الأتوبيسات الجديدة «شكل تانى».. «الذكى» و«أبو دورين» آخر صيحة فى شوارع القاهرة

الأتوبيسات الذكية وأبو دورين - تصوير محمد يوسف العناني
الأتوبيسات الذكية وأبو دورين - تصوير محمد يوسف العناني

- مواصلات مصر: نستهدف أصحاب «الملاكى» والتزام دقيق بالمواعيد وخطوط السير

- طفرة كبيرة فى الباصات المميزة.. والمواطنون يطالبون بتعميم التجربة


تعتبر هيئة النقل العام بالقاهرة من أهم المرافق الحيوية التى يعتمد عليها ملايين المواطنين كوسيلة نقل يومية فى نطاق القاهرة الكبرى، حيث تربط ثلاث محافظات «القاهرة والجيزة والقليوبية» ببعضها، هيئة النقل العام عانت لعدة سنوات من تعرضها لخسائر بسبب انخفاض سعر التذكرة وارتفاع أسعار قطع الغيار والمحروقات والصيانة ورواتب العاملين، إلى أن تذكرة الهيئة شهدت ارتفاعا طفيفا مع زيادة أسعار الوقود، لتقلل الخسائر المتتالية للهيئة، لتصبح أغلى تذكرة بخطوط الهيئة 5 جنيهات وأقل تذكرة بـ 3 جنيهات.

 

ويشهد هذا المرفق الحيوى تطورا غير مسبوق خلال الفترة الماضية، فالهيئة تعمل ليل نهار من أجل تقديم خدمة مميزة بأسعار مناسبة للمواطنين، فقامت الهيئة بتفعيل منظومة التتبع لحافلات النقل العام لفرض الرقابة على السائقين، وتم فتح الباب لشركات خاصة جادة فى تقديم خدمة مميزة للمواطنين بالتعاون مع هيئة النقل العام مثل «مواصلات مصر» التى شغلت الأتوبيس الذكى.. بالإضافة إلى دعم هيئة النقل العام بـ40 حافلة بدورين ورفع تذكرة الركوب بخطوط الهيئة لتقليل الخسائر ودعم الهيئة بـ150 مينى باص بـ 90 مليون جنيه ودعم الهيئة بـ 130 أتوبيسا جديدا بالغاز الطبيعى، بالإضافة إلى جلب قطع غيار بـ 245 مليون جنيه لأعمال الصيانة وزيادة أعداد أسطول هيئة النقل العام لـ 5000 أتوبيس قريبا.


الأتوبيس الذكى


ومن ضمن ملامح التطوير، ظهور الأتوبيسات الذكية التى تنتشر فى شوارع القاهرة من خط مطار القاهرة حتى دوران شبرا، والتى تتميز بخدمات تقدم لأول مرة وهى تذاكر إلكترونية تبلغ قيمتها 10 جنيهات وبها خدمة الإنترنت wife ومكان USB لشحن الموبايل وسماعات بجوار كل كرسى ليستمع الراكب للإعلانات المعروضة دون ازعاج باقى الركاب وكذلك توجد شاشة LCD، وتتميز بارتداء سائقيها زياً رسمياً موحداً وبها كاميرات لمراقبة الأتوبيس من الداخل لضمان أمان الركاب بالإضافة إلى أن كل السيارات مكيفة ولكل راكب مقعد مخصص ولا يسمح فيها بالوقوف نهائياً، قمنا بجولة ميدانية واستقللنا الأتوبيس الذكى ورصدنا عمله على أرض الواقع حيث يبدأ عمل الأتوبيس فى الساعة السادسة صباحا من شبرا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، لأول مرة تجد تذكرة أتوبيس إلكترونية يوجد بها كود السائق ورقم الأتوبيس فتستطيع أن تحدد هوية الأتوبيس فى حالة وجود أى شكوى لك، أصبح الأتوبيس المميز صاحب اللون الفسفورى محل انتظار من المواطنين نظرا للخدمات المميزة التى يقدمها، اقتربنا من الأتوبيس وأكدت رضوى محمد موظفة أن هذا الأتوبيس فكرة جميلة نظرا لما يتواجد به من إمكانيات تخدم كافة متطلباتنا مثل وجود مخرج شاحن هواتف محمولة فى كل كرسى وهو ما يحتاجه المواطن فى الفترة الحالية نظرا لأن فى بعض الأحيان « الموبايلات بتفصل شحن « ولابد من شحن الهواتف لإبلاغ أهالينا بموقعنا وأشارت إلى وجود شيء مهم وهو أن الأتوبيس لا يقوم بتحميل أى راكب فى « الطرقات « ويكتفى فقط بوجود كل راكب فى الكرسى المخصص له وبالتالى يمنع التحرش والازدحام والسرقة.


وتحدثنا مع السائق أشرف محمود الذى يرتدى الزى الموحد الذى اطلقته مواصلات مصر فأكد أن الأتوبيس مراقب بالكاميرات لضمان ضبط أى لص أو فعل مخالف للقانون وأشار إلى أن «الواى فاى» بالأتوبيس بسرعة جيدة وأثنى عليه المواطنون وأضاف أن الأتوبيس « مكيف بالكامل « وسعر التذكرة 10 جنيهات والسعر مناسب لأن المسافة تبدأ من المطار حتى شبرا.


وأوضح د. هشام طه الرئيس التنفيذى لشركة مواصلات مصر، أن دراسة الجدوى التى أجرتها الشركة قبل تنفيذ المشروع وجدت أن هناك حاجة ماسة لوجود وسائل نقل حضارية مزودة بأنظمة تكنولوجية فى القاهرة كمثيلاتها فى كل عواصم العالم وتستهدف بشكل أساسى إغراء أصحاب السيارات الخاصة بترك سياراتهم واستخدام وسائل النقل العام وأضاف أن الأتوبيسات الجديدة ستستخدم تطبيقاً ذكياً يتم تداوله لأول مرة فى مصر يوضح للعميل خط سير الرحلة ووقت الوصول وكافة بيانات السيارة والسائق لتوضح له كافة الخيارات المطروحة لاتجاه الرحلة وأكد بأنه تم اتباع نظام دقيق للصيانة اليومية الدورية للمركبات للتأكد من عملها بكفاءة بكافة الأجهزة الملحقة بها وتقديم الخدمات على أعلى مستوى كما تم إعداد برامج تدريب للسائقين وأغلبهم من الشباب على التعامل مع الأجهزة الملحقة بالسيارة كذلك على حسن التعامل مع المواطنين والالتزام الدقيق بالمواعيد وخطوط السير.


«أبو دورين»


ولم يتوقف مسلسل التطوير عند الأتوبيس الذكى، فانتشر أيضا فى الشوارع الأتوبيس « أبو دورين « المكيف فى مشهد جمالى رائع، هذا الأتوبيس المزود بأحدث التقنيات التكنولوجية فى القاهرة، من خلال خطين الأول من موقف أتوبيسات المرج الجديدة إلى الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس، بمسافة 38 كيلومترًا والثانى من حدائق القبة إلى التجمع الخامس، ويقطع 31 كيلومترا وسط إقبال كبير من المواطنين على الخدمة الذين طالبوا بتعميمها فى كافة مناطق القاهرة الكبرى إلا أنه تم حظر مرور الأتوبيسات الجديدة فى عدد من المناطق، أهمها عبد المنعم رياض ورمسيس وشارع كورنيش النيل بالقاهرة وذلك بسبب ارتفاعه عن مستوى الأنفاق والكبارى التى قد يمر بها الأتوبيس المجهز بكافة التقنيات الحديثة من تكييف و»واى فاى» وجى بى إس، وفتحات لشحن الموبايل واللاب توب وإرشاد عبر مكبرات الصوت وغيرها وعددها 71 راكبًا، منهم 17 فى الدور الأول، و54 فى الدور الثانى لعدم التزاحم ومضايقة الركاب.


وأضاف شعبان محمد ـ موظف ـ أن هذا الأتوبيس هو أفضل وأريح وسيلة مواصلات قدمتها الحكومة، وأشار إلى أنه كان يتنقل فى وسيلتى مواصلات من الحدائق إلى التجمع الخامس، ما كان يكبده مبالغ أكبر ووقتا أطول، لافتا إلى أن الأتوبيس «أبو دورين» لا يستغرق أكثر من نصف ساعة فى الرحلة، بالإضافة إلى انخفاض تعريفته، فى حين أن جميع الأتوبيسات المكيفة لا يقل سعر التذكرة بها عن 10 جنيهات وقال الراكب إن الخدمة نظيفة وممتازة وكل ما نخشاه أن يتم إهمالها وعدم الحفاظ عليها بعد فترة وتصبح سيئة مثل وسائل هيئة النقل القديمة، لذلك نطالب بالحفاظ على تقديم الخدمة بنفس الكفاءة والإمكانيات الموجودة.


ويأتى هذا فى إطار سعى المحافظة لتطوير أسطول النقل العام وتحديث مركباته، وتهدف فى المقام الأول إلى توفير وسائل مواصلات مريحة وبأسعار متعددة تناسب شرائح المجتمع المختلفة خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الوقود التى أعقبها ارتفاع فى أسعار وسائل النقل الخاصة بصورة تجاوزت قدرة بعض شرائح المجتمع.


وأكد المهندس سامى حجاج رئيس الإدارة المركزية لوسط القاهرة أن هيئة النقل العام تعمل على البحث عن مصادر تمويل لها بجانب دعم الدولة وأسعار التذاكر وذلك للحفاظ على جودة الحافلات وعمل الصيانة الدورية لها وتوفير قطع الغيار والتى تستورد معظمها من الخارج.. وأضاف أن الهيئة تعاقدت مؤخرًا على لصق عدد من الحافلات بالكامل بعدد مختلف من الإعلانات ليغطى الإعلان السيارة بالكامل وهو ما تم بالفعل على عدد كبير من الحافلات التى تعمل بالقاهرة.. وأوضح أن الإعلانات تعمل على زيادة الدخل للهيئة، مشيرًا إلى أن الدولة دعمت الهيئة مؤخرًا لرفع كفاءة الحافلات وأضاف أن الهيئة تسير على قدم وساق لتطوير منظومة الهيئة داخل محافظة القاهرة لافتًا إلى الدور الكبير الذى تلعبه محافظة القاهرة لتيسير كل العقبات أمام الهيئة وأشار إلى أن ورش هيئة النقل العام تطور من نفسها باستمرار بما يتماشى مع التكنولوجيا الحديثة، مشيرًا إلى تمويل المشروعات داخل الهيئة تكون من مواردها برعاية الحكومة المصرية.