي.. ورغم قيامي بوظيفة لا تتطلب أي مهارة.. إلا أن سوريا لازالت ببالي».

 

«جرير».. الحالم بوطنه

 

جميع اللاجئين يبحثون عن جنسية بلد جديدة تمنحهم حياة غير التي فقدوها في بلدهم الأصلي، إلا أن الوضع مُختلف قليلا بالنسبة «جيرير»، فكل آماله هي الحصول على جنسية بلده الأصلي.

 

«جيرير» البالغ من العمر 24 عام، وُلد لأبوين أرمنيين في جورجيا، غادرت عائلته إلى روسيا بحثاً عن فرص أفضل، مما جعله لا يتمكن من الحصول على الجنسية بسبب جوازات سفر عائلته السوفيتية القديمة، ومع تفكك الاتحاد السوفيتي بعد ولادته بوقت قصير، وعندما عاد إلى جورجيا، أدرك بأنه من عديمي الجنسية وقد شعر بحالة من القلق والذعر.

وعلي الرغم من اعتماد جورجيا لقانون الجنسية، واعترافها بالمقيمين فيها كمواطنين جورجيين، إلا أنه لم يستطع إثبات وجوده، بسبب عدم وجود سجل لولادته.

 

وفي عام 2015، تغيرت حياة «جيرير» بعدما قدم طلب ليتم الاعتراف به كعديم الجنسية، وفي عام 2017، تمكن من الحصول جنسية جورجيا والتي تم تأريخها بنفس سنة مولده 1993.

 

وقال «جيرير».. «أخيراً أشعر بالأمان.. أشعر بأني موجود».

 

«نديبا كايتي».. نور الأمل يضئ ظلامها

 

مع تفاقم أزمة النزوح في الكونغو الديمقراطية، تفقد العديد من الأمهات العديد من صغارهن، اللاتي يتعرضن للخطف والقتل، وفي بعض الأحيان الاغتصاب أيضا.

 

وكانت «نديبا كايتي» الأكثر حظًا بين لاجئي الكونغو فبعد اختُطاف بناتها الخمسة، واحتُجازهن لخمسة أشهر في الغابة، حرمن فيها من الطعام وتعرضن للضرب والاعتداء، إلا أن القدر كان يخبئ لها الأمل من قلب المأساة.

 

ففي ظل محاولات بائسة للعثور على بناتها، تمكنت من خلال مساعدة مجموعات الإغاثة، بالتفاوض لإطلاق سراحهن، ووصفت حالتهن عندما عُثرت عليهن، بكونهن هزيلات وأرجلهن تغطيها الجروح، وعيونهن مليئة بالحزن، ولكن أبدت سعادة عارمة، وحالة من الرضا رغم هيئتهم المفُزعة عند عودتهم، حيث بررت حالة الرضا بأن أغلبية المختطفين لم يعودوا أبدا.