مخيم الركبان.. مأوى النازحين السوريين بحصارٍ أمريكي بتهمٍ روسيةٍ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أرضٌ صحراويةٌ حدوديةٌ جرداء تقع في محافظة المفرق في أقصى شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، اسمها الركبان، لم يكن يدرِ بها أحدٌ قبل أن تندلع الأحداث السياسية والاضطرابات في الأراضي السورية.

 

هناك أُنشئ مخيمٌ عالقٌ على الحدود بين الأردن وسوريا، ليعيش به أكثر من خمسة وثمانين ألف لاجئٍ سوريٍ، وفقًا لآخر إحصائية خرجت عام 2017، معظمهم من النساء والأطفال، هربوا من ويلات الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ نحو سبع سنوات.

 

المخيم يعيش أزمةً مستعصيةً على من يعيشون فيه، كأزمة بلادهم التي لم تعرف الطريق نحو التسوية منذ مارس 2011، فبات حال النازحين السوريين في الركبان عصيبًا خاصةً على صعيد الإعانات الضرورية للحياة في هذا المكان.

 

اتهامات روسية

المخيم بظروفه القاسية، أضحى نقطة خلافٍ بين الولايات المتحدة وروسيا، القوتين الفاعلتين في المشهد السياسي بسوريا، فقد اتهمت اليوم موسكو على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أيجور كوناشينكوف، واشنطن بالعمل بشكلٍ مكثفٍ على تسليح وحدات من نزلاء مخيم الركبان.

 

وأشار كوناشينكوف إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تسلح مجموعات داخل المخيم بشكلٍ علنيٍ، بعد أن كانت تنفي ذلك في وقتٍ سابقٍ.

 

وقال المسؤول العسكري الروسي، إن تصرفات الولايات المتحدة التي وصفها بغير المسؤولة، إلى جانب احتلالها لمناطق داخل سوريا، حسب قوله، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيم إلى مستوى كارثيٍ، ولم ترد واشنطن بعد على تلك الاتهامات الروسية.

 

ويحاط المخيم بقواتٍ أمريكيةٍ، وأدى الأمر إلى تعثر وصول قافلة مساعدات إنسانية إليه يوم السبت الماضي، وقالت مصادر بالأمم المتحدة إن الحصار المضروب على هذا المخيم وعدم السماح بوصول المساعدات إليه، تسبب في وفاة 12 شخصًا على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين.

 

ولم يقتصر الأمر عند الاتهامات الروسية فحسب، بل وصف مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الولايات المتحدة بـ"المعرقل الأساسي" لإيصال المساعدات إلى قاطني مخيم الركبان للنازحين الواقع داخل منطقة النفوذ الأمريكي في التنف.

 

ويوم الأحد الماضي، كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن وجود محادثات أردنية أمريكية روسية لإيجاد حلٍ جذريٍ لمشكلة مخيم الركبان للاجئين السوريين على الحدود الأردنية السورية.

 

وإلى حين الوصول لحلٍ بين موسكو وواشنطن برعايةٍ أردنيةٍ، فإن هذا المخيم سيظل محاصرًا بلعبة السياسية، التي أثقلت كاهل السوريين وأججت الأوضاع بأرضيهم، وهم في انتظار آفاق التسوية التي ستنهي الصراع هناك.