على الرغم من مرور 4 أشهر على حصاد عروة البطاطس الأخيرة إلا أن المحصول شهد ارتفاعا جنونيا في الأسعار هذه الايام لأسباب متعلقة بسوء التخزين وانخفاض المساحة المنزرعة هذا العام مما أدى لارتفاع تكلفة الفدان وتراجع بعض الفلاحين عن زراعة المحصول لتعرضهم للخسارة بسبب زيادة المعروض العام الماضي.
قامت «بوابة أخبار اليوم» برصد أهم النقاط لارتفاع أسعار البطاطس هذه الايام، كان من ضمنها المرور على ثلاجات حفظ المنتجات الزراعية وأسواق الجملة والفلاحين.
أكد مسئولو 3 ثلاجات تقع على طريق الإسكندرية الزراعية أن محصول البطاطس مر عليه أكثر من 4 أشهر ثم قام التجار بسحبه من الثلاجات والمبردات لأن الكميات المخزنة كانت ضعيفة هذا العام.
وأشار أحدهم أن بعض الفلاحين يخزنون كميات بسيطة لزراعتها في الموسم الجديد، بينما قال الآخر انه كان يستقبل كراتين البطاطس "نصف مقلية" لتخزينها لحساب الشركات إلا أنها الأخرى لم يأت في اليوم منها سوى 50 كرتونة فقط للتخزين.
من ناحية أخرى أوضح محمد فاروق مزارع من قرية الطويلة بالدقهلية، أثناء تواجده مع «بوابة أخبار اليوم» بسوق الجملة ببنها أثناء توريد محصول البطاطس لأحد التجار، قائلا: " نسمي البطاطس «أكلة الغلبان» لتوافرها بسعر مناسب فالأسر البسيطة التي لديها أبناء لم تحمل هما في تحضير طعام مكلف فكانت تقوم بشراء 4 كيلو بطاطس بـ10 جنيهات وتشكل في طهيها المسلوق والمقلي والمطبوخ مع تحضير العيش البلدي ويتناولوا وجبتهم وهم مسرورين، أما الآن تبدل الحال بعد ارتفاع سعرها مثل الطماطم ليصل سعر الكيلو إلى 15 جنيها.
وأضاف فاروق، أن قريته لا تعرف سوى زراعة البطاطس والذرة، حيث تعد الأولى في إنتاج محصول البطاطس على مستوى الجمهورية، موضحا أن الفدان يكلف عند زراعته بهذا المحصول ما يقرب من 30 ألف جنية مشتملة 13 ألف للإيجار و10 شكائر تقاوي "سيلانة" ب 7 آلاف جنيه بالإضافة إلى حرث وتجهيز بـ1500 جنيه وأسمدة كيماوية ورش ومبيدات وعمالة 8 آلاف جنيه.
وتابع: "التاجر بيشتري كيلو البطاطس من الفلاح بسعر يتراوح ما بين 2 و3 جنيهات للكيلو ويضيف إليه جنية مقابل الخيش والأنفار، وأجرة الثلاجة وأجرة حفظ الطن 350 جنيه في الموسم بالإضافة إلى خسارته 50 كيلو عند وضعه أسفل القش لتركه يجف ثم 50 أخرى بعد تخزينه في المبردات بسبب تعرضه للهواء مرة أخرى بعد أن تخزن بعض من البخار".
وقال أن الفلاح والتاجر يخزنان المحصول بالمبردات ولقلة المعروض بسب ضعف الإنتاج وصل الطن الآن إلى 9 آلاف جنية، حيث أن السيارة يتم تحميلها بـ7 طن من الثلاجة وتتوجه إلى الأسواق حسب الاتفاق والطن يصرف 500 جنيه أجرة نقل وتحميل وتنزيل، أي أن الحمولة تكلف "3500 جنية"، ويضاف إليهم "900 " أخرى مقابل انخفاض الوزن إلى 100 كيلو في تلك الحمولة عقب خروجها من الثلاجة، بالإضافة إلى عمولة محل تصل إلى 6% من إجمالي المبلغ ومكسب التاجر يصل إلى 250 جنيه في الطن الواحد.
وتابع: "أما عن ربح الفلاح فيكون حسب إنتاجيته، يعني مثلا لو الفدان أنتج 20 طن بسعر 5.2 جنيه للكيلو فسيكون متحصلا على مبلغ 50 ألف جنيه للفدان.
وأكد فاروق، أن أعلى إنتاجية للفدان في العروة الماضية وصلت إلى 13 ألف جنية، وتسببت في خسارة الفلاح أكثر من 15 ألف جنية في الفدان بسبب التقاوي التي لم تعط الإنتاجية السليمة، فمثلا التقاوي القديمة "الذريعة" كانت تقسم الحبة إلى 8 قطع يتم زراعتها وكانت تنتج الواحدة من تلك القطع 4 حبات من البطاطس، أي أن الواحدة تنتج 34 منها، وبذلك ينتج الفدان من 20 إلى 24 طنا في الموسم الذي يصل إلى 5 أشهر.
وأشار إلى أن التقاوي الأخيرة التي تم زراعتها كانت رديئة، حيث كانت الحبة تنتج بعد تقطيعها إلى 8 أجزاء وزراعتها 8 فقط منها بدلا من 37 حبة مما تراجع إنتاجية الفدان هذا الموسم من 10 إلى 14 طنا أي أن هذه العروة أنتجت نصف كمية العروة السابقة.
وقال أن من ضمن أسباب ارتفاع سعرها أيضا إصابة النبات بـ«الندوة» بسبب تقلبات الجو وسوء التخزين والتفريز واستخدام المبيدات غير الصالحة، مطالبا بعدم زراعة هذه التقاوي تفاديا للخسارة واستنباط أنواع جديدة بالتنسيق مع وزارة الزراعة.
ونبه فاروق إلى أن المحصول المخزن يتم تسويقه إلى جميع محافظات الوجه القبلي وحلايب وشلاتين، والعروة الجديدة الشتوية سوف يتم تقليعها بالمنيا والبحيرة بعد 20 يوم وستساعد على انخفاض الأسعار وخاصة بعد 25 يوما.
واستبعد فاروق، مصانع «الشيبسي» من ارتفاع الأسعار بسبب قيام الشركات بزراعة نوع معين منها اسمه "هيرمس" في الأراضي الرملية ومحافظات الاستصلاح، مؤكدا على أن تصدير المحصول من العروة الشتوية فقط لاكتساب حبات البطاطس الرطوبة التي تتحمل السفر.
ومن ناحية أخرى، يقول مختار أبو رفاعي من قرية الرملة مركز بنها، انه يزرع فدان بطاطس ويقوم ببيع المحصول في الأرض للتاجر بسعر يتراوح بين 2 إلى 3 جنيه للكيلو حسب الحجم، ويضيف إلى انه يلجأ إلى إحدى الثلاجات لتخزين التقاوي لزراعتها في الموسم التالي.
