خلال لقاء مفتوح مع الطلاب..

رئيس جامعة القاهرة: زاوية التفكير الضيقة تؤدي إلى التطرف

جانب من الندوة
جانب من الندوة

قال رئيس جامعة القاهرة د. محمد عثمان الخشت، إن الجامعة أطلقت مشروعًا لتطوير العقل المصري، مؤكدًا أن طريقة التفكير المصرية ثابتة لم تتغير من حيث الجوهر وعبر العصور المختلفة إلا في أوقات استثنائية.

وأوضح "الخشت"، أن طرق التفكير التقليدية تحتاج إلى تغيير، وأول طريق لتغيير العقل المصري هو تطوير العقل الديني، فالمصري دائما يستند إلى العقل الديني الذي يحكمه.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، خلال كلمته، باللقاء المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة، وبحضور وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، حول تفكيك الفكر المتطرف، اليوم الثلاثاء 23 أكتوبرالجاري، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، إلى التأكيد على أن علاقة جامعة القاهرة بالأزهر والأوقاف ودار الإفتاء تدخل عصرها الذهبي، على الرغم من بعض الاختلافات في طرق التفكير والمنهج الذي يجب اتباعه، قائلا: "يجب أن ندرك أن الاختلاف والتنوع هو هبة إلهية لابد من الحفاظ عليها من أجل إحداث النهضة والتقدم"، موضحًا أن المشكلة الأساسية في التفكير المتطرف يقوم على الفكرة الأحادية.

وأوضح رئيس الجامعة، أن الزاوية الضيقة في التفكير تؤدي إلى التطرف، وكل فئة قد تنظر للإسلام بمنظور خاص، وتعتمد على تفسير قد يكون خاطئًا، مضيفًا أن علاج التطرف والإرهاب هو تجديد طريقة تفكير المسلمين وليس تجديد الإسلام، لأن الإسلام هو القرآن والسنة النبوية الصحيحة التي تمثل المنابع الصافية للإسلام القائمة على فكرة احترام العلم والجهد والصناعة والإنتاج، قائلا: "المشكلة في أنفسنا وطريقة تفكيرنا والحل من وجهة نظري هو تجديد طريقة تفكيرالمسلمين".

وأكد رئيس جامعة القاهرة، خلال كلمته، أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى علوم جديدة لمواكبة المناهج العلمية، مشيرًا إلى أهمية التمييز بين المقدس والبشري، لافتا إلى جهود السلف والعلماء من أهل الفقه والتشريع، كانت جهود بشرية قابلة للصواب والخطأ.

وأوضح الخشت، أن الإمام مالك أكد على فكرة الموائمة والنسبية وملائمة العصر والمكان والزمان، مؤكداً أن العمل البشري لا يمكن اعتباره مرجعية مقدسة كالقرآن والسنة، وأن من أساسيات الخطاب الديني الجديد تعددية الصواب، مثل كيفية وضع اليدين وجلسة الاستراحة في الصلاة.

وقال رئيس جامعة القاهرة، إن الله خلق الناس متنوعين ومختلفين، ومن القواعد الفقهية أن الترك لا يدل على المنع، فالأصل هو الإباحة وترك كل المسارات مفتوحة، مضيفًا أن الخطاب الديني الجديد يضرب الفكر الإرهابي في مقتل، فالفكر الإرهابي يسعى لتحقيق أغراض الإمبريالية العالمية، حيث يتم استخدام المتطرفين لصالح قوى كبرى تسعى للتخريب من خلال افتعال الأزمات تحت بعض الشعارات حيث تم استخدام طالبان والقاعدة وداعش لتحقيق مصالح الإمبريالية العالمية والاستعمار العالمي.

وقال: "كل هذه الحركات الإرهابية ما هي إلا عرائس ماريونت تحركها الدول الكبرى التي تهدف للاستيلاء على ثروات الشرق الأوسط، فالمعركة معركة بترول وليس حقوق إنسان كما يدعون"، ففي كل مرة يتم استغلال وضرب دول وشعوب تحت ستار حقوق الإنسان التي من المفترض أن تحفظ حرمة العرض والدم ولكن استغلال هذا لمعاقبة الكل بخطأ فردي ظلم بيّن، والحل في خطاب ديني جديد يقوم على تعددية الصواب ومراعاة ظروف العصر".

وتابع "الخشت"، أن الخطاب الديني الجديد يجب أن يقوم على العقلانية النقدية والتفكير النقدي بما يلائم ظروف العصر، مضيفاً أن مقياس الحقيقة وفق التفكير الديني الجديد، الصواب هو ما ينتج في الواقع، بمعنى أن الحق ليس حق في ذاته ولكن الحق بالنتائج المترتبة عليه في أرض الواقع الخارجي.

وأكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه شرف لأي عالم أو أديب أو كاتب أو مفكر أن يجلس تحت مظلة قبة جامعة القاهرة العريقة، لافتا إلى أن تفكيك الفكر المتطرف هو همٌ مشترك لكل من هو مهتم بالأفكار الصحيحة وتصحيح المفاهيم ومواجهة ما تحاول الجماعات المتطرفة زرعه من خلال هذه الأفكار.

وأضاف "جمعة"، بكلمته خلال اللقاء المفتوح، أن التجديد في الفتوى أمر حتمي وأنها قد تتغير بتغير الزمان والمكان أو الحال وأن ما كان راجحاً في عصر قد يصبح مرجوحًا إذا تغيرت الظروف والعكس صحيح، موضحًا الفرق بين الثابت والمتغير وكيف أن هناك مغالطات دستها بعض الجماعات المتطرفة سواء غلواً أو إفراطاً أو تقصيرا فكلا الطرفين زميم.

وأكد د. محمد مختار جمعة، أنه لا توجد حرمانية فيما يخص تنظيم النسل لسبب قطعي، وهو أنها تكون مناسبة لبعض المجتمعات دون غيرها، مضيفاً أن بعض الدول واسعة المساحة وبها وفرة بالموارد الاقتصادية مما يدعو لزيادة النسل، وبعض الدول فيها كثرة سكانية ولا تتوفر لها الموارد اللازمة، والكثرة هنا ستكون كغثاء السيل يضربها الفقر والتخلف، فالحكم يختلف من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى.