«الجفري»: المؤشر العالمي للإفتاء «فكرة فريدة»

 فعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء
فعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء

أقيمت اليوم الأربعاء ١٧ أكتوبر، ورشة عمل بعنوان: «نحو مؤشر عالمي لحالة الفتوى في العالم»، وهو أول مؤشر من نوعه يقيس حالة الفتاوى بكافة أرجاء العالم وفق أحدث آليات التحليل الاستراتيجي والإحصائي، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للإفتاء الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

ترأس الورشة، الداعية الإسلامي ورئيس مؤسسة طابة بأبو ظبي الحبيب علي الجفري، وبأمانة سر طارق أبو هشيمة رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية.


وتناولت الورشة عدة محاور؛ الأول يتضمن التقديم المفاهيمي للمؤشر العالمي للفتوى وآليات الرصد والتحليل، والمحور الثاني يعنى بضرورة وجود مثل تلك المؤشرات التحليلية الاستراتيجية في الجانب الديني بشكل عام والإفتائي بشكل خاص؛ نظرًا لأهميتها في علاج كافة الظواهر الدينية، أما المحور الثالث والأخير فيناقش المأمول من المؤشر العالمي للفتوى.

الجفري: «المؤشر العالمي للفتوى» فكرة فريدة ليس لها سابقة

وقال الحبيب علي الجفري، إن فكرة وجود مؤشر عالمي للإفتاء "فريدة" ليس لها سابقة من قبل في دور الفتوى في العالم، وهي محاولة لإيجاد مؤشر عالمي ليكون هناك مقاييس لحالة الفتوى على نحو دقيق مبني على أسس علمية.

وتمنى "الجفري"، أن يتحول هذا المؤشر إلى عمل عالمي يتم من خلاله التنسيق بين دور الإفتاء في العالم أجمع.

من جانبه، قال طارق أبو هشيمة، إن الفتوى باتت اليوم من أهم آليات الخطاب الديني، وهي ضابطة للمجتمعات من كافة الاتجاهات، مؤكدًا أنه لن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، ورُبَّ حامل فقه إلى من هو منه أفقه، وربَّ مبلَّغ أوعى من سامع.

وأكد «أبو هشيمة»، أن «المؤشر العالمي للفتوى» أظهر أن نسبة الفتاوى المنضبطة في العالم خلال عام كانت 87%، ونسبة الفتاوى غير المنضبطة 13% سواء كانت متساهلة أو متشددة، مضيفًا أنه رغم أن الفتاوى غير المنضبطة تُمثل نسبة ضئيلة، غير أنها تشكل خطرًا من ناحيتين: الأولى أنها تعد سببًا وذريعة لخطابات الجماعات المتطرفة، والثانية أنها تُمثّل رافدًا من روافد الإلحاد وتفتح بابًا له في عقول الشباب.

ولفت رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء المصرية، إلى أن «المؤشر العالمي للفتوى» يعد بمثابة الآلية لإعادة نسبة تلك الفتاوى غير المنضبطة إلى سياقها المنضبط وطريقها المستقيم، حتى لا تصدر خطابًا إفتائيًّا متشددًا أو منحلاً بعيدًا عن الحضارة الإسلامية السمحة.

وتابع «أبو هشيمة»: «المؤشر العالمي للفتوى هو القادر على إعادة الانضباط للحقل الإفتائي عامة؛ وذلك بفضل ما اعتمد عليه من آليات تحليل استراتيجية حديثة وأدوات التنبؤ المستقبلي وتقويم الحالة الإفتائية من جوانبها المختلفة، كما أنه يقدم نتائج وتوصيات شديدة الدقة والأهمية لكافة العاملين بالمجال الديني والدعوي بشكل عام والإفتائي على وجه الخصوص».

يذكر أن مؤشر الفتوى العالمي، يعد أحد أهم ورش عمل المؤتمر العالمي للإفتاء المنعقد حاليًا في مصر خلال الفترة من 16 : 18 أكتوبر الجاري تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويهدف المؤشر، الذي تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، لبيان كيف يسير الشأن الإفتائي في كل دائرة جغرافية وفق أهم وسائل التحليل الاستراتيجي، للمساهمة في تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية.

ويتطلع المؤشر إلى الإجابة على مجموعة من التساؤلات أهمها: «عمن تؤخذ الفتوى الصحيحة، ومدى تأثير الفتوى على المجتمعات، وكيفية تفاعل مؤسسات الإفتاء الرسمية مع القضايا والملفات الساخنة، وهل الأجدى إلقاء الضوء على الفتاوى الشاذة للحذر منها أم تجاهلها وبالتالي وأدها في مهدها، وتحديد مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على انتشار الفتاوى السريعة والفئة العمرية التي تلجأ إليها».