منتدى شباب العالم| مواجهة لشائعات العالم الافتراضي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

التواصل بين الشعوب والمجتمعات وتبادل الثقافات المختلفة كانت أحد الأهداف الرئيسية التي انطلقت من خلالها وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ومع مرور الوقت تحولت هذه المواقع إلى منصات لإطلاق الشائعات والأكاذيب وبث سموم الفرقة بين المجتمعات بعد أن استغلتها أجهزة وجماعات للإيقاع بين الشعوب بل والسعي الدائم لنشر الكراهية والعنف والإرهاب..

ومن هنا تأتى أهمية جلسة العالم الرقمي كمجتمع مواز كيف يفرض سيطرته على عالمنا الواقعي؟ بمنتدى شباب العالم والتي تناقش تاريخ هذا العالم مع ظهور السوشيال ميديا وكيف يستطيع العالم الرقمي فرض سيطرته على عالمنا الواقعي بالإضافة إلى مناقشة خطورة العالم الرقمي على العالم الواقعي من خلال نشر أفكار التطرف والشائعات وأخيرا كيف يمكن احتواء العالم الرقمي ولا يحدث صراع بين الرقمي والواقعي.. 

ويجب الإشارة إلى أن مصر تعد من أكثر دول العالم التي تأثرت بسلبيات العالم الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وبالتالي أصبح أحد الأهداف الرئيسية لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار هو إصدار تقرير أسبوعي يرد فيه على هذه الشائعات وينفيها جملة وتفصيلا.

يكفى أن نقول إن مصر تعرضت خلال السنوات القليلة الماضية لأكثر من ١٥٠ ألف شائعة بالإضافة إلى أن الجهات الأمنية رصدت نحو ٢٥٠٠ صفحة وحساب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلال الفترة الماضية لبث الشائعات منها ١٥٠٠ صفحة بثت من داخل مصر و١٠٠٠ صفحة بثت من الخارج وهى صفحات يقودها متشددون وكتائب اليكترونية والقوى الكارهة لمصر.. حتى منتدى شباب العالم نفسه لم يسلم من تلك الشائعات فقد رصد تقرير الشائعات المتعلقة بمنتدى شباب العالم ٢٠١٨ أن هناك عدداً من الشائعات التي خرجت عن المنتدى وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي أول هذه الشائعات كانت عن وجود تكلفة ضخمة من ميزانية الدولة لمنتدى الشباب، وحقيقة الأمر أن الدولة لم تتحمل تكلفة تنظيم منتدى شباب العالم بالإضافة إلى أن المنتدى يقدم لمصر مكاسب عديدة على مستويات متنوعة سواء الأمنية والسياسية والسياحية والاقتصادية بالإضافة إلى أن المنتدى يظهر مصر في صورة سياحية جديدة تدعم العائد السياحي السنوي، خصوصا انه يقام في إحدى أهم المدن السياحية المصرية.

كما تم تداول شائعة أخرى بخصوص عدم وجود شفافية في اختيار المشاركين من المصريين حيث تداول عدد من الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا تفيد بأن الشباب المشارك بالمنتدى شباب لا يعيش الواقع ولكنهم يعيشون بالعالم الوردي الخاص بهم. 

وحقيقة الأمر أن إدارة المنتدى تحرص على التنوع بين الشباب في المجالات المختلفة والثقافات المختلفة وبالنسبة لاختيار الشباب المصري فتم مراعاة تمثيل جميع المحافظات المصرية والفئات الشبابية، كما تم الأخذ في الاعتبار دعوة مجموعات شبابية لم تشارك في المؤتمرات الوطنية للشباب السابقة.. كما تم اختيار الأشخاص المشاركين آليا دون أي تدخل بشرى من الأفراد القائمين على إدارة المنتدى.

يؤكد اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الحرب القادمة هي حرب معلومات وبيانات وليست حرب دبابات وطائرات. وأضاف أنه تم تشكيل فريق عمل بالجهاز للاطلاع ومتابعة الشائعات وتصحيح أي أرقام أو بيانات مغلوطة وذلك بالتنسيق مع مركز المعلومات بمجلس الوزراء والجهة الخارج عليها الشائعة لافتا إلى أن أي بيانات تصدر يجب أن يكون مرجعيتها جهاز الإحصاء منعاً لتداول أي بيانات خاطئة وانتشار الشائعات.

وأشار رئيس الجهاز إلى أن الجهاز يجرى حاليا عملية تطوير للعمل الإحصائي والذي يعد الشق الإعلامي أهم جوانبها وبالفعل قام الجهاز مؤخراً بتنظيم دورة تدريبية للصحفيين إيمانا منا بدور الإعلام المؤثر والفعال والذي بقدر وعيه الأرقام الإحصائية سيتمكن من توصيل المعلومة والبيانات للمواطنين.

ويحذر اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب من مخاطر الشائعات كأحد وسائل حروب الجيل الرابع التي تستخدمها الكيانات المعادية سعياً منها لزعزعة الاستقرار في البلاد وضرب وحدته.

وأكد عامر أن القوى الكارهة لمصر والكيانات المعادية لها تحاول بكل قوتها بث الشائعات المغرضة في محاولة منها للتشكيك وإجهاض مسارات التقدم والتنمية التي تتحقق على أرض مصر لاسيما في ضوء المشروعات القومية التي يفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي وهنا يجب أن يكون الشعب هو الأداة لتفتيت هذه الشائعات مشيراً إلى أن تطوير التشريعات يضمن صون وحماية حرية التعبير ويحفظ حق المواطنين في الخصوصية والقضاء على الإشاعات والإخبار المضللة ومنع التحريض على الكراهية خاصة أن عددا من مديري أكبر منصات التواصل الاجتماعي أنفسهم أقروا بأن منصاتهم يمكن استغلالها لأغراض سلبية وتخريبية.