ترامب وبوتين «عداء بعد محبة».. حرب تصريحات وتبادل للاتهامات

ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

تحمل شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دوما جوانب غامضة، فتصرفاته الغريبة مسار حديث الكثيرين وتعجب المحللين والمعنيين بالشؤون السياسية، فتارة عدو وتارة أخرى صديق وفقا للمصالح.

فمن لا يتذكر خلافاته وتصريحاته النارية ضد زعيم كوريا الشمالية والتي ظن البعض أن بإمكانها إشعال العالم حربا ودمارا؟ لكن الأمور سارت عكس المتوقع والتقى الطرفان المتناحران في قمة تاريخية وهدأت الأمور بينهما بل أصبح للدولتان تطلعات في التعاون المشترك على كافة الأصعدة، لكنه عاد ليصرح أخيرا بمعرفته أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، ينتهك حقوق الإنسان، قائلًا: «أنا لست طفلًا وأعرف جيدًا ولا يهمني الأمر، أنا أتفق معه بشكل جيد، فلا داعي لمزيد من التهديدات».

الأمر ذاته تكرر مع روسيا، فحرب التصريحات بين ترامب وبوتين لا تهدأ، ودوما يسعى الأول إلى توجيه اتهامات عديدة لموسكو كان آخرها توجيهه لاتهام لبوتين بأنه قد يكون له دور في حادثة الاغتيال والتسمم أو متورط في شيء ما بقضية العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال، بالمملكة المتحدة، ولكنه لا يشغل باله لكونها ليست بلده.

لكن الكرملين بدوره رد على هذا الاتهام مؤكدا أن الرئيس الأمريكي لم يقدم "أي اتهام مباشر" بحق نظيره الروسي.

مرت العلاقات بين البلدين أو تحديدا بين الزعيمين بمنعطفات وتغيرات عديدة، فالعداء أو التصريحات الهجومية المتبادلة لم تكن منذ البداية بل على العكس ففي خضم المعركة الانتخابية الأمريكية حظي ترامب بتأييد وتشجيع كبير من بوتين الذي وصفه آنذاك بـ«المرشح الأفضل دون منازع في السبق الرئاسي»، ربما كان ذلك لعدم رغبة موسكو في دعم الحزب الديمقراطي ومرشحته هيلاري كلينتون إلا أن النتيجة كانت واحدة وهي دعم ترامب الذي لم يصدق فيما بعد هذا الدعم وأكد أنه يرى أن الرئيس الروسي كان يفضل فوز كلينتون في الانتخابات الرئاسية، قائلا: «أراهن أن بوتين كان ضدي خلال الحملة الانتخابية».

لم يقتصر الدعم من جانب بوتين فقط، بل أعلن ترامب في أحد المؤتمرات الصحفية لحملته عن رغبته في إقامة علاقات قوية وجيدة بين البلدين، مشيرا إلى أن أمريكا في عهده سترحب بتوطيد التعاون على مختلف الأصعدة، خاصة ملف محاربة الإرهاب وحل الأزمة السورية، ليرد بوتين بأن ترامب «الرجل اللامع الموهوب دون أدنى شك»، ليرد الأخير قائلا «حصولي على مجاملات من قبل شخص يحظى بحب واحترام وطنه وشعبه، يعد شرفا كبيرا بالنسبة لي».

لم يستمر «شهر العسل» بين البلدين، فسرعان ما تبدلت الأمور خلال أشهر قليلة بعد اتهام واشنطن للرئيس السوري بوقوفه خلف هجوم خان شيخون بريف إدلب بغاز السارين كماوأشار ترامب في تصريحات إلى احتمالية تورط روسيا في الهجوم وعلمها المسبق بالهجوم الكيميائي على ريف إدلب، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين في أدنى مراحلها، مع ثبات موقف بوتين من بشار الأسد واستمرار دعمه له.

وردا على اتهامات واشنطن للأسد، قامت القوات الأمريكية بضرب أهداف عسكرية لها بقاعدة الشعيرات، وتباينت ردود الفعل العالمية بشأن الهجوم الجوي الأمريكي على سوريا، لتعلن روسيا الحليف الرئيسي للرئيس السوري عن رفضها واستنكارها لتلك الضربات. كما علق بوتين على الضربة الجوية الأمريكية بأنها تعد خرقا للقانون، فضلا عن الثقة بترامب والولايات المتحدة بدأت في التراجع وفي أسوأ حالاتها منذ وصوله للبيت الأبيض.

ومنذ ذلك الوقت صارت الأمور بين البلدين من سيء لأسوأ، تبادل للاتهامات، تهديدات، عقوبات ولقاءات باردة وصارمة بين الزعيمين وسط إنكار بوجود عداء بين الزعيمين، لكن حرب التصريحات لا تنتهي.