منتدى شباب العالم| رسائل متحدي الإعاقة إلى العالم تنطلق من مدينة السلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رسالة اعتذار وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي في منتدى شباب العالم لأحد الشباب من ذوى الاحتياجات الخاصة عن تقصير الدولة بأجهزتها المختلفة تجاه تلبية احتياجات تلك الفئة، كانت انطلاقة جديدة لم تشهدها البلاد لإعادة النظر إلى متحدى الإعاقة، ونتذكر وعد الرئيس حينها بأن يكون منتدى الشباب هذا العام خاصا بذوي الاحتياجات الخاصة، وها هو يفي بوعده، ويقرر المسئولون عن المنتدى دعوة العديد من ذوى الاحتياجات الخاصة حول العالم..

وينتظر شباب مصر والعالم، اليوم، انطلاق الدورة الثانية من منتدى شباب العالم، في مدينة شرم الشيخ، والمتوقع أن تسهم في تبادل الثقافات بين مختلف شباب دول العالم، وانطلاقًا من كون عام 2018 هو «عام ذوى الاحتياجات الخاصة»، تقرر تنظيم جلسة لهم خلال فعاليات الدورة المنتظرة، لعرض أبرز مشكلاتهم، وحلولهم لها، ومطالبهم من كل أجهزة الدولة.


وتشهد مصر حاليا اهتمامًا كبيرا بذوي الإعاقة، حيث أكد الرئيس السيسي، أن مصر تضع دائماً الاستثمار في بناء الإنسان على رأس أولوياتها، ولهذا تم اتخاذ خطوات حثيثة لتعظيم الاستفادة من الطاقات الكبيرة لأبناء الوطن من ذوى الاحتياجات الخاصة، فجاء دستور 2014 ليكفل لهم حقوقاً غير مسبوقة، وجاء تمثيلهم في البرلمان تمثيلاً مشرفاً يتيح لهم ممارسة جزء من حقوقهم، بالإضافة إلى إعلان عام 2018 عاماً لذوى الإعاقة والذي شهد إقرار قانون خاص بهم، وذلك جنباً إلى جنب مع توجيه مجهودات مؤسسات الدولة المختلفة من أجل العمل على إدماجهم في استراتيجياتها للتنمية.

ولأنهم «أحلى حاجة في مصر».. فمن بين آلاف المقاعد المخصصة للمشاركين بمنتدى شباب العالم المقام في شرم الشيخ والذي ينطلق اليوم ويستمر حتى الثلاثاء المقبل، يتواجد مئات الشباب من ذوى الاحتياجات الخاصة، لحضور الجلسة المخصصة لهم بعنوان تمكين ذوى الاحتياجات.. 

ويأتي في مقدمتهم البطل الرياضي من متحدى الإعاقة ياسين الزغبى فيطالب بتطبيق حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة التي كفلها القانون.. ومنها تصميم أرصفة الشوارع والتي لا يحتوى معظمها على أماكن صعود ونزول للكراسي المتحركة، وكذلك الحال بالنسبة لتطبيق قانون المرور عليهم حيث ينبغي على الشخص من ذوى الاحتياجات الخاصة أن يعرض على كومسيون طبي في منطقة مصر القديمة ، ولكن ما الذي يمنع أن يكون هناك طبيب في كل وحدة مرور للتعامل مع حالات ذوى الاحتياجات الخاصة، منوها إلى أنها أمور تبدو بسيطة ولكن عدم تطبيقها يرهق الشخص من متحدى الإعاقة.. 

وأشار الزغبى إلى أن بعض القوانين التي تكفل حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة لا تتم متابعتها فعلى سبيل المثال قانون الـ5 % الذي يضمن حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة في العمل لا يتم تطبيقه أو متابعة تطبيقه نتيجة لغياب الرقابة ، منتظرا أن يتم تسليط الضوء على مثل هذه القضايا في منتدى شباب العالم، مع التركيز على نماذج أخرى من متحدى الإعاقة حققت نجاحات ويمكنها صناعة المزيد إذا وجدت الدعم المناسب لها.

من أجل ذلك اعتبر محمد كيلاني، أول عربي يقطع مسافة 100 كيلو متر في ماراثون من القاهرة للعين السخنة بقدم صناعية، اعتبر فرصة مشاركته بمنتدى شباب العالم  فرصة ليسرد تفاصيل تجربته الشخصية منذ بداية تعرضه لحادث أفقده إحدى قدميه، حتى حصوله على اللقب، لإيصال رسالة مفادها القوة والنجاح ليستفيد منها شباب ذوى الاحتياجات الخاصة.

المهندس أحمد رأفت مدير قسم «السوشيال ميديا» في الشركة الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية من المنتظر أن يلقى كلمة في جلسة ذوى الاحتياجات الخاصة ضمن فعاليات المنتدى، التي ستدور حول ٣ محاور لدعم هذه الفئة، هي الأسرة والمجتمع والعمل، ويكشف عن أنه سيطالب خلالها بدعم الأسرة وتنميتها لمواهب ابنها من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتغيير نظرة المجتمع تجاهه، مع ضرورة عدم التركيز على دعمهم ماليًا فقط، وتوفير الدعم والتأهيل النفسي لهم، مضيفًا: «سنطالب بتوفير برامج توعية للمجتمع حول كيفية التعامل مع الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة.. 

ويتابع: نحتاج طرقا ووسائل مواصلات مجهزة وأساليب جديدة في التعليم وعلاج، خاصة في ظل اهتمام أجهزة الدولة بأوضاعنا النابع عن توجيهات الرئيس السيسي، الذي أوجه الشكر إليه على إطلاقه ٢٠١٨ عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، ومحاولاته لتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة.. 

ويشاركه في الرأي محمد عزمي، من ذوى الاحتياجات الخاصة، والذي يشارك ضمن فعاليات منتدى شباب العالم القادم، فيقول انه قرر  أن يستغل فرصة مشاركته لعرض المشاكل المطروحة على الساحة والخاصة بهذه الفئة، مع محاولة الخروج لحلول لهذه المشكلات، وحسب تعبيره، فإن هذه الجلسة أمل كبير له ولمن مثله لتغيير كثير من المشكلات التي تواجههم من خلال التوصيات التي يخرج بها المنتدى.

و يقول د.أشرف مرعى الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة أن إشراك متحدى الإعاقة في كافة القضايا التي تشغل بال الدولة هو أمر طبيعي ولا يصح دعوتهم في قضايا ذوى الإعاقة فقط، لأنهم لديهم رؤى وأفكارا لكل ما يشغل بال الوطن ، ونعيب على بعض المؤسسات ودوائر صنع القرار عدم دعوتنا إلا في قضايا الإعاقة فقط.