الممثل التجاري الروسي: اهتمامنا بالاستثمار في مصر حقيقي ونتائج ملموسة خلال الأشهر المقبلة

نيكولاي اسلانوڤ
نيكولاي اسلانوڤ

أكد «نيكولاي اسلانوڤ»، رئيس التمثيل التجاري لروسيا في مصر على حرص  الشركات الروسية في المشاركة باستثماراتها وإمكانياتها الصناعية والتكنولوچية بمشاريع بناء العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة دمياط للأثاث وإنشاء المركز اللوچستي الروسي في مصر وتطوير البنية التحتية لتخزين الحبوب والمعالجة وتحديث السكك الحديدية ومترو القاهرة.

وكذلك إعادة تأهيل المصانع المعدنية، وإنشاء إنتاج مشترك للمستحضرات الصيدلانية  وسفن الركاب البحرية والنهرية..جاء ذلك خلال حوار  مع المسئول الروسي  عقب الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الروسي الي موسكو قبل أيام قليلة والتي شهدت مباحثات مهمة مع الرئيس فلاديمير بوتين،والتفصيلات في السطور الآتية.

وفي اطار حرص الشركات الروسية علي الاستثمار والتعاون مع مصر..ما عدد الشركات التي زارت مصر العام الجاري؟
- خلال الفترة من يناير إلى أغسطس الماضيين زار مصر ٤٠ وفد مثل ٧٠ من كبري الشركات الروسية.
  
ما هي أهم النتائج الملموسة التي تم تحقيقها في اطار هذه الاتصالات والزيارات؟

الحدث الأهم في التعاون التجاري والصناعي الاقتصادي والصناعي الروسي المصري، كان توقيع عقد  العرض الروسي المجري مع السكك الحديدية في مصر بقيمة مليار يورو، وذلك  لتوريد ١٣٠٠ عربة ركاب .  
وهذا هو أكبر عقد في تاريخ السكك الحديدية المصرية.و مدته  ٥ سنوات منذ تاريخ دخولها حيز التنفيذ وفترة الصيانة الفنية للمدربين ١٥ سنة.و تشمل المرحلة التالية من التعاون في مجال السكك الحديدية إنشاء شركة «ترانسماش هولدينج» الروسية في مصر لإنشاء مصنع لإنتاج ٢٠٠ حافلة ركاب سنويا، بإستثمارات ١٠٠مليون دولار، وذلك بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربي،الي جانب زيارة  وفد روسي برئاسة رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخان لمصر.

وشارك في هذه الزيارة  عدد من الشركات التي تعمل في مجال النفط والغاز وصناعة السيارات والبتروكيماويات وهندسة النقل وبناء السفن وتكنولوجيا المعلومات.

وقد عقد خلال هذه الزيارة اجتماعا مهما مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك مع وزير التجارة والصناعة، لتعزيز التعاون التجاري والصناعي بين روسيا ومصر،
كما شارك رستم مع الشركات الروسية في منتدى الأعمال الذي نظمه اتحاد الغرف التجارية المصرية.  

*ماذا عن اهم الزيارات المقبلة؟
- ستقوم الشركات الروسية المتخصصة في تحديث مصانع المعادن، وتشييد البنية التحتية للسكك الحديدية ، وإنتاج السيارات، وصناعة الأغذية، ومعالجة الأخشاب، وتكنولوجيا المعلومات بزيارة مصر نهاية العام الجاري ،وذلك  لإجراء مفاوضات مع الشركاء المصريين، ويجري حاليا الاعداد لذلك من خلال  التمثيل التجاري الروسي بمصر.

*ماذا عن الأرقام التجارية الأخيرة بين مصر وروسيا؟ ولماذا يقتصر التبادل التجاري بين البلدين على بعض البنود التي لم تتغير؟ ولماذا لا توجد جهود لتنويع السلع المتبادلة ؟
- وفقا لإحصاءات دائرة الجمارك الاتحادية الروسية في الفترة من يناير إلى أغسطس الماضيين  تجاوز حجم التجارة الثنائية ٤.١ مليار دولار،مع زيادة قدرها ٢٨ ٪ بالمقارنة مع نفس الفترة من عام ٢٠١٧. 

بلغت الصادرات الروسية ٣.٧ مليار دولار. دولار (زيادة ٣١٪)، وكانت صادرات من مصر  ٤٣٨ مليون دولار  (زيادة ٨ ٪)، والبنود الرئيسية للصادرات الروسية إلى مصر خلال الفترة من يناير إلى أغسطس الماضيين القمح والمعادن والأدوات المعدنية والنفط والغاز ووسائل النقل وأعمال الخشب والخشب والدهون والزيوت.

حيث يزداد الطلب على الحبوب والمعادن والسلع الروسية في السوق المصرية. بـ٨٠٪ من القمح الذي تستورده مصر خلال موسم ٢٠١٧-٢٠١٨ روسي.  

وأهم الصادرات المصرية إلى روسيا خلال الفترة من يناير إلى أغسطس الفواكه والخضروات والملابس والآلات والمعدات الكهربائية  وبعض المنتجات الصيدلانية  والصابون، وتعتبر المحاصيل الزراعية ،الموالح والبطاطس، من أهم الصادرات المصرية إلى روسيا، أكثر من ٨٥٪، وأحد المشاريع الحالية في التجارة الثنائية هو إنشاء المركز اللوجستي المصري في روسيا، والذي سيؤدي  إلى زيادة حجم الصادرات وتنويع بنود التجارة.

وقد تم التوقيع على مذكرة التفاهم بشأن إنشاء هذا المركز في إطار الاجتماع الـ١١ للجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني ، التي عقدت مايو الماضي في موسكو.

* هل تعتبر روسيا مصر وجهة استثمارية مواتية  للمستثمرين الروس ،ام انه مازال عناك تفضيل للدول  المجاورة كإيران وتركيا خاصة وانها تعتبر أقرب حلفاء إلى موسكو وجيرانها ؟

-    سوف أرد بالأرقام: استقبلت مصر خلال الفترة من ٢٠١٧ إلى ٢٠١٨ أكثر من ١٢٠ وفد أعمال روسي لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات التنقيب عن النفط والغاز والطاقة النووية والنقل بالسكك الحديدية والتعدين وإنتاج السيارات والآلات الزراعية والبناء والأدوية والخدمات المصرفية وغيرها. 

كما اشترت أكبر شركة روسية منتجة للنفط والغاز «روزنيفت» ٣٠٪ من حصة الامتياز في  حقل غاز ظهر وبموجب الصفقة استثمرت «روزنفت» ١.٥٧٥ مليار دولار، وسوف تستثمر الشركة أكثر من ٢ مليار دولار، في مشروع ظهر خلال ٢٠١٨-٢٠٢٢.  

كما أن هناك شركة روسية كبيرة أخرى منتجة للنفط تعمل في مصر  منذ   السنوات العشر الماضية ،وتجاوز حجم الاستثمارات الروسية في مصر اليوم ٥ مليارات دولار. دولار ،٦٠ ٪ منه يتركز في قطاع النفط والغاز. 
ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار القادم من رأس المال الروسي إلى قطاع الطاقة في مصر خلال الفترة  ٢٠١٨-٠٢٢ إلى  ٥ مليار دولار. 

كما تعمل روسيا ومصر معاً على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية (RIZ) في منطقة شرق بورسعيد،وفي مايو  مايو الماضي تم التوقيع على الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن إنشاء وتحديث شروط تشغيل المنطقة الصناعية الروسية. 

ووفقا لخطة العمل سيتم إنشاء RIZ على مساحة ٥.٢٥ مليون متر مربع وسيتم بناؤها على ٣ مراحل،سيبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع على مساحة ١ مليون متر مربع في عام ٢٠١٩ ،و ستوفر  أكثر من ٧٠٠٠ فرصة عمل جديدة،و تكلفة أعمال البناء في المرحلة الأولى تقدر بنحو ١٩٠ مليون دولار وفقاً للخطة.

وسوف تنتج «RIZ» منتجات بتكلفة إجمالية تبلغ ٣،٦مليار دولار سنويًا بحلول عام ٢٠٢٦. وسيبلغ إجمالي الاستثمارات الروسية في المشروع أكثر من ٧ مليارات. دولار  وسيخلق المشروع  أكثر من ٣٥ ألف وظيفة.