في كلمته بمؤتمر الإفتاء العالمي الرابع

رئيس «إفتاء اتحاد علماء إفريقيا»: جهود مصر في جمع كلمة المسلمين كبيرة وملحوظة

مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع
مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع

قال الدكتور محمد أحمد لوح، رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء إفريقيا السنغال، إن التجديد الفقهي لم يزل ضرورة شرعية مستدامة لا يجوز غيابها عن الساحة الإسلامية.

 

وأضاف «لوح»، خلال كلمته بمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، أنه كلما غاب التجديد توارى معه البحث العلمي المتجرد، وتوارى معه الاجتهاد الفقهي الضامن لاستمرارية الشريعة، وظهرت عوضًا من ذلك الاعتماد على النتائج المكررة، والمحصولات الجاهزة، التي يتلقاها الآخر عن الأول معلبة كما هي، دون جهد ذي بال في التأصيل والتدليل، أو التحقيق والتنزيل.

 

واستعرض الدكتور لوح، تحديد عدة مفاهيم كالإفتاء والنوازل والمستجدات، مؤكدًا أن منهجية الإفتاء في المستجدات والنوازل نجد أنها لا تكاد تخرج عن ثلاثة مستويات وهى الباحث، والواقع، ورعاية نظام الاستدلال للنازلة، مشيرا إلى أن البحث العلمي المتين، والإفتاء الشرعي الرصين قرنان لا يفترقان، فكلما كان البحث في القضايا المعاصرة جارياً وفق المعايير العلمية الدقيقة كان أكثر نفعا وأينع ثمرا، وكان صالحا لبناء إفتاء رشيد.

 

وختم رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء إفريقيا السنغال كلمته بعدة وصايا، منها ضرورة تصنيف دليلٍ إرشادي للبحث الفقهي في النوازل، بحيث يتضمن الخطوات اللازمة لإجراء البحث، مع بلورة معايير الجودة الفقهية في البحث النوازلي، وتضمينه مؤشرات أداءٍ لقياس هذه الجودة.

 

ودعا الأمانة العامة لعقد إحدى مؤتمراتها خارج مصر، كي يدرك المسئولون والشعوب في الدول الإسلامية مقدار الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في جمع كلمة المسلمين، وفي استجلاب أسباب الأمن والاستقرار إلى دول العالم، وأن يكون أول مؤتمر للأمانة خارج أرض مصر في دولة السنغال.

 

ويشهد اليوم الثاني -عقب الجلسات النقاشية التي يشارك فيها عدد كبير من المفتين والعلماء، ورشتي عمل لمناقشة المبادرات المختلفة التي أعدتها الأمانة العامة، وتأتي فعاليات المؤتمر تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق"، والذي يستمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة وفود من مفتين وعلماء ومؤسسات دينية من 73 دولة على مستوى العالم.

 

وبدأت مؤتمر الإفتاء العالمي الرابع الذي فعالياته أمس وتستمر حتى الخميس ١٨ أكتوبر الجاري، ويناقش العديد من المحاور والقضايا الهامة حول التجديد في الفتوى، والذي يعد بمنزلة حدث تاريخي تجتمع فيه كلمة المفتين للوفاء بفريضة التجديد الرشيد، والاجتهاد في الجديد.