حوار|«مدير بهية»: نحارب السرطان بالحكايات ودروس الطبخ والـ«ميك آب»

د.هشام أبو النجا مع جمعية الصداقة المصرية الهولندية ومحرر «بوابة أخبار اليوم»
د.هشام أبو النجا مع جمعية الصداقة المصرية الهولندية ومحرر «بوابة أخبار اليوم»

نستقبل ٥٠ حالة يوميًا.. ونجري الجراحات في ٤ مستشفيات خارجية

نعمل على تحسين حياة المريضات قبل والجراحات وبعد الشفاء.. ونتوسع في تقديم الخدمات

 

«مستشفى بهية» نقطة دفاع قوية في مواجهة أحد أشرس الأمراض التي تواجه بنات حواء، قاعدتها مكان شهد حرب ضارية عاشتها الراحلة «بهية وهبي» فقررت أن تهب مسكنها كنقطة بداية لتقديم يد العون لكل سيدة يهددها سرطان الثدي.

 

«بوابة أخبار اليوم» التقت د.هشام أبو النجا المدير السابق لمركز بهية لعلاج السرطان والمسئول عن تنمية الموارد حاليًا، للتعرف عن قرب على الخدمات عالية الجودة التي تقدم في بهية لمرضى السرطان دون أي مقابل مادي.

 

ما هي الخدمات التي تقدمها بهية؟

نقدم خدمات الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، كونه يمثل أعلى نسب الأورام التي تصيب النساء، إلى جانب الخدمات العلاجية للحالات التي يثبت إصابتها.

 

مبنى المستشفى مكون من ٦ طوابق منهم طابقين تحت الأرض وأربعة طوابق علويين، ويتضمن وحدتين لتقديم خدمات الاكتشاف المبكر، وقسم للعيادات الخارجية، وآخر لعيادات الدعم النفسي، بالإضافة إلى معمل يقدم كافة الخدمات، ومجهز بأحدث أجهزة، في العالم، بينهم جهازين للعلاج الإشعاعي هما الأحدث في الشرق الأوسط.

 

هل لديكم نية للتوسع في تقديم الخدمات؟ 

رئيس الوزراء ووزير الإسكان د.مصطفى مدبولي وافق على تخصيص قطعة أرض مساحتها ٦ ألاف متر بمنطقة الشيخ زايد؛ للمساعدة في استيعاب الأعداد المتزايدة من المترددات على المركز، حيث أن المركز الموجود في منطقة الهرم ينقصه عدم وجود غرف للإقامة الداخلية؟

 

كيف يتم إجراء جراحات الأورام في ظل عدم وجود أسرة إقامة داخلية؟

نجري جراحاتها في ٤ مستشفيات خارجية من خلال التعاقد المباشر ونقوم بتسديد تكاليف الجراحة كاملة دون تحميل المريضة أو أسرتها أي أعباء مالية، ويتم متابعة هذه الجراحات داخل المركز.

 

هل تم تصميم المنى الجديد لفرع بهية الجديد في الشيخ زايد؟

نعم، تم تصميم المبنى الجديد على ٥٠٪؜ من مساحة الأرض بارتفاع ٦ طوابق تصل إجمالي المباني إلى ما يقرب من ١٨ ألف متر ويضم المبنى ٦ غرف عمليات وحوالي ١٢٠ غرفة على مرحلتين.

 

كم يبلغ عدد المترددين على المستشفى يوميا؟  

نستقبل ما بين ٤٠ إلى ٥٠ حالة يوميا، ومثلهم في العيادات التخصصية سواء الجراحة أو الأورام، بالإضافة لجلسات العلاج الكيماوي والتي تستطيع تقديم الخدمة لحوالي ٧٥ مريضة يوميا، ولكن هذا العدد لا يتحقق نظرا للتكلفة المرتفعة والتي تزيد عن قدرات المستشفى، حيث أننا نعتمد بشكل أساسي على أموال التبرعات، ومن هنا أدعو جميع طوائف المجتمع لدعم المستشفى للتمكن من خدمة أكبر عدد من المريضات.

 

هل تقدم المستشفى الخدمات ما بعد الجراحات ؟

المستشفى تعمل على تحسين حياة المريضات قبل وبعد الجراحات والشفاء، حيث نقدم خدمة إعادة بناء الثدي من جديد وخاصة للمريضات صغيرات السن، من خلال أمهر جراحي الثدي بقيادة الدكتور أشرف الزيات أحد أعلام جراحات الثدي في إنجلترا، وذلك بعد الاطمئنان على انتهاء جلسات العلاج الكميائي أو الإشعاعي، ويتم الاستعانة بثدي من السليكون مع إحدى عضلات الضلوع مع بعض الأجزاء الصناعية، وهو ما يدعم الحالة النفسية للسيدة بشكل كبير، عندما لا يظهر على جسدها أي أثر للاستئصال.

 

هل يمكن أن يرتد المرض للسيدة مرة أخرى؟

بالتأكيد يوجد نسبة كبيرة من السيدات يعاود المرض مهاجمتهن مرة أخرى، وهنا أنوه إلى أن إنشاء المستشفى من الأساس قائم على الاكتشاف المبكر، لأن نسب الشفاء في المرحلة الأولى للمرض تتعدى ال٩٥٪؜ حيث يتم في المرحلة الأولى استئصال الورم فقط دون اللجوء إلى استئصال الثدي بالكامل، وفِي هذه الحالة تكون نسب الشفاء عالية جدا، وتنخفض في نفس الوقت نسب الارتداد، لذلك أطالب كل سيدة تجاوزت سن الأربعين أن تجري الفحص بجهاز الماموجرام والموجات الصوتية، وهو ما لا يستغرق أكثر من ١٥ دقيقة، وهو ما يمكن أن يطمئن السيدة على نفسها لمدة عام على الأقل، أما من لهن تاريخ مرضي في أسرهن فلابد أن يبدءن الفحص في سن مبكرة.

 

ما تفسيرك لتأخر بعض السيدات في الفحص رغم شعورهن بتغيير في أجسادهن؟

بعض السيدات وخاصة الريفيات يتحملن عبء كبيرا في منازلهن، ولذلك عند شعورهن بأي تغييرات يجدن الوقت الكافي للتفكير في الأسباب بسبب انشغالهن بمهام المنزل طوال الوقت، وللأسف هذا النوع من السيدات يذهب للطبيب في وقت متأخر جدا، ويواجهن التدخل الجراحي ثم العلاج الكميائي أو الإشعاعي أو البيولوجي، وكون نسب الاستجابة ضعيفة كما ترتفع لديهن نسبة خطورة ارتداد المرض مرة أخرى، لذلك حرصت بهية على الخروج من المستشفى للتجمعات والمصالح في عدد من المحافظات، وأطالب كل سيدة بفحص نفسها أسبوعيا للتحرك بشكل فوري عند الشعور بأي تغيير، لبدء العلاج مبكرا والشفاء من المرض بأقل خسائر.

 

هل تقوم المستشفى بدور في حياة المتعافيات؟

المستشفى لديها فريق للدعم النفسي، يضم متطوعات ومريضات مررن بهذه التحربة، ومدعومات بخبيرة نفسية، ويتمثل دورهن دعم أي مريضة تشير نتائج فحصها إلى وجود خطورة، فيروين قصصهم وما واجهنه في مشوارهن مع المرض حتى انتصرن في النهاية، كما يجالسن المريضات قبل جلسات الكيماوي لرفع معنوياتهن، بالإضافة إلى خبيرة في التجميل لتعليمهن فن "المكياج" وكيفية عمل الـ"ميك آب" في أوقات العلاج الكميائي حتى لا تظهر عليهن أي علامات ويظهر في أبهى صورهن، كما تطوعت بعض القنوات التليفزيونية بدعم بهية بشيفات لتعليم المترددات فن الطهي والأطعمة الصحية، كل هذا يزيد الألفة بين المريضات فيقبلون على الحياة يستطعن مقاومة الأعراض الجانبية للعلاج، وتتحسن نسب الاستجابة للعلاج.

 

هل واجهت بهية مشاكل أو عثرات في طريقها نحو العلاج المجاني لمريضات سرطان الثدي؟

بالطبع، واجهنا العديد والعديد من العثرات، خاصة أننا نستمد قدرتنا على خدمة المريضات بتطورات أهل الخير، وفِي أوقات كثيرة نجد أنفسنا غير قادرين على تأدية دورنا تجاه المريضات بسبب نقص الموارد، حيث أننا نحدد أعداد الحالات التي سيتم علاجها شهريا على حسب الموارد المتاحة، وكلما قلت الموارد زادت في المقابل قوائم الانتظار، علما بأن قائمة الانتظار قلت كثيرا هذه الأيام لأن د.محمد عمارة المدير العام الحالي يبذل جهدا كبيرا، بالتعاون مع مجلس الأمناء برئاسة المهندس تامر شوقي.

 

هل تقدم وسائل الإعلام المختلفة أي شكل من المساعدة لمستشفى بهية؟

الحقيقة أن بعض الفنانات والمشاهير متحمسون بشكل كبير لمواجهة مرض سرطان الثدي، وكثير منهن يداومن على التبرع وزيارة المريضات في المركز، كما تبرع الكثير منهن بأجورهن في إعلانات بهية على مختلف القنوات التليفزيونيةز