حوار| السفير السوداني بالقاهرة: الطموحات المصرية السودانية لاسقف لها

السفير السوداني بالقاهرة - تصوير خالد عيد
السفير السوداني بالقاهرة - تصوير خالد عيد

- شعب وادى النيل هو حارس العلاقة بين البلدين
- القمة «بشارة خير»..وتحمل أخباراً سارة بحجم تطلعات الشعبين


أكد سفير السودان فى مصر ومندوبه لدى جامعة الدول العربية أن اللقاء الـ24بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى وعمر البشير تمثل بشارة خير وسينتج عنها أخبار سارة لشطرى وادى النيل بحجم تطلعات الشعبين.


وأضاف فى حوار لـ«بوابة أخبار اليوم» أن القمة ستبحث وسائل تعزيز العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات، وستشكل نقلة نوعية فى مسار التعاون الثنائى بين السودان ومصر بحجم ما ستركز عليه القمة من مشروعات إستراتيجية ومن خطط واضحة محددة بمدد زمنية،وآليات تنفيذ.وشدد على أن الطموحات المصرية السودانية لاسقف لها وأن شعب وادى النيل هو حارس العلاقة بين البلدين. وأشار إلى أن هناك توافقا فى الرؤى بين مصر والسودان على الحل السياسى فى سوريا واليمن وليبيا..وإلى نص الحوار:

 

حدثنا عن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى للخرطوم ؟
يحل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ضيفا عزيزا على إخوته فى السودان لعقد القمة المصرية السودانية،عندما نقول يحل ضيفا عزيزاعلى إخوته فى السودان،نقول إن الرئيس السيسى ليس بغريب على السودان ولا على شعب السودان،ونحن نتحدث عن شعب واحد فى بلدين،لذلك فإن الرئيس السيسى ينتقل من القاهرة إلى الخرطوم،ينتقل من مدينة بوادى النيل إلى أخرى فنرحب ترحيبا حارا بفخامة الرئيس ووفده الكريم.


كيف ترى أهمية القمة بين الرئيسين فى ذلك التوقيت ؟
تأتى أهمية هذه القمة وهى اللقاء الـ24بين الرئيس الذى يمثل بشارة خير وأخبارا سارة لشطرى وادى النيل بحجم تطلعات الشعبين من القمة التى ستبحث وسائل تعزيز العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات، وستشكل نقلة نوعية فى مسار التعاون الثنائى بين السودان ومصر بحم ما ستركز عليه القمة من مشروعات إستراتيجية ومن خطط واضحة محددة بمدد زمنية،وآليات تنفيذ،تحقيقا لطموحات البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية،والاستثمارية التعليمية والسياحية والثقافية،وخلافه.


فهذه الزيارة هامة توقيتا ومضمونا، وسيكون لها ومابعدها فى مستوى حجم العلاقات بين السودان ومصر.


ماهى أهم الملفات التى سيناقشها الرئيسان؟
ستقوم القمة المصرية السودانية بين الرئيسين،والتى يسبقها اجتماعات للوزراء واجتماع يسبقه لكبار المسئولين، ستقوم الاجتماعات باستعراض موقف وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه،وما وقع من اتفاقيات فى القمة المشتركة أو اللجنة العليا التى عقدت فى أكتوبر 2016 بالقاهرة،ومجمل تنفيذ ماتم الاتفاق عليه،وكذلك التوافق على شراكات جديدة فى مجالات حيوية واستراتيجية،مهمة بالنسبة للبلدين،وفى مجالات متعددة وستتيح القمة للرئيسين بحث واستعراض الموقف فى العالمين العربى والافريقى وفى منطقة القرن الأفريقى والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك،وتعزيز التنسيق المصرى السودانى.


ماهى أهم الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى ستوقع بين الجانبين؟
سيتم التوقيع فى ختام اجتماعات اللجنة العليا على العديد من مذكرات التفاهم،والعديد من الاتفاقيات الجديدة،ومذكرات التفاهم،والبرامج التنفيذية لأوجه التعاون المختلفة بين البلدين، سيكون هنالك تركيز على إيجاد مصفوفة فى آماد زمنية وآليات تنفيذ محددة،لتنفيذ مشروعات كبرى بين البلدين فىى مجالات الربط الكهربائى،ومجالات النقل بالسكك الحديدية،وتعزيز وسائل النقل الأخرى فى هيئة وادى النيل للملاحة،ووسائط النقل هذه مهمة جدا،ليس فقط لتعزيز الخدمة للأهداف الاقتصادية والاستثمارية،إنما أيضا لمصلحة الحراك الاجتماعى بين البلدين وتنقل المواطنين بين السودان ومصر كل إلى البلد الآخر،وتعزيز الحراك بالنسبة لمواطنى وادى النيل،هناك أيضا اتفاقيات فى مجال الأمن الغذائى ومجال الثروة الحيوانية،ومجالات التعليم والسياحة والثقافة.


كما سيتم على هامش اجتماعات القمة اجتماع المجلس المشترك لرجال الأعمال،بالنظر للدور الكبير للقطاع الخاص فى البلدين فى تحقيق التانمية المستدامة لشطرى وادى النيل.


إذاً هى منظومة متكاملة من المشروعات الحيوية والاستراتيجية..وكلمة السر فى هذه القمة بالتحديد هى خلق شراكات وبرامج وخطط طموحة واستراتيجية فى مشروعات كبرى تخدم المصالح المشتركة للشعب فى مصر والسودان.


هناك إصلاحات اقتصادية تتم فى الدولتين كيف يتم الاستفادة من الإصلاحات فى التعاون الاقتصادى بين البلدين؟
للأسف رغم أن العلاقات المصرية السودانية لاسقف لها وطموحاتنا أيضا لاسقف لها،إلا أن حجم التبادل التجارى ضئيل ولا ينسجم مع مستوى وطموحات البلدين،فلابد من توسيع التعاون التجارى الاقتصادى والاستثمارى وإقامة شراكات وتعاون فى كافة المجالات ليستفيد البلدان من المزايا النسبية ومن المعابر التى أقيمت بين البلدين اشكيت وقسطل والتى تعد نقاط عبور إلى أفريقيا وإلى دول الجوار وهو ماستركز عليه القمة فى الخرطوم هذه المرة،ونحن على ثقة بأن قطاع وادى النيل الذى تمثله مصر والسودان لا بد أن يكون نموذجا للتعاون والتكامل وخدمة أهداف التنمية المستدامة،فى المنطقة جمعاء.


ماهى الرسالة التى توجهها لشعبى وادى النيل ؟
أقول إن العلاقات بين السودان ومصر ليست علاقات حكومات أو علاقات فوقية،فهى علاقات رحم وجوار مشترك وعلاقات ظلت تستند على العديد من المشتركات عبر القرون،فلذلك لابد للشعب فى وادى النيل أن يعض بالنواجذ على هذه العلاقة وأن يسير بها قدما للأمام ونحن رهاننا دائما على أن يكون الشعب فى وادى النيل هو الحارس لهذه العلاقة،ولا يسمح بأن تتطاول عليها التوترات السياسية التى قد تحدث بين الحين والآخر،فالشعب هو حامى العلاقة وحارسها والمستفيد منها فى المقام الأول.


ماذا عن ملف مياه النيل وكيف ستتم مناقشته ؟
ملف النيل السودان سيلتزم بالاتفاقات المعقودة مع مصر فى ما يتصل بمياه النيل،لكننا فى مجال أرحب مجال حوض النيل.


 فيما يتصل بسد النهضة هناك تنسيق مستمر بين السودان ومصر وأثيوبيا فى هذا المجال،ونأمل أن تكلل الجهود حاليا بأن يحقق موضوع سد النهضة مصالح الأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا،وأن يكون التعاون بين الأطراف الثلاثة شاملا فى موضوع مياه النيل.


ماذا عن القضايا والأزمات العربية ؟
هناك توافق فى الرؤى بين مصر والسودان على الحل السياسى فى سوريا واليمن وليبيا.


كيف ترى دور الجامعة العربية وهل أنت راض عنها ؟
الجامعة العربية هى مرآة للنظام العربى،ولا يستقيم الظل والعود أعوج.


السودان جدد لكم فترة ثانية سفيرا لدى القاهرة.. كيف ترى ذلك القرار ؟
أنا فى بلدى وبين شعبى هنا فى مصر ولاأشعر بأننى غريب،أنا عملت فى الكثير من المحطات الدبلوماسية فى الخارج فى الشمل والجنوب والشرق والغرب،لكن فى مصر أشعر بأننى،لست غريبا،أنا أشعر وكأننى فى الخرطوم.


كيف ترى سبل مكافحة الإرهاب فى ظل الإرهاب الذى يهدد المنطقة وكيف ستتعاونون فى ذلك الملف؟
الإرهاب آفة من آفات هذا العصر،وينبغى أن تكون مكافحته عن طريق جهود إقليمية ودولية،ومكافحة الإرهاب لاينبغى أن تكون فقط بالتركيز على الجانب العسكرى والأمنى،إنما تكون وفق منظومة تدخل فيها مكونات أخرى الجانب فكرى والجانب الاقتصادى والجانب الثقافى،والجانب الاجتماعى،لابد من إيجاد منظومة متكاملة لمحاربة الإرهاب.


ماذا عن الجهود التى يبذلها السودان من أجل استقرار الجنوب؟
السودان نجح فيما فشل فيه الآخرون،بفضل جهود فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير،وجهود الدبلوماسية السودانية،حيث نجح السودان فى إيجاد تسوية سياسية،التى نأمل أن تكون خير وسلاما واستقرارا للإخوة فى جنوب السودان.


هذا يوضح الدور الكبير والمحورى الذى يلعبه السودان فى القارة الأفريقية وإزاء القضايا الدولية عامة،والآن يسعى السودان جاهدا أيضا لتعزيز وإرساء السلام فى أفريقيا الوسطى المجاورة،ونأمل أن تكلل هذه الجهود ومبادرات السودان فى مناطق النزاع الأخرى فى ليبيا وخلافه.


ماذا عن آخر التطورات بالنسبة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؟
جهود السودان للخلاص من هذه القائمة التعيسة المسماة بقائمة الدول الراعية للإرهاب هى أساسا كانت كيد سياسى،ليست لها مبررات ولا حيثيات،وخروج السودان من هذه القائمة، لن يصبح فى هذه الآونة هما سودانيا،إنما أصبح هما لكل الدول المحبة للسلام وللمنظماتالإقليمية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى ومنظمة التعاون الإسلامى،ومؤخرا اعتمدت قمة الزهران بالمملكة العربية السعودية،اعتمدت خطة البرلمان العربى لرفع اسم السودان من هذه القائمة،وهذه فرصة لأن أشيد بجهود البرلمان العربى،وخطته الواضحة ومتعددة العناصر لرفع اسم السودان،وأشيد بالجهود التى يبذلها د.مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربي،وهنالك أيضا تنسيق مع البرلمان الأفريقي.


السودان اكتوى بنار الإرهاب وهو كان ضحية لهذا الإرهاب،والسودان الآن يقف فى مقدمة الدول التى تحارب الإرهاب،والسودان انضم لكافة العهود الدولية واللغقاليمية لمكافحة الإرهاب وجهوده فى هذا الشأن واضحة وصريحة وجلية للكل،ولابد من رفع اسم السودان سريعا من القائمة التى أضرت بنا كثير وأثرت تأثيرا بليغا على شعب السودان،وكل المتعاونين من الشركاء مع السودان أيضا.