«الأمير المتمرد».. حكاية ملكية على المحك في عهد وريث عرش بريطانيا

الامير تشارلز
الامير تشارلز

إن نجح في خلافة والدته الملكة إليزابيث، فسيكون تشارلز الرجل السبعيني أكبر ملك متوج في تاريخ التاج البريطاني، ليبدأ وقتها الملك الجديد مرحلةً في حياته يقول عنها توم باور، أحد مؤلفي سير العائلة الملكية، إن الملكية البريطانية وقتها ستكون عرضة للخطر، في كتابه الجديد "الأمير المتمرد".

 

وريث العرش
وريث عرش بريطانيا، الذي أجرى جولةً أفريقيةً هذا الأسبوع استهلها من جامبيا واختتمها في نيجيريا، أقر خلال زيارته لغانا، بأن بريطانيا لعبت دورًا في تجارة العبيد، ووصف الأمر بأنه من الفظائع المروعة التي تركت وصمة لا تمحى في التاريخ.

 

وكانت بريطانيا قد ألغت تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي عام 1807، بيد أن الأمر استغرق عشرات السنين لتحقيقه، وهو ما دفع ثمنه الغانيون، الذين قبعوا تحت الاستعمار البريطاني حتى عام 1957، حينما نالوا الاستقلال.

 

تصريحٌ كهذا للأمير تشارلز قد يحمل سماحةً منه تجاه الأفارقة، لكنه في الوقت ذاته قد يواجه انتقادات بسببه في بريطانيا، فدائمًا ما كانت آراؤه فيما يتعلق بالعديد من القضايا مثل التغير المناخي والدين والطب البديل والمعمار لا تلقى كثيرا معاملة غير محببة للبريطانيين.


رأي توم باور
توم باور يقول إن الأمير تشارلز الذي يصفه بـ "المتمرد"، سيواجه معركة لكسب تأييد البريطانيين وقد يعرض الملكية ذاتها للخطر إذا لم يهدئ من آرائه الحادة عندما يصبح ملكًا في نهاية المطاف.


ونشر توم باور كتابه "الأمير المتمرد"، وهو سيرة غير معتمدة للأمير تشارلز، في وقتٍ سابقٍ هذا العام، ذكر خلاله أن تشارلز تمرد حتى على والديه، وتجلى ذلك في إنهاء علاقته مع الأميرة الراحلة ديانا وإعلان علاقته مع الأميرة كاميلا، زوجته الثانية.

 

وأضاف باور في حديثٍ لوكالة "رويترز"، "الأمير تشارلز لديه رؤية عن العالم ويريد فرضها، لذلك فهو بكل الأشكال لا يتوافق مع التوقعات وهذا ما يجعله متمردًا"، حسب قوله.

 

وأشار باور، الذي استندت السيرة التي كتبها إلى لقاءات مع 120 شخصًا منهم بعض من عملوا عن كثب مع العائلة المالكة حسبما يقول، إلى أن الأمير ملتزم بقضايا مثل حماية البيئة لكنه شخص لا يقبل النقد، مضيفًا أنه يحرص بشدة على انتقاد الآخرين لكنه لا يتحمل من يتحدونه.

 

وتابع قائلًا "إن الأمير ذكيٌ وطيب القلب وحساسٌ، لكنه محب لحياة البذخ وقد يهدد بعنده المؤسسة ذاتها، لكنه استطرد وقال: "أعتقد أن تشارلز سيحاول جاهدًا أن يكون ملكًا جيدًا".


ويبقى السؤال الذي يطرحه توم باور وهو "كيف سيتصرف تشارلز حينما يصبح ملكًا، هل سيتخلى عن العديد من خصاله التي ظهرت على مدى 20 أو 30 عاما مضت؟".

 

رد تشارلز
من جانبه، أجرى الأمير تشارلز مقابلةً  نشرتها مجلة فانيتي فير هذا الشهر، ليرد على كل ما أُثير تجاه من انتقاداتٍ، فقال: "أتذكر حين كنت مراهقًا كيف كنت أشعر بكآبة شديدة حيال هذا الهدم المروع في كل وجه من أوجه الحياة".
وأضاف: "وعندما أرفع رأسي على سور الشرفة بكل هذه القضايا محاولا تذكير الناس بمدى أهميتهم طويلة الأمد أو غير المحكومة بزمن لتجربتنا الإنسانية - ناهيك عن محاولة القيام بشيء تجاهها- أجد نفسي في صراع مع التوقعات التقليدية وهو ما اكتشفت انه ليست أفضل وضع يمكنك أن تجد نفسك فيه".


"أعتقد أن الملكة إليزابيث -92 عامًا- وزوجها الأمير فيليب ممتنان لأنهما عاشا كل هذا العمر لمنع ابنهما من تولي العرش"، هذه المقولة قالها تيم باور، خلال حديثه مع وكالة "رويترز"، لكن ماذا سيكون الأمر إن أصبح ملكًا متوجًا.