في أولى جلسات مؤتمر الإفتاء النقاشية..

علي جمعة: العلماء استشعروا بدء تراجع علوم الشريعة عن مواكبة العصر

مؤتمر الإفتاء العالمي
مؤتمر الإفتاء العالمي

 

 

قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن عصرنا الذي نعيش فيه نحن في أحوج الحاجة لمثل هذا التجديد حتى نعيش الواقع الذي حولنا، وأول هذه التجديد هو تجديد الفتوى.

 

وأضاف «جمعة»، في كلمته بالجلسة النقاشية الأولى بمؤتمر الإفتاء العالمي حول "الأصول المنهجية للفتوى" «نحن نحقق مقاصد الشرع الشريف من غير شطط بترك النصوص القطعية، ومن غير خروج من هويتنا، ومن غير تخلف عن مواكبة عصرنا، والتفاعل معه، والتأثير فيه، وهي مسألة شديدة التعقيد شديدة التركيب شديدة الصعوبة».

 

وأوضح أن كثيرا من العلماء الكبار استشعروا أن علوم الشريعة بدأت في النكوص أو التراجع عن مواكبة العصر، ما وضعنا في ضرورة المواجهة مع تجديد علوم الشريعة وإحيائها وتفعيلها من جديد كالإمام الغزالي والسيوطى وغيرهما الذين ألفوا كتبا في إحياء سنة الاجتهاد.

 

ونبّه الدكتور علي جمعة على أن كل تجديد وإبداع لا بد فيه من شطط، وهذا هو نصيب الرواد، دائما يقعون في بعض الشطط، ودائما توجه إليهم أسهم النقد والتجريح، ولكنهم يأخذون ثواب تحريك المياه الراكدة، وإثارة حفيظة العلماء على إعمال العقل والاجتهاد، للرد ومواجهة الفكرة بالفكرة، والإبداع الموازي، ثم يقبلون بعض التجديد ويرفضون بعضه، فتتحرك الأمة نحو آفاق فكرية جديدة عما كانت جامدة عليه، وهذا أمر محمود شرعا وغير مذموم، فإن النظر يزيد الإيمان، ولا يضره.

 

وذكر مفتي الجمهورية السابق أن التجديد يكون بخدمة التراث بقصد فهمه، واستيعابه، وتيسيره للدارسين، وكذلك فإن تحرير المصطلح ومعالجته من الأهمية في حركة التجديد حيث إنه يجمع أحكام العلم، ويحدد حقائق مسائله، فيخرج ما يلتبس منها، ويبين الواقع المراد نقله إلى ذهن السامع، ثم الاعتناء بشرح المصطلح بدقة حتى يصح معياراً صحيحا للفهم، وقادرا على نقل الصورة الصحيحة.

 

واختتم الدكتور علي جمعة كلمته بقوله «ينبغي علينا كلما رأينا إبداعا ألا نقتله في مهده، ونحارب صاحبه ونوبخه، بل ننظر فيه ونرده إلى مبادئ العلم والمنهج، ونأخذ منه ما كان منضبطا ونافعا، ونترك ما دون ذلك، ونعذر صاحبه».