بعد رفضها الانفصال عن فرنسا.. «كاليدونيا» تختار مصيرها

«كاليدونيا» تختار مصيرها
«كاليدونيا» تختار مصيرها

في عام 1853، استعمرت فرنسا أرخبيل صغير يدعى كاليدونيا الجديدة، جنوب المحيط الهادي، والذي يبعد عن فرنسا أكثر من 16700 كيلومتر، حيث تم اكتشافه بواسطة المستكشف البريطاني جيمس كوك.

واليوم، قرر سكان كاليدونيا الاستفتاء على بقائهم تحت الرعاية الفرنسية أو الحصول على الاستقلال، إلا أن الشعب قال كلمته برفض الاستقلال في استفتاء شارك فيه 80.7%.

وتشهد المنطقة توترا كبيرا منذ فترة بين السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال والمعروفين باسم «الكاناك»، وأحفاد المستوطنين الاستعماريين الذين مازالوا موالين لباريس.

ورغم فوز الداعين للبقاء ضمن الجمهورية الفرنسية، فقد احترم دعاة الاستقلال النتيجة التي منحتهم نسبة مريحة قدرت بـ42.71%، رغم أن استطلاعات الرأي كانت تتوقع التصويت بنسبة تتراوح ما بين 63% إلى 75%.

وقبيل الإعلان عن نتائج الاستفتاء على استقلال الأرخبيل الفرنسي الواقع جنوب المحيط الهادي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب من قصر الإليزيه: «إنني أشعر بالفخر أننا اجتزنا هذه المرحلة التاريخية كما أنني فخور لأن أغلبية سكان كاليدونيا الجديدة اختاروا فرنسا، مشيرا إلى أنه لا طريق إلا الحوار، في إشارة إلى الداعين لاستقلال الأرخبيل عن باريس».

وتقع كاليدونيا في أوقيانوسيا جنوب غرب المحيط الهادئ على بُعد 1210 كم إلى الشرق من أستراليا، وعلى بُعد 16.136 كم إلى الشرق من فرنسا، وتبلغ مساحتها 18.576 كم، حيث يتألف شعبها من مزيج من شعب الكاناك (السكان الأصليون لكاليدونيا الجديدة)، وسكان من أصول أوروبية (من الكالدوش وفرنسيو الأراضي الفرنسية)، وسكان من جنوب شرق آسيا، إلى جانب أقليات ترجع جذورها إلى جزائريي المحيط الهادئ.

واستقر فيها البريطانيون والفرنسيون، أثناء النصف الأول من القرن الـ19، ووقعت تحت الاستعمار الفرنسي في 1853، حيث ظلت مستعمرة جزائية لأربعة عقود بعد 1864، عاصمتها نوميا، ويتحدث شعبها اللغة الفرنسية، كما توجد فيها 33 لهجة ميلانيسية بولينيزية.

ويعتمد اقتصاد كاليدونيا الجديدة على مساعدات سنوية فرنسية قيمتها 1.3 مليار يورو، وكذلك على معدن النيكل الذي يشكل إنتاجها منه 25% من الإنتاج العالمي وعلى السياحة، أما عن أهم المحاصيل الزراعية السائدة بها فهي البصل والكراث والفجل الموجودين بكثرة.

وتتمتع كاليدونيا الجديدة بالفعل، بقدر كبير من الحكم الذاتي ولكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم.