عاجل

«فائق»: الحلف الإسرائيلي الأمريكي يجبر الفلسطينيين على التنازل عن حقوقهم

محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان
محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان

صرح رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، محمد فائق، بأن الموجة الاستعمارية الجديدة ترتكز على خمسة محاور ينتهك كلًا منها القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، منوهًا إلى أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل بالمخالفة للشرعية الدولية يقترن بعشرات التفاصيل التي تخل بحقوق الشعب الفلسطيني في المدينة؛ بدءا من التمييز ضدهم وتقييد حرية العبادة وانتهاك حرمة المسجد الأقصى وغيرها.

 

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة الإقليمية لـ«دعم حقوق الشعب الفلسطيني»، التي بدأت اليوم الجمعة، بالقاهرة بدعوة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ووسط حضور حاشد ضم ممثلين لعدد من الجهات الرسمية وفي مقدمتها الجامعة العربية، ووزارة الخارجية المصرية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، فضلًا عن نشطاء حقوقيين ومثقفين وأكاديميين من مختلف الأقطار العربية.

 

واستهل «فائق» أعمال الندوة بعرض أوضاع الشعب الفلسطيني في الوقت الراهن، وما يعانيه من عنف عنصري من جانب التحالف الإسرائيلي – الأمريكي لإجباره على التنازل عن حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف.

 

وأشار «فائق»، إلى أن المحور الثاني في هذه الموجة ضد الفلسطينيين تشمل محاولة طمس قضية اللاجئين الفلسطينيين، لافتًا إلى الولايات المتحدة بدأت العمل في هذا الاتجاه من خلال وقف المعونة التي تقدمها لوكالة غوث اللاجئين «الأونروا»، فضلًا عن بدء العمل داخل الكونجرس لإصدار توصية باعتبار حق العودة لـ40 ألف فلسطيني فقط «هم الذين لا زالوا على قيد الحياة بعد نزوحهم في العام 1948».

 

ولفت رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى أن الاستيطان يمثل المحور الثالث للموجة الاستعمارية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن إسرائيل بادرت باتخاذ سلسلة من الخطوات الاستعمارية والعنصرية شملت طرح أكبر توسع استيطاني واستصدار تشريعات من الكنيست لتكريس الأمر الواقع، هذا فضلًا عن تصديق تكتل الليكود صاحب الأغلبية بالإجماع على قرار يطالب الكنيست بسن قانون بضم المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وأوضح أن المحور الرابع يتعلق بتشديد الحصار على قطاع غزة المتواصل منذ يونيو 2007، منوها إلى أن إسرائيل شددت الحصار بسلسلة من الإجراءات، إذ قررت في 16 يوليو 2018 إغلاق معبر «كرم أبو سالم» بشكل كلي باستثناء نقل الأدوية والمواد الطبية والأغذية والوقود والغاز عند الحاجة فقط، كما قلصت مساحة الصيد البحري في قطاع غزة إلى ثلاثة أميال بحرية باتجاه المناطق المحاذية لقطاع غزة، كما قررت فرض حظر كلى على تصدير وتسويق كافة البضائع من قطاع غزة، وادعت أن هذا القرار قد اتخذ كرد على قيام حركة حماس بإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

 

وشدد رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن هذه الإجراءات تهدد كافة أوجه الحياة في قطاع غزة وتنذر بانهيار الخدمات الأساسية التي يحتاجها السكان، مضيفًا أن المحور الخامس والأخير يتعلق بتصعيد قوات الاحتلال جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

ونوه: «بينما وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قتل قوات الاحتلال 55 فلسطينياً خلال العام 2017، فقد تضاعفت أعداد القتلى منذ بدء مسيرات العودة على أيدي قوات الاحتلال والمستعمرين وبلغ 148 قتيلاً حتى 21 سبتمبر 2018 بينهم 27 طفلاً، وامرأة، وصحفيان وثلاثة أطباء، كما بلغ عدد المصابين حتى نفس التاريخ 7509 مصاباً، بينهم 1303 طفلاً، و2016 امرأة، و87 صحفياً، و115 فرداً من الطواقم الطبية، وأكدت تحقيقات المركز ومشاهدات الباحثين الميدانيين أن التظاهرات والتجمعات في جميع المناطق غلب عليها الطابع السلمي بالكامل.

 

ورأى «فائق»، أن أول خطوة لدعم الشعب الفلسطيني تتمثل في استكمال المصالحة الوطنية، بينما تظل مقاومة الاحتلال بجميع أشكالها فريضة وحق من حقوق الإنسان.

 

وطالب بوضع نهاية لاحتكار الولايات المتحدة الأمريكية لجهود الوساطة لحل القضية الفلسطينية أولاً بإسقاط الإدعاءات بأن الولايات المتحدة تمتلك 99% من إمكانيات الحل، أو أنها الجهة الوحيدة التي تملك وسائل ضغط على إسرائيل، بعد أن ثبت أنها لم تستخدم قدراتها إلا في دعم الجانب الإسرائيلي، ولا ترغب عملياً في تحمل تكلفة نصرة حقوق الشعب الفلسطيني، وثانيًا بوضع حد للتنازلات العربية المتزايدة بدعوى تشجيع إسرائيل على انخراط جدى في جهود التسوية، ووقف قطار التطبيع.

 

كما طالب بدعم قدرات منظمات المجتمع المدني الفلسطيني لمساندة جهودها في مواجهة الإجراءات غير القانونية التي تتخذها إسرائيل من أجل تقويض قدرات صمود المواطنين الفلسطينيين في القدس أو هدم منازلهم وتعزيز جهود المنظمات في ملاحقة جرائم الحرب الإسرائيلية سواء من خلال الاختصاص الجنائي الدولي للمحاكم الوطنية في بعض الدول أو المحكمة الجنائية الدولية.