القوات البحرية.. بطولات وانتصارات «الضفادع البشرية» في مواجهة العدو

بطولات وانتصارات «الضفادع البشرية» في مواجهة العدو
بطولات وانتصارات «الضفادع البشرية» في مواجهة العدو

«من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه».. القوات المسلحة المصرية على مر العصور سطرت بأحرف من نور الكثير والكثير من البطولات والتضحيات، وقدم هؤلاء الأبطال أفضل نماذج التضحية والفداء من أجل الوطن على مدار تاريخها. 

 

وها نحن اليوم نشاهد تضحيات أبطال قواتنا المسلحة في مواجهة الإرهاب وقوى الشر والظلام، وحفاظها على حمى الوطن وسهرها على حمايته، والتي لا تقل عن تضحيات جيل أكتوبر العظيم، مقدمة أسمى معاني البسالة والشجاعة والفداء والتضحية، وهي تقاليد راسخة تتوارثها الأجيال والدفعات المتتابعة في قواتنا المسلحة الباسلة .

 

يحتفل الشعب المصري وقواته المسلحة، خلال شهر أكتوبر من كل عام بذكريات عزيزة على قلوب جميع المصريين، وهي أعياد النصر، حينما حققت القوات المسلحة انتصارات متتالية على العدو الإسرائيلي الذي لقنته درسًا قاسيًا لم ولن ينساه.

 

واليوم تحتفل القوات البحرية وهي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، بعيدها الـ 51 ، ففي مثل هذا اليوم 21 أكتوبر من عام 1967 نجح أبطال القوات البحرية في النصر علي القوات الإسرائيلية في أول مواجهة فعلية بعد هزيمة 1967 وتمكنوا من إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، النصر الذي أعاد  الثقة ليس فقط إلي أفراد البحرية وإنما إلي كل القوات المسلحة وإلي قدرة وكفاءة المقاتل المصري في التصدي ومواجهة العدو، وهو ما برهن عليه بجدارة نصر أكتوبر العظيم بعد ذلك بنحو ست سنوات.

 

وبمُناسبة عيد القوات البحرية، «بوابة أخبار اليوم» تستعرض بعضا من بطولات البحرية المصرية ضد العدو الإسرائيلي خلال فترتي حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر .

 

فترة الاستنزاف 

 

أولا | إغراق المدمرتين «إيلات INS Eilat» و «يافو INS Yaffo» 


21 أكتوبر 1967 كان يوما فارقا في تاريخ الحروب البحرية، حيث شهد استخدام الصواريخ سطح- سطح المُضادة للسفن لأول مرة في الحروب الحديثة، والذي نتج عنه إغراق المدمرة الإسرائيلية « إيلات » وتوأمها أيضا المدمرة « يافو » و كانتا حينها أكبر السفن القتالية في الأسطول الإسرائيلي.

 

المدمرتان في الأصل هما من فئة المدمرة الإنجليزية طراز « زد Z Class Destroyer « فالمدمرة « إيلات « كان اسمها في الأصل « HMS Zealous «، وخدمت لدى البحرية الملكية البريطانية في الفترة « 1944 - 1955 »، ثم تم بيعها للبحرية الإسرائيلية عام 1955، والمدمرة « يافو » كان اسمها في الأصل «HMS Zodiac » وخدمت لدى البحرية الملكية الإنجليزية في الفترة « 1944 - 1955 » وتم بيعها للبحرية الإسرائيلية عام 1955.

 

يبلغ طول المدمرة 110 متر والإزاحة 2530 طن وعدد أفراد الطاقم 225 والتسليح 4 مدافع 120 مم ومدفعين 40 مم ومدفعين 20 مم و8 أنابيب إطلاق للطوربيد بعدد 21 طوربيد و70 قذيفة أعماق.

«صورة المدمرة يافو»

«صورة المدمرة إيلات»

تم إغراق المدمرتين بـ4 صواريخ «P15 Termit» السوفييتية المُضادة للسفن والمعروفة أيضا باسم « ستيكس Styx» من قبل لنشي صواريخ مصريين طراز « كومار Komar Class » سوفييتيي الصنع قبالة سواحل بورسعيد، وكانت تلك العملية ردّا على الغطرسة الإسرائيلية في الاختراق المُتكرر للمياه الإقليمية المصرية، وقُتل من طاقم إيلات 47 فردا وأُصيب 99 آخرون.

«صورة للكومار المصري»

 

«الأبطال الحقيقيون الذين نفذوا عملية إغراق المدمرتين الإسرائيليتين إيلات و يافو»


ثانيا | إصابة الغواصة الإسرائيلية « تنين INS Tanin » 

 

هي غواصة بريطانية الأصل من فئة غواصات « اس S Class Submarine»  و كانت في الأصل تحمل اسم «HMS Springer»، وخدمت لدى البحرية الملكية الإنجليزية في الفترة « 1945 - 1958 »، وتم بيعها للبحرية الإسرائيلية عام 1958 و أصبح اسمها « تنين INS Tanin » وتعني بالعبرية «التمساح»، ويصل طولها إلى 66 متر وإزاحتها القصوى 872 طن طافية 910 طن غاطسة، و يبلغ عدد أفراد طاقمها 48 ضابطا وبحاراً.

«صورة الغواصة الإسرائيلية تنين»

 

في يوم 6 يونيو عام 1967 حاولت تلك الغواصة التسلل إلى ميناء الإسكندرية وإطلاق مجموعة من الضفادع البشرية لتلغيم المدمرات و الفرقاطات الموجودة في الميناء، و لكن فشلت المحاولة حيث تم اكتشاف الغواصة وإطلاق قذائف الأعماق عليها من قبل الفرقاطة المصرية « الطارق Tariq F931»، وهي فرقاطة إنجليزية الأصل من فئة فرقاطات «Black Swan Class»، خدمت لدى البحرية الملكية الإنجليزية في الفترة « 1943 – 1949»  وبعد حصول مصر عليها تم إعادة تسميتها بالطارق عام 1954.

 

تبلغ إزاحة الفرقاطة 1350 طن وطولها 91.6 متر وعدد أفراد طاقمها 192 فردا وتتسلح بـ6 مدافع عيار 102 مم موزعين على 3 أبراج بعدد مدفعين لكل برج و4 مدافع عيار 40 مم و12 مدفع 20 مم مضاد للطائرات و110 قذيفة أعماق.

 

تم إصابة الغواصة « تنين » إصابة شديدة وأكمل قائدها طريقه إلى ميناء حيفا بصعوبة بالغة، وقامت البحرية الإسرائيلية بتكريمه وكانت تلك هي النهاية للغواصة تنين التي خرجت من الخدمة عام 1972، وأما طاقم الضفادع البشرية فقد ضل طريقه وحاول الاختباء في قلعة قايتباي ولكن تم إلقاء القبض عليه.

 

ثالثا | إغراق الغواصة « داكار INS Dakar»

 

الغواصة المنحوسة التي تم إغراقها في أول مهمة لها، قبل استلامها في حيفا، حيث قامت إسرائيل بشرائها مستعملة من بريطانيا وتم الاتفاق على تجديدها، وكانت في الأصل تحمل اسم « HMS Totem » وهي من فئة غواصات « تي T Class »، خدمت لدى البحرية الملكية الإنجليزية في الفترة « 1945 - 1965 »، ثم قامت إسرائيل بشرائها عام 1965 في عقد اشتمل على عمرة البدن والمحرك.

«صورة الغواصة داكار»

وفي طريق عودتها إلى ميناء حيفا يوم 15 يناير 1968 تلقى قائد الغواصة الكابتن ياكوف رعنان وهو في طريقه إلى البحر المتوسط، برقية من قيادة القوات البحرية الإسرائيلية تطالبه بإبلاغهم بموقعه كل 6 ساعات، وعند اقترابه من المياه الإقليمية المصرية صدرت له الأوامر بالدخول إلى ميناء الإسكندرية ومراقبة السفن المصرية هناك، ولكن حظه العاثر أنه تم اكتشافه بواسطة كاسحة الألغام البحرية « أسيوط » لتغرقها بقنابل الأعماق، ولم تنجح في النجاة مثل سابقتها تنين التي نجت بأعجوبة.

 

«أسيوط» كاسحة ألغام سوفييتية الصنع من فئة كاسحات « T43-class » ويبلغ طولها 58 متر، وإزاحتها 500 طن وتسليحها 4 مدفع 37 مم ومدفعين 12.7 مم وقاذف لقنابل الأعماق و 32 لغم.

«صورة كاسحة الألغام أسيوط»


رابعا | قصف «رمانة» و«بالوظة» بمدفعية المدمرات 

 

قامت المدمرتان « الناصر» و« دمياط » ( من فئة مدمرات Skorry السوفييتية ) ومعهما 2 لنش طوربيد و2 لنش صواريخ بإسكات وتدمير سرية مدفعية 155 مم إسرائيلية.


خامسا | الإغارة على ميناء «إيلات» بواسطة عناصر القوات الخاصة البحرية 

 

نفذت القوات البحرية المصرية مهام بالإغارة على ميناء إيلات ثلاث مرات، الأولى كانت ليلة ( 14-15 ) نوفمبر 1969، وكانت الإغارة على ميناء إيلات بالضفادع البشرية ونتج عنها إصابة السفينة « عاليا » والسفينة « هيدروما » بعد تلغيمهما.

 

والثانية ليلة ( 5-6 ) فبراير 1970، وكانت الإغارة على ميناء «إيلات» بالضفادع البشرية وتفجير سفينة الإمداد « بات يام » وإصابة سفينة الإنزال « بيت شيفع».

 

والثالثة ليلة ( 14-15 ) مارس 1970، حيث قام أبطالنا بالإغارة على ميناء «إيلات» بالضفادع البشرية وتدمير الرصيف الحربي داخل الميناء وقتل عدد كبير من الضفادع البشرية الإسرائيلية أثناء قيامهم بالكشف و تقدير الخسائر التي لحقت بالرصيف بعد الانفجار الأول.

 

فترة حرب أكتوبر 

 

حققت القوات البحرية الكثير من النجاحات ونفذت العديد من الأعمال البطولية خلال فترة حرب أكتوبر، حيث فرضت السيطرة على الملاحة البحرية في مضيق باب المندب واعتبار المنطقة الواقعة شمال خط عرض 22° منطقة عمليات، لقطع كافة الإمدادات والدعم الدولي للعدو من البحر الأحمر، وتم ذلك بواسطة مدمرتان وغواصتان و3 لنشات طوربيد.

 

كما قامت بسد فتحات النابلم على طول خط القناة قبل عملية العبور بـ12 ساعة بواسطة الضفادع البشرية، وأغلقت الملاحة البحرية في خليج السويس أمام العدو الإسرائيلي، ونتج عن ذلك إغراق ناقلة للعدو مسؤولة عن نقل الأفراد والمركبات وإغراق ناقلة البترول باتريا حمولة 64 ألف طن، وكذلك إغراق ناقلة البترول سيرينا حمولة 2000 طن.

 

وقامت بالإغارة على مواقع العدو يوم 9 أكتوبر 1973 متمثلة في النقطة الحصينة بمنطقة أبو دربة على الساحل الشرقي لخليج السويس، وتم تدمير منشآت العدو ومناطق إيوائه وكذلك منشآته النفطية، كما تم تلغيم مينائي الطور وبلاعيم لقطع كافة خطوط نقل وإمداد البترول للعدو في خليج السويس .

 

وقام لوائي لنشات الصواريخ الغير موجهة الأول والثاني بعمليات قصف لمواقع العدو، حيث قصفت تجمعات العدو في رأس بيرون يوم 7 أكتوبر، منطقة رأس محمد يوم 10 أكتوبر، ودمرت وحدات الضفادع البشرية الإسرائيلية مع أسر عدد منهم يوم 11 أكتوبر، وقصفت منطقة رأس سدر يوم 12 أكتوبر، ومنطقة شرق بور فؤاد يوم 13 أكتوبر، ومنطقة رأس دهيسة بالصواريخ يوم 15 أكتوبر، وتصدت لهجوم الضفادع البشرية الإسرائيلية وتدمير بعض وحداتهم يوم 19 أكتوبر .