براين سوليز: الجيل الجديد من المواطنين «الإليكترونيين»..إما أن يتعلموا أو يكونوا ضحايا

براين سوليز
براين سوليز

على الرغم من محاولاته المتكررة للقدوم إلى مصر من قبل للتحدث عن الإعلام الرقمي وتأثيره على حياتنا، إلا إن الأمر لم ينجح، لكنه أصر هذه العام أن يأتي إلى أرض السلام، شرم الشيخ، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، الذي انطلق 3 نوفمبر خاصة بعد توجيه دعوة رسمية له.


براين سوليز، محلل رقمى وطبيب أنثروبولوجيا مقيم في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، حضر إلى شرم الشيخ للمشاركة في جلسة العالم الرقمي التي أقيمت يوم الأحد 4 نوفمبر، وتحدث خلالها عما يسمى بـ"المواطنيين الإلكترونيين" والطريقة التي تؤثر بها التكنولوجيا عليهم.


وقال سوليز في تصريحات، إن وظيفتة هي دراسة كل أنواع التكنولوجيا، وخاصة، التكنولوجيا غير الصحية، وكل ما له علاقة بالأجهزة الرقمية على اختلاف أنواعها.

وأوضح أن سبب وجوده في مصر هو اهتمامه بضرورة زيادة وعي مستخدمي التكنولوجيا أو من أطلق عليهم "المواطنيين الالكترونيين" بضرورة فهمهم لما يتعاملون معه وتأثيره عليهم. وأكد سوليز أنه قضى وقت طويل من عمره  يدرس ما هو تأثير التكنولوجيا علينا وعلى حياتنا، وكيف تغيرنا كأشخاص بغض النظر عن ثقافاتنا وتوجهاتنا المختلفة، ففي النهاية للتكنولوجيا تأثير كبير علينا يغيرنا بشكل متساوي كمواطنيين اليكترونيين، يتعاملون في عالم الديجيتال.


وحول ما دار في الجلسة التي شارك بها، قال سوليز إنه تبادل الأراء مع عدد كبير من المتحدثين القادمين من كل مكان في العالم، حيث كان لكل منهم رأي مختلف حول أهمية الديجيتال، والطريقة التي تغير بها الناس.


وسواء علمنا ذلك أم لم نعلمه، فإن التكنولوجيا تم تصميمها من الأساس لجعل المواطنيين حول العالم يدمنون وجودها، خاصة الهواتف المحمولة والخدمات التي يقدمها والتطبيقات المتطورة. فكلنا متشابهين في ذلك دون أن ندري وفقًا لسوليز.


الطريقة التي تم تصميم هذه التكنولوجيا من خلالها هي أكثر ما يساعد الشركات المنتجة على صناعة أموالها وجذب الكثير من الإعلانات، لكن المستخدمين، وفقًا لسوليز، لا يعرفون الكثير من التفاصيل، فبالنسبة لهم السوشيال ميديا وسيلة للأستمتاع والترفيه، لكن "الانتباه" سلعة غالية الثمن بقدر كبير، ووظيفته على حد قوله، هي جعل الناس تفهم ما الذي يحدث عندما يستخدمون هذه المواقع الإليكترونية بشكل كبير، مضيفًا، "الحقيقة انك كمستخدم تعيد ترتيب وبرمجة عقلك على أشياء جديدة لم تكن فيك من قبل".


وأوضح سوليز أن الإستخدام الكبير للهواتف المحمولة يدمر الكثير من الخلايا في العقل دون أن ندري، لكن ما إن يبدأ الأشخاص في السيطرة على الأوضاع وفهم ما يدور حولهم، ستتحول التكنولوجيا إلى مصدر أكثر قدرة للمساعدة على الانتاجية ومن ثم تخصيص توقيت محدد لتنمية وتطوير العقل.


وحول الطرق التي يمكن بها أن نسيطر على العالم الرقمي دون أن نسمح له بأن يغيرنا، قال المحلل المتخصص إنه يدرس كل ما له علاقة بالسوشيال ميديا منذ حوالي 20 عاما، وعرف من خبرته أن احدا لن يحاول السيطرة على مساحة العالم الرقمي في حياته الا في حال حدثت له مشكلة ما، أو شعر أنه يحتاج للمساعدة.


وأشار سوليز أنه نفسه على الرغم من دراسته وتخصصه في الأمر اكتشف أنه وقع ضحية إدمان العالم الرقمي بعد أن وقع في إحدى المشكلات، وكانت صدمة كبيرة له أن يعرف أنه نفسه تحول إلى ضحية لكل الأشياء التي كان يحارب ضدها دون أن يدري، وعندما يصل الأشخاص إلى هذه النقطة فعليهم دائمًا أن يختاروا إن كان ذلك سيكون عائق أمامهم، أم سيحولنه إلى فرصة.


وفي نهاية تصريحاته أكد سوليز أن هذه هي زيارته الأولى لمصر، مؤكدًا على أنه أحب شرم الشيخ كثير، وتأكد من كل ما كان يسمعه عنها بأنها بلد جميل ولها شعب ودود وكريم جدًا.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي