سجناء بمعتقل «جوانتنامو» .. وسطاء سلام لـ«طالبان» في مكتب قطر

خير الله سعيد ونور الله نوري وعبد الحق واثق
خير الله سعيد ونور الله نوري وعبد الحق واثق

"من الاتهام بالإرهاب إلى رعاية مباحثاتٍ تدعو للسلام"، هكذا جمع قادة طالبان بين الشيء ونقيضه، فبعد أن كانوا يقبعون في غيابات معتقل جوانتنامو محاطين باتهاماتٍ تتعلق بالإرهاب، تحولوا الآن إلى وسطاء في مهمةٍ لإحلال السلام.

 

وحوى معتقل جوانتنامو بين جدرانه نحو ألف معتقلٍ منذ بنائه مطلع عام 2002 على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر المأساوية، وأُودع أول سجينٍ فيه في الحادي عشر من يناير عام 2002.

 

المعتقل الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه همجية هذا العصر، لا يزال يقبع في زنازينه إلى الآن واحدٌ وأربعون شخصًا، وكان عدد المعتقلين قد تقلص نهاية عام 2013 إلى 160 شخصًا.

 

تعيين رسمي

ومن بين من غيّبهم معتقل جوانتنامو خمسة قادة أفغان سابقين لحركة طالبان، أمضوا أكثر من عشر سنوات سجناء في جوانتانامو، عينتهم اليوم الحركة أعضاءً في المكتب السياسي في قطر، حيث سيشاركون في أي محادثات سلام مستقبلية.

 

والقادة الخمسة هم محمد فضل ومحمد نابي وخير الله سعيد والي وعبد الحق واثق ونور الله نوري، وهم الذين قضوا مدة 12 عامًا في مركز الاعتقال الأمريكي بجوانتنامو، وأطلق سراحهم في عام 2014 في إطار تبادل سجناء مقابل الجندي الأمريكي بو برجدال، الذي كان تحتجزه حركة طالبان.

 

القادة الخمسة استقروا في قطر بعد الإفراج عنهم، حسبما ذكر ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، لكنهم لم يشاركوا حتى الآن بشكلٍ مباشرٍ في النشاط السياسي، بيد أن هذا الوضع سيتغير، وسيصبح الخمسة فاعلين في محادثات السلام المرتقبة بين حركة طالبان من جهة، والحكومتين الأفغانية والأمريكية من جهةٍ أخرى.

 

ونقلًا عن وكالة "رويترز"، فقد قال مسؤولٌ من مكتب حركة طالبان في قطر إن القادة الخمسة كانوا مقربين من مؤسس الحركة الراحل الملا محمد عمر لم يلتحقوا بالمكتب السياسي من قبل، لكن المكتب كان يستعين بآرائهم ونصائحهم في السابق.

 

وظهرت قنوات اتصال في الآونة الأخيرة بين حركتي طالبان وواشنطن وكابول من أجل إنهاء حالة الحرب والتوتر القائمة على مدار سبعة عشر عامًا منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في أكتوبر 2001، بعد شهرٍ واحدٍ من هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

 

ولعبت قطر في الآونة الأخيرة دور الوسيط بين الحكومة الأمريكية وحركة طالبان، التي تصنفها واشنطن على أنها منظمةٌ إرهابيةٌ، ويأتي الدور القطري في ظل إيوائها لعناصر الحركة على أراضيها مما يجعلها قناة اتصال بين الجانبين.