«القوميون البيض».. آفة ترامب قبل انتخابات الكونجرس

دونالد ترامب
دونالد ترامب

منذ أن قدم إلى حكم البيت الأبيض، كان الجدل دائمًا ما يصاحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصةً مع قراراته ومواقفه التي كان يتبناها سيد البيت الأبيض.

 

ولاية "ترامب" الرئاسية الأولى شارفت على الانتصاف، ومعها ستحل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، التي يمثل تحديًا للرئيس الأمريكي، والذي يهدف من خلالها لتعزيز هيمنة حزبه الجمهوري على مقاليد الأمور في الولايات المتحدة.

 

وقبل أيامٍ من حلول الانتخابات المقررة في السادس من شهر نوفمبر المقبل، تعرض معبدٌ يهوديٌ في مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا لأعنف هجومٍ على اليهود في الولايات المتحدة، أسفر عن مقتل11 شخصًا.

 

ويتهم المسلح روبرت باورز، 46 عامًا، وهو من القوميين البيض المتطرفين، باقتحام المعبد الذي يقع في حي سكويرل هيل في بيتسبرج، وهو يصيح "الموت لكل اليهود"، وقام بفتح النار على المصلين.

 

ترامب غير مرحب به

 

ويعتزم "ترامب" زيارة المدينة التي شهدت الواقعة، اليوم، في حين يستعد المشيعون لإقامة أولى جنازات ضحايا الهجوم على المعبد اليهودي هذا الأسبوع، لكنه وفقًا لزعماء يهود لم يعد مرحبًا به في المعبد اليهودي المهاجم حتى يشجب أفعال القوميين البيض.

 

ويتهم الخطاب السياسي لترامب من قبل الأوساط السياسية الأمريكية، خاصةً الديمقراطيين، بأنه ساعد في صعود التطرف اليميني في الولايات المتحدة.

 

في حين، ترفض إدارة البيت الأبيض الأحاديث التي تقول إن ترامب قد حرض القوميين البيض والنازيين الجدد الذين أيدوه في الانتخابات ضد هيلاري كلينتون عام 2016.

 

حادث سابق في فرجينيا

 

ولا تشكل حادثة المعبد اليهودي سابقةً في حقبة الرئيس الأمريكي، ففي منتصف أغسطس من العام الماضي، شهدت مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا، أحداث عنفٍ افتعلها قوميون بيض جراء تظاهرات مناهضة لهدم تمثال الجنرال العسكري إدوارد لي، أحد مشعلي الحرب الأهلية الأمريكية في ستينات القرن التاسع عشر.

 

ورافقت أحداث عنف بين القوميين البيض ومتظاهرين آخرين مناوئين لهم، أسفرت عن مقتل سيدةٍ، وقتها انحنى ترامب باللائمة على الجانبين مناصفةً فيما بينهما.

 

وهو الأمر الذي واجه موجة غضب كبيرة في الولايات المتحدة وقتها، بما في ذلك كبار الجمهوريين، ودفعت وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيلرسون، للتصريح بأن الإدارة الأمريكية تعتبر تصريحات ترامب لا تمثل إلا نفسه.

 

كما هاجمه رئيس مجلس النواب الجمهوري، بول ريان وقتها، واستهجن مسألة إلقاء المسؤولية بالتساوي من قبل الرئيس الأمريكي بين عنصريين ومناهضين للعنصرية.

 

وفتحت قضية المعبد اليهودي هذه الأيام قضية صعود التيار اليميني المتطرف في الولايات المتحدة، والتي ستلقي بظلالها خلال انتخابات الكونجرس الأسبوع المقبل، وربما تكون سهمًا يصوبه الديمقراطيون تجاه الجمهوريين في الانتخابات.

 

ودافع "ترامب" عن مفهوم القومية الذي يتبناه، خلال مقابلةٍ مع "فوكس نيوز" قائلًا، "إنني ليس بحاجة لتوضيح القومية، إنها تعني أنني أحب هذا البلد، تعني أنني أقاتل من أجل هذا البلد" وتابع "أنا فخور بهذا البلد وأسمي ذلك قومية، أسميه أن تكون قوميًا ولا أرى أي تفسير آخر غير ذلك".